رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يرفض الإرهابيون الاستفتاء؟!


المقاومة العنيفة لإجراء الاستفتاء على مشروع الدستور من جانب الجماعة الإرهابية.. وأحداث العنف التي ارتكبتها الجماعة خلال الأسابيع الماضية.. تعكس مخاوفها من أن يكتشف العالم حقيقة مزاعمها بأن الشعب المصرى يدعمها ويرفض ما تسميه بالانقلاب على الحاكم الشرعى «!!».

دفعت الجماعة ملايين الدولارات سواء للصحافة العالمية أو للبلطجية الذين يشاركون في مظاهراتها التي تدعى السلمية بينما تمارس أساليب عنيفة لم يعرفها الشارع المصرى من قبل بهدف ترويع المواطنين ومنعهم من الذهاب إلى المقرات المخصصة لإجراء الاستفتاء على مشروع الدستور.

لقد أعلنت الجماعة أنها ستقاطع الاستفتاء، بينما تشير التعليمات السرية الصادرة إلى كوادرها بالمشاركة وأن يقولوا «لا» حتى يبينوا أن نسبة كبيرة من المصوتين لا توافق على مشروع الدستور.

ولو أن الجماعة كانت صادقة حقًا في الادعاء بأن الشعب المصرى يؤيدها، لما عارضت إجراء الاستفتاء بمختلف الوسائل غير المشروعة، وتقبلت الاحتكام إلى إرادة المصريين.. ولكنها تدرك حقيقة أن المصريين قرروا بترها من جسد الوطن حتى يشفى ويتقدم إلى الأمام.. بعد أن كاد حكم الإخوان أن يصيبه بأمراض مستعصية على العلاج مثل معاداة الديمقراطية.. وإشعال الفتن الطائفية وهدم مؤسسات الدولة المدنية.. وتبعية الدولة للتنظيم الأجنبى.. والتخابر مع دول خارجية.. والتفريط في التراب الوطنى.

تدرك الجماعة أن الحشود الجماهيرية المتوقع مشاركتها اليوم وغدًا في الاستفتاء على مشروع الدستور وإعلان الموافقة عليه، ستقود البلاد إلى استكمال باقى استحقاقات خطة الطريق التي تحقق أهداف ثورة يناير وانتفاضة يونيو في إقامة دولة ديمقراطية تحقق المساواة لكل من يعيش على أرضها بصرف النظر عن دينه أو جنسه ولونه، دولة مدنية توفر لمواطنيها حقوقهم المشروعة في الحصول على التعليم الجيد والرعاية الصحية والأمن والاستقرار والنهوض الاقتصادى والعدالة الاجتماعية.. وهى مبادئ لا تعترف بها الجماعات الفاشية الظلامية التي تسعى لعودة البلاد إلى ظلمات العصور الوسطى وترفض الاعتراف بالوطن وتأتمر بأوامر تصدر لها من الخارج.

نجاح الاستفتاء على الدستور وما يتبعه من خطوات سواء إجراء الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، يزعج الجماعة الإرهابية التي أعلن قادتها أنهم سيستخدمون العنف لتعطيل الاستفتاء.. وقال أحدهم إنهم سيحرقون سيارات الشرطة والجيش وعربات نقل القضاة وصناديق التصويت ومقار اللجان وسيارات البث التليفزيونى.

لو أن الجماعة صادقة في الادعاء بأن الشعب المصرى يرفض مشروع الدستور، لقبلت الاحتكام إلى الصناديق.. ولكنها تدرك حجم المعارضة الشعبية ورفض المواطنين للتعامل معها، لذلك لا يتوانى قادتها عن التهديد باستخدام العنف لتعطيل الاستفتاء.

جاء رد الدولة على تلك التهديدات حاسمًا أنها ستواجه أى خروج على القانون بكل حزم، كما أن الاحتشاد الجماهيرى أمام اللجان سيؤكد أن المواطنين لا يخشون الجماعة ولا يكترثون بالتهديدات غير المسئولة التي تصدر عن كوادرها..

لا أعتقد أن أي مواطن يحلم بمصر الجديدة، سيتكاسل عن المشاركة في الاستفتاء، لأن نجاح الاستفتاء يتحقق بقدر ارتفاع أعداد الداعمين له.. وتكرار المشهد المليونى الذي هز العالم في يونيو الماضى.. عندما خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه ليقول للرئيس الإخوانى.. ارحل.
وسيتكرر المشهد بكل تأكيد اليوم وغدًا، ليتأكد العالم كله أن المصريين قرروا عزل الجماعة الإرهابية والتصدى لمؤامراتها المدعومة من دول أجنبية، لا تريد الخير لمصر.
الجريدة الرسمية