رئيس التحرير
عصام كامل

رضا عبدالرحمن لـ"فيتـو": الفنان التشكيلي ليس عيسوي المجنون كما تصوره السينما

فيتو

  • نقابتنا فاشلة.. وأبوالمعاطى ضعيف ومهزوز وأهدر حقوقنا
  • رسوم الحوائط بعد ثورتي "يناير ويونيو" ضيّقت الفجوة مع الجمهور 
  • أتوقع أن تشهد مصر طفرة في الفن التشكيلي بسبب الحراك السياسي 
  • الفن التشكيلي ما زال نخبويًا.. و"السينما" و"الإعلام" أسهما في تشويه صورتنا 
  • معاشنا 75 جنيهًا ولا يوجد دور للنقابة تجاه المبدعين الشباب
  • بعض المدعين والعاطلين ينظمون معارض على طريقة أفلام المقاولات في السبعينيات
  • أرفض صابر عرب لأنه ليس وزير ثورة.. وإيناس عبدالدايم أفضل بكثير
  • أستعد لمهرجان فن تشكيلي في البحر الأحمر نهاية فبراير تدعيمًا للسياحة

رضا عبدالرحمن.. فنان تشكيلي تتسم أعماله بروح مميزة وأسلوب خاص في لوحاته الفنية، تخلى عن منصبه كأستاذ جامعي في عام 1999 لاعتقاده أن عطاءه لشباب التشكيليين من خلال معارضه الخاصة أفضل وأقوى من التعليم الأكاديمي، تقلد منصبًا مهمًا في مهرجان "السلام والرحمة" لأكثر من عام والذي من المقرر إقامته خلال مايو 2014 المقبل في مصر وثلاث ولايات أمريكية إيمانًا منه بأن أمريكا أرض لكل الديانات مع وجود ديمقراطية لا مثيل لها.. "فيتــو" أجرت معه الحوار التالي:

- هل ترى أن السينما والإعلام أسهما في تشويه صورة الفنانين التشكيليين؟
* بالتأكيد خاصة أن معظم الأفلام والأعمال الدرامية أظهرت الفنان التشكيلى بأنه مجنون ويعشق السيدات وشرب الخمر، وهذا غير حقيقى لأننا أشخاص طبيعيون جدًا ونصلى ونعرف الله. 

- ألا ترى أن الثورة ضيّقت الفجوة بين الفن التشكيلى والجمهور ؟
* بالتأكيد.. ثورتا 25 يناير و30 يونيو ضيّقتا هذه الفجوة بشكل كبير خاصة مع ظهور الرسوم على الحوائط في الشوارع.

- ما رأيك في الفن الجرافيتى في مصر؟
* ليس "جرافيتي" وظروفنا تمنعنا من عمل الجرافيتي في مصر؛ لأن المواد الفنية المستخدمة فيه غالية الثمن، حيث إنه فن قائم على استخدام "الإسبراى وإكليرك واستامبات والقص واللزق" على الحوائط، بعكس ما نراه في حوائط شوارع مصر التي تسمى رسومًا فنية جدارية خالصة، بعدما استخدم الفنان الألوان الزيتية والفرشاة، كما أن مجموعة الشباب الفن التشكيلى من عمار وعلاء محمدى وإبراهيم سعد يمثلون أنبل ما حدث في تاريخ الثورة المصرية بالنسبة للفن التشكيلى؛ لأنهم نقلوا إحساس المواطنين وحدث تواصل بين الجمهور والفن التشكيلي أكثر مما نقوم به في المعارض.

- ماذا تتوقع لمستقبل الفن التشكيلي في مصر؟
* أتوقع أن تشهد مصر طفرة كبيرة في الفن التشكيلى بسبب الحراك السياسي في الشارع وحرية الحديث، كما أن الفن التشكيلى أصبح موجهًا إلى عامة الشعب ولا يقتصر على الصفوة فقط، خاصة أن الرسوم تتحدث عن قضايا المصريين وهمومهم. 

-لماذا نشطت المعارض الفنية بعكس الوضع قبل ثورة يناير؟
* يوجد عيب وميزة في هذا الموضوع، وأؤمن بمقولة الحكيم إن "فيضان النيل لدى حدوثه يظهر على سطحه كميات من الركام لا نرى بسببها المياه النقية، وبعدها تظهر المياه الصافية أثناء الفيضان وإلقاء الركام في البحر"، هناك بعض المدعين وأشخاص ليست لديهم علاقة بالفن التشكيلى بدءوا ينظمون معارض ومهرجانات وأصبحوا يشكلون خطرًا مثل أفلام المقاولات في السبعينيات، أي أن هناك معارض كثيرة ليست لها قيمة وأشخاص بلا وظيفة توجهوا إلى الفن التشكيلى.

- كيف ترى الحل لهذه المشكلة؟
* حينما تستقر الأمور في مصر ويصبح لدينا رئيس منتخب وحكومة، ينتهى كل ذلك ويظهر الفنانون الحقيقيون ويصبحوا في الصدارة وخاصة الثوريين الذين حملوا مشاكل مصر على أعناقهم، حيث إن الثورة اجتاحت كثيرًا من المعارض، أهمها معرضي الذي قدمته تحت عنوان "أنا الثورة".

- كيف ترى دور نقابة الفن التشكيلى تجاه الفنانين وخاصة عقب حادث الفنان محمد بهنس؟
* بهنس فنان سودانى وليس مصريًا، ولكن هذا لا يعفي النقابة؛ لأنها من أفشل النقابات، ونقيب ضعيف مهزوز، والسبب في تدعيمنا "حمدى أبوالمعاطى" في الوصول إلى منصب النقيب هو رغبتنا في الخلاص من النظام السابق، لكن اتضح أنه أفشل مما سبقه، وأهدر كثيرًا من حقوقنا، ولدينا مشاكل في المعاشات، حيث يبلغ معاش الفنان التشكيلى 75 جنيهًا، ولا يوجد دور للنقابة تجاه المبدعين الشباب والذي ينظر إلى انتخابات النقابة يجد أن معظم الفنانين لم يذهبوا للجمعية العمومية لانتخابات التجديد النصفى لانهم ملوا خاصة لتمسك النقيب بمنصبة.. 
لذلك أعتبر أننا ليس لدينا نقابة للفن التشكيلى، ونتمنى أن يستقيل نقيب الفن التشكيلى ويمنح فرصة لأحد من الفنانين الكبار الخبراء مثل الفنان أحمد نوار الذي قام بتكريمه الرئيس المؤقت عدلى منصور، والفنان حازم فتح الله وغيره من الفنانين العالمين. 

- كيف ترى دور وزارة الثقافة تجاه الفن التشكيلى؟
* أرفض وزير الثقافة الحالى لأنه ليس وزير ثورة وغير مناسب، ولكن نعلم أنه "ليس في الإمكان أبدع مما كان"، وخاصة أننا في حكومة انتقالية، وقطاع الفن التشكيلى في ظل الإمكانيات المحدودة التي يمنحها له الوزير يسير بدرجة جيدة ويقدم خدمات مناسبة للفنانين، ولكننا نرجو وزيرًا أكثر ثورية وقوة أكثر داخل مجلس الوزراء، وليس شرطًا أن يكون أكاديميًا فقط وإنما يكون عاملًا في مجال الإبداع والثقافة سواء كان سينما أو مسرحًا أو فنًا تشكيليًا.

- هل تعنى أن حظ وزارة الثقافة قليل دائمًا ؟
* بالتأكيد؛ لأنه عقب التخلص من الإخوان وعلاء عبدالعزيز وزير الثقافة الإخوانى كان المفترض وجود وزير ثقافة ثوري، ولكن مشكلة رئيس الوزراء الحالى حازم الببلاوى إمساك العصا من المنتصف، وأعتقد أن اختيار إيناس عبدالدايم كوزيرة للثقافة كان أفضل بكثير. 

- كيف ترى مستقبل مصر في ظل التوترات الحالية؟
* ما أراه "حلاوة روح "من الإخوان والشعب المصرى كرههم بشكل كافٍ.

- ما أهم أعمالك الفنية القادمة؟
* أستعد لمهرجان سنوى يتم تقديمه منذ 6 سنوات هدفه نشر السلام والمحبة بين كل المواطنين على أرض مصر مسيحيين ومسلمين، برعاية الكنيسة الكاثوليكية تحت عنوان "فعالية السلام والرحمة" وأقوم بالتنسيق الفنى له أي "قومسيرا" للمهرجان، أما القديس "بول جوردان" فهو الرئيس الشرفى للمهرجان، كما أننا نقوم بدعوة الفنانين التشكيليين مسيحيين ومسلمين، حيث يمنح كل فنان منهم تيمة للمهرجان متمثلة في تمثال وكل فنان يعبر عنه بما يراه، والمهرجان الماضى في مايو 2013 تم اختيار "الحمار" رمزًا للحيوان المصرى كـــ"تيمة" للمهرجان.

- لماذا تم اختيار تيمة "الحمار" بالتحديد؟ 
* لأن الحمار الحيوان الوحيد الموجود منذ أيام الفراعنة ولم يتغير حاله، حيث يتعرض إلى نفس العذاب والارتباط بالفقراء والبسطاء، وطبيعته مشابهة للإنسان المصرى الذي يعانى دائمًا من الظلم والمهدر حقه في كل الأنظمة، بعكس باقى الحيوانات مثل الكلاب التي يتم تربيتها في المنازل والخيل الذي يتم إقامة أماكن مخصصة لرعايتها "إسطبل" والأسود في حديقة الحيوان.

- متى تقام فعالية "السلام والمحبة" ؟
* ستقام في مايو 2014 في مصر، ويتم عرضها في 3 ولايات أمريكية، في أغسطس يتم العرض في ولاية شيكاغو، وأكتوبر في ولاية نيويورك، أما نوفمبر في ولاية بوسطن، حيث إن المهرجان يحمل عنوان "كايرو شيكاغو". 

- لماذا تم اختيار العرض في 3 ولايات أمريكية تحديدا؟
* أمريكا أرض عليها كل الديانات مع توافر عامل الديمقراطية بعكس ما يحاول الكثيرون إشاعته بأنها دولة ديكتاتورية، حيث إن المواطن الامريكى آخر شىء يفكر فيه هو التعرف على ديانة الشخص الآخر، كما أن احترامهم المصريين كبير جدًا يأتى في الرتبة الثانية عقب المواطن الفرنسى، بالإضافة إلى أن أمريكا تعتبر جزءًا كبيرًا من العالم، لذلك رسالتنا من المهرجان إليها أننا المسيحيون والمسلمون مواطنون مصريون لا يوجد فرق بيننا، وقضايانا وهمومنا ومشاكلنا واحدة، ولن يستطيع أحد من السياسيين الأمريكيين إحداث فتنة بيننا، كما أننا نفرق جيدًا بين المواطن الأمريكى والسياسي الأمريكى الذي لديه مطامع سياسية في الشرق الأوسط ودعم إسرائيل وأهدافها وغيره. 

- ماذا عما يتردد عن اضطهاد المسلمين في أمريكا؟
* غير حقيقى.. حيث إن أمريكا تعتقل الإرهابيين بشكل عام، وما لا يعلمه الكثير أن هناك مصريين مسلمين يلتحقون بوظائف سيادية في أمريكا وأهمها ضباط شرطة وهو ما لا تسمح به أي دولة أخرى، وأتذكر أننى قمت الإدلاء بحوار إلى قناة لندية من أصل باكستانى، حيث تحدثت بمنتهى الحرية ولكن مع التزامى بعدم خرق القانون.

- ماذا عن أعمالك المقبلة ؟
* أستعد لمهرجان للفن التشكيلى في الغردقة في البحر الأحمر، برعاية وزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية، وذلك نهاية شهر فبراير المقبل، دعمًا للسياحة في مصر، حيث نختار 5 مصريين للمشاركة فيه مع 10 فنانين أجانب من الدول التي ما زالت متخوفة من إرسال سياح لمصر، وهذا يجعلنا نستفيد من تلك العلاقة مع وجود تغطية إعلامية دولية.

- ما الفرق بين ردود أفعال الجمهور العالمى والمصرى بشأن مهرجان "السلام والرحمة"؟
* يوجد فرق كبير، الجمهور في أوربا وأمريكا تربى على تذوق الفن التشكيلى المعاصر، عكس المواطن المصرى الذي توقفت المعلومات لديه بقدر ما منحته السينما أن الفنان التشكيلى هو "عيسوى" المجنون الذي جسده الفنان أحمد راتب الذي لا يرغب في الاستحمام، أي أن الجمهور في مصر ثقافتة ضعيفة وهذا يعود أيضا إلى تدهور التعليم لسنوات طويلة وبشكل سيىء،مع الظروف الاقتصادية السيئة، حيث ما زال الفن التشكيلى في مصر فنًا نخبويًا وله علاقة بالطبقة الراقية، بعكس الغرب فعندهم الفن التشكيلى يكون جماهيريًا.
الجريدة الرسمية