رئيس التحرير
عصام كامل

قتال «فيتـو»


صباح يوم 30 يونيو 2013 وقبل أن تشهد ذلك الطوفان البشري الهائل والهادر المطالب بالخلاص من حكم الإخوان الغاشم خرجت «فيتــو» تبشر المصريين بنهاية هذا الحكم المستبد، فقد صرحت «فيتــو» وقتها بأن تطبع عددها الجديد مبكرًا لتصدر قبل موعدها الأسبوعي بيومين لتسهم أسرة تحريرها في ثورة ٣٠ يونيو.

ولم تكن تلك مغامرة صحفية غير محسومة من "فيتـو" والمسئولين عنها، ولكن ذلك كان استكمالًا لقتال صحفي قوي وشرس خاضته "فيتو" ضد حكم الإخوان كشفت خلاله هذا الحكم وعيوبه وأخطاره الضخمة على كيان الدولة الوطنية المصرية والأمن القومي المصري.. لقد ولدت "فيتو" منذ عددها الأول وهي تقاتل الإخوان لأنها أدركت قبل أن يتقلدوا رسميًا مقاليد الحكم في البلاد أنهم يحيكون مؤامرة ضخمة ضد البلاد وأهلها وأمنها بل حتى أرضها أيضا.. لذلك كرّست "فيتــو" كل جهدها على كشف خبايا هذه المؤامرة وفضخ أسرارها وتنوير عموم المصريين بشرورها.
وعندما تولى الإخوان بالفعل حكم البلاد نتيجة ضعف المجلس العسكري السابق وسوء حسابات بعض القوى المدنية، مضت "فيتـو" في قتالها ضد مؤامرات الإخوان واستبدادهم وفاشيتهم بقوة أكبر وحماس أكثر وشجاعة أشد.. لم ترهبها تهديدات الإخوان الساخرة والمتزايدة ولم يثنها تعرض زملاء فيها للعنف المباشر من قبل الإخوان، بل إن "فيتــو" أصرت على الاستمرار في القتال الصحفي بقوة وشجاعة وجسارة، وهذا يحسب لمن يديرونها وللقائمين عليها، كما يحسب أيضًا لأسرة تحريرها وأغلبهم من الشباب والفتيات، مثلما يحسب أيضًا لنخبة كُتّابها.. فالكل استخدم الكلمات والسطور للتصدي بحزم لغاشية واستبداد الحكم الإخواني.

وهكذا.. كانت السنة الثانية من عمر «فيتــو» مثل سنتها الأولى أيضًا.. القتال الصحفي الضاري الذي لا يتوقف بعزيمة قوية لا تهن أو تضعف.
لقد ولدت «فيتو» مقاتلة واستمرت تقاتل صحفيًا في أول عامين من عمرها، وفي سنتها الثانية انخرطت «فيتــو» في القتال من أجل التخلص من الحكم الإخواني المستبد والغاشي، وهي الهدف الذي كانت تتطلع إليه جموع الجماهير المصرية.. وبذلك كان لصحيفتنا دورها في ٣٠ يونيو مثل غيرها من الصحف والفضائيات.

أما النصف الثاني من السنة الثانية فقد انطلقت «فيتــو» تقاتل ضد محاولات ومؤامرات الإخوان المختلفة سواء تلك المؤامرات التي تستهدف استعادة الحكم الذي فقدوه وكانوا يتوهمون أنهم سوف يحتفظون به إلى الأبد، أو تلك المؤامرات التي تستهدف الانتقام من مصر والمصريين لأنهم تجرءوا على الإطاحة بحكم وحينما انتفضوا ضدهم في طوفان بشري هائل يوم ٣٠ يونيو لم يشهده العالم من قبل، وأيضًا حينما انحازت القوات المسلحة لهم وها هي «فيتــو» وهي تبدأ العام الثالث من عمرها مستمرة في القتال الصحفي.. فقد كتب عليها هذا القتال منذ مولدها لأنه أضحى مهمة وطنية لا يمكن لأسرة تحرير «فيتــو» أن تهملها.. فإن مؤامرات الإخوان خاصة تنظيمهم الداخلي والدولي لم تتوقف ومازالت مستمرة، وهذه المؤامرات تلقى دعمًا إقليميًا ودوليًا.

إن «فيتو» تبدأ عامها الجديد والبلاد تخوض حربًا شرسة وضارية ضد إرهاب أسود ترعاه جماعة الإخوان وينخرط فيه جماعات إرهابية عديدة تربطها علاقات وثيقة بهم.. ولذلك سيكون هذا العام من عمر «فيتـو» مثل العامين السابقين "قتالًا صحفيًا" لا هوادة فيه حتى ننتصر على هذا الإرهاب ونحمي بلادنا وأهلنا من شروره، وأحسب أن قيادة "فيتـو" وكل أعضاء أسرة تحريرها وكُتّابها يدركون ذلك.. وهكذا سيكون العام الجديد من عمر «فيتو» قتالًا صحفيًا مستمرًا؛ لأن حربنا مع هذا الإرهاب طويلة وممتدة وتحتاج أكبر قدر من التماسك الوطني واليقظة السياسية والتأهب الإعلامي والصحفي.

والتمسك بالمهنية وضوابطها هو أفضل وأمضى سلاح تخوض به «فيتـو» قتالها الجديد.. فهذه المهنية هي التي ستجعلها أكثر مصداقية وأكبر تأثيرًا وأوسع فعالية في هذه الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب الذي يرعاه الإخوان.

وإذا كانت «فيتـو» قد أضافت في عامها الثاني لأسلحتها التي تخوض بها قتالها الصحفي موقعها الإلكتروني فإنها تحتاج في عامها الثالث أن تضيف لأسلحتها إصدارها اليومي الورقي.. فهي تحتاج أن تقاتل كل الوقت وليس أسبوعيًا فقط مثلما الحال الآن.. وإلى مزيد من التقدم والازدهار الصحفي والوطني لصحيفتنا الغراء «فيتـو».

الجريدة الرسمية