رئيس التحرير
عصام كامل

«شارون» رجل الحرب القذرة.. حصل على خنجر في ميلاده الخامس.. حارب بجوار «بن جوريون» وعمره 20 عامًا.. سمح لجنوده بذبح 700 فلسطيني من الرجال والنساء والأطفال.. وسمعته السيئة تلاحقه دائ

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شارون

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن حياة رئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل أرييل شارون كانت مليئة بالتناقضات والرمزية أيضا، فبمناسبة عيد ميلاده الخامس أهداه والده خنجرا، وبالعام التالي أعطاه آلة الكمان ولكنها لم تعجبه، لأن عينه كانت على السلاح الذي رمز للجندي الإسرائيلي.



وأضافت الجارديان أن سيرة شارون الذاتية كانت مليئة بالحرب، فحارب بجانب أبيه الروحي "بن جوريون" في عام 1948 من أجل الاستقلال وكان عمره حينها لا يتجاوز 20 عامًا، وحارب عام 1967 وحصل على انتصار معقد من الناحية التكتيكية خلال حرب الأيام الستة، وطبعًا عام 1973 بحرب الغفران التي كانت بمثابة نقطة تحول.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بالرغم من سمعة شارون السيئة التي كانت تلاحقه باستمرار، إلا أنه كان يحب جنوده، فعندما كان شارون وزير الدفاع في عام 1982 سمح لجنود الكتائب اللبنانية بدخول مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين وذبحوا 700 فلسطيني من الرجال والنساء والأطفال، وحملت الحكومة الإسرائيلية شارون نتائج المذبحة.

وأضافت أن شارون كان من المتحمسين لبناء المستوطنات على مدى أكثر من 30 عاما منذ عام 1970، ولعب كثيرا من الأدوار بمجلس الوزراء وضغط لبناء أكثر من 100 مستوطنة بداخل الضفة الغربية وغزة.

وكان هناك تطور مهم في حياة شارون السياسية في الفترة الأخيرة كرئيس للوزراء هي زيارته للمسجد الأقصى عام 2000 والتي اعتبرت زيارة استفزازية، واندلعت بسببها الانتفاضة الفلسطينية، وكان بصحبته أثناء الزيارة ألف شرطي إسرائيلي مما تسبب في أعمال عنف كانت بداية الانتفاضة الفلسطينية الثالثة.

وأعقب ذلك جو متصاعد من العنف لجأ شارون على أثرها لإستراتيجية فك الارتباط عن طريق سحب قواته من قطاع غزة وتجريف المستوطنات الإسرائيلية، لكن البعض يري تلك بأنها كانت خدعة لوضع يد إسرائيل على الضفة الغربية، وكان حزب الليكود غاضبا لمغادرة شارون الحزب وتأسيسه حزب كاديما ليكون حزب وسط بين العمل والليكود.

ورأت الصحيفة أن إصابة شارون بالسكتة الدماغية في يناير عام 2006، خلقت سرًا من أسرار ديمومة الحياة السياسية في الشرق الأوسط، ففي نهاية حياته قرر شارون خوض عملية السلام والانسحاب من الضفة الغربية وأن الانسحاب من غزة كان مجرد خدعة وأن إسرائيل لم يكن لديها المال وقتها لبناء المنازل ولكن الحقيقة أنه على مدى السنوات الثمانية تزايدت المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أنه لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة أن المرض سرق أكبر فرصة من أجل السلام في الشرق الأوسط، مشيرة أنه يجب الحكم عليه من خلال مافعله وليس ما لم يفعله، فنحن نحيي الانسحاب من غزة ولكن لا يمكن أن نحييه على بناء المستوطنات أو إيمانه العميق أن مكافحة الإرهاب لا تتم إلا بالرصاص والقنابل.

الجريدة الرسمية