رئيس التحرير
عصام كامل

عائلة الزرباوي تندد بدفن السفاح على أراضيها بمزرعة الجميز.. أرض المزرعة مسجلة وتعود إلينا طال الزمان أو قصر..فايز: شارون لن يهنأ في قبر على أرض اغتصبها..الطائرات الإسرائيلية دكت منزل العائلة في 67

 رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون

أعلنت إسرائيل أنه يتم دفن جثمان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، الذي توفي السبت في مزرعة العائلة جنوب فلسطين المحتلة والقريبة من مستوطنة سديروت التي لا تبعد كثيرا عن الحدود مع غزة. وكان شارون أوصى قبل وفاته بأن يوارى الثرى إلى جانب زوجته الثانية ليلي في مزرعة الجميز “هافات شيكمين” العائلية في جنوب إسرائيل.


"مزرعة الجمّيز" تبلغ مساحتها خمسة آلاف دونم ما يقارب الألف فدان اشتراها شارون قبيل حرب أكتوبر 1973 من الحكومة الإسرائيلية مقابل ما يقارب مائتي ألف دولار للدولة وهى المنطقة التي في قرية الحوجة العربية القريبة من النقب بالقرب من مستوطنة سديروت في أرض الخلصة القديمة.

ويقطع المزرعة شارع يوجد به بيتان كبيران محاطان بالحدائق الخضراء المعتنى بها في البيت الأول المكون من طابقين تعيش أسرة شارون من ولده جلعاد – الذي يدير المزرعة بمساعدة شركة إدارة خاصة – وزوجته عنبال وأولادهم الثلاثة وفي البيت الثاني يقطن من حين لآخر الابن عومري. وخارج المزرعة، فوق تلة "شقائق النعمان"، يوجد قبر زوجته ليلى والتي يوارى الثرى إلى جوارها حسب وصيته.

مزرعة شارون هذه تعود ملكيتها إلى عائلة الزرباوي المصرية وهى من ضمن الأراضي التي تمتلكها العائلة داخل الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي وتبلغ المساحة الإجمالية لأرض العائلة أكثر من 36 ألف دونم أي قرابة ثمانية آلاف فدان.

تم اغتصاب ‏تلك الأراضي منذ عام ‏1922، وكانت العائلة المصرية قامت بتسجيلها رسميا في دائرة تسجيل الأراضي التابعة للحكومة الفلسطينية عام‏ 1937‏ والمعروفة باسم‏ ‹‏الطابو‏›‏ والتي كانت تشرف عليها بريطانيا والأردن ويوجد نسخ من تلك العقود بتلك الدولتين وذلك إبان الانتداب البريطاني وهو ما يعتبر دليلا قاطعا على أحقية الزرباوي في هذه الأراضي، خاصة أن إسرائيل أعلنت عام ‏1948عقب قيامها أن الفيصل الوحيد لامتلاك كل الأشخاص سواء كانوا عربا أم يهودا لأي أرض في أي موقع يتحدد على أساس تسجيلها في هذه الدائرة وعلى الرغم من ذلك قام شارون بشراء الأراضي التي أقام عليها مزرعته من دولته إسرائيل.

ويرفض الحاج فايز الزرباوي المالك الأصلي للأرض أن يواري ثرى أرضنا جسد شارون وأنه بعد حصولنا على أرضنا سنقوم بجمع رفاته ونقلها خارج أرضنا وطالب نجل شارون بعدم الاستجابة لوصية والده ودفنه في أراضي العائلة لأنه مهما طال الزمن سيرد الله الحقوق إلى أصحابها وستؤول إلينا أرضنا في النهاية وحينها لن تجد لشارون قبرا بأراضينا.

وأضاف الزرباوي رجل الأعمال أنه ما زالت القضية منظورة أمام المحاكم الإسرائيلية لاسترداد أرض العائلة ويتم تقديم رفض رسمي لإرفاقه بأوراق القضية بعدم قبول دفن جثمان من استولى على أرضنا بدون وجه حق وسفح دماء إخواننا في أرضنا .

وأشار إلى أنه سيعمل على تدويل القضية من خلال الخارجية المصرية أمام المحكمة الدولية خاصة أننا مازلنا نحتفظ بالعقود والحجج الرسمية التي تثبت ملكيتنا للأرض التي اغتصبها شارون لتكون مزرعة لعائلته على مساحة ألف فدان وتكون قبرا له في النهاية وأراضي أخرى متاخمة لها تصل ل7 آلاف فدان.

يذكر أن امتلاك عائلة الزرباوي لتلك الأراضي بدأت بخروج الزرباوي الجد مع عائلته من العريش عام ‏1918‏ للعمل في تجارة المواد الغذائية بفلسطين‏، وقاموا بشراء 1250‏ فدانا‏.‏‏،في منطقة الخلصة بفلسطين.

وعقب اندلاع حرب ‏1948، عاد معظم أفراد العائلة إلى العريش، وخلال العدوان الثلاثي على مصر1956 واجتياح القوات الإسرائيلية لسيناء، فوجئت العائلة باثنين من أبناء قبيلة شهيرة يطرقان باب العائلة يرافقهما اثنان من العسكريين الإسرائيليين‏، وطلبوا من عميد العائلة آنذاك الحاج سليمان الزرباوي أوراق وحجج الأرض مقابل المبلغ الذي يحدده‏، لكنه رفض فهددوه ورحلوا.

وفي حرب ‏1967‏ دمرت الطائرات الإسرائيلية منزل عائلة الزرباوي دون منازل العريش عقابا لهم على الامتناع عن بيع الأرض.
الجريدة الرسمية