رئيس التحرير
عصام كامل

«الخريف العربي» يضرب اليمن.. ارتفاع أعداد القتلى.. تصاعد الأزمات الإنسانية.. توقف مؤقت لنزاع الحوثيين والسلفيين.. إيران تنفي تمويل الحوثيين.. والرئيس اليمني يحذر من تدهور الأوضاع في البلاد

احداث العنف فى اليمن
احداث العنف فى اليمن - صورة أرشيفية

مثلها مثل باقي الدول العربية التي تشهد ثورات وتظاهرات رافضة لأنظمتها الحاكمة، تعاني اليمن من اضطرابات وتدهور في الأوضاع الأمنية منذ قيام الثورة اليمنية والتي أطاحت بالرئيس علي عبدالله صالح في 2011.

استطاعت جماعة الحوثيين وتنظيم القاعدة السيطرة على بعض المناطق في اليمن عقب الثورة اليمنية وهو ما ساهم في اندلاع اشتباكات بين الحوثيين والجماعات السلفية هناك فيما أشارت وكالة رويترز الإخبارية إلى أن اتفاق وقف الاشتباكات بين مقاتلي الحوثيين والسلفيين دخل بالفعل أمس السبت حيز التنفيذ.

كان القتال قد بدأ بين الطرفين في 30 أكتوبر الماضي عندما اتهم الحوثيون السلفيين في بلدة دماج بتجنيد الآلاف من المقاتلين الأجانب استعدادا للهجوم عليهم بينما أكد السلفيين على أن الأمر مجرد تعليم هؤلاء الأجانب لتعاليم الدين الإسلامي. 

من جانبها وصفت قناة برس تي في الإيرانية الجماعات الحوثية بأنها مجموعة شيعية يقودها الشيخ عبدالملك الحوثي حيث تسيطر على أجزاء من شمال اليمن كما أن لها دورا بمحادثات المصالحة مع الحكومة في صنعاء حيث يتهمون الحكومة بانتهاك حقوقهم المدنية وتهميشهم سياسيا واقتصاديا ودينيا.

اتهم وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي في تصريحات له الحوثيين بتلقي دعم إيراني بالمال والسلاح في مواجهاتهم الدائرة مع السلفيين معتبرا تلك المواجهات حربا مذهبية على اليمن، بينما نفي مصدر مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية امس السبت تقارير وسائل الإعلام العربية عن جهود إيران لإرسال أسلحة إلى اليمن عبر اريتريا لتسليح الجماعات الحوثية، قائلا أن مثل هذه التقارير تهدف إلى تقويض نفوذ إيران الإقليمي طبقا لما ذكرته وكالة تسنيم الإيرانية.

وكما هو متوقع تسبب النزاع المسلح بين الطرفين بتصاعد الأزمة الإنسانية بالبلاد حيث قال الناطق باسم الجماعة السلفية سرور الوادعي إن عدد قتلى الجماعة بسبب هجوم الحوثيين على مناطقهم ارتفع إلى أكثر من 180 قتيلا و500 مصاب أغلبهم بجروح خطيرة.

وأضاف أن المواد الغذائية والأدوية بالمنطقة نفدت، محملًا الصليب الأحمر والحكومة مسئولية موت الجرحى لعدم قيامهما بواجبهما الإنساني بإسعاف هؤلاء بعد منع الحوثيين لهم من دخول المنطقة كما طالب القبائل اليمنية بالتدخل الفوري لفك الحصار عن دماج بعدما يأسوا من موقف الحكومة الذي وصفه بالمتخاذل.

وفي نفس السياق كشف تقرير دولي عن تردي الأوضاع الإنسانية في اليمن وتفاقمها خلال 2014 وذلك جراء ضعف سلطة الدولة وانعدام الخدمات الأساسية في بعض المناطق إضافة إلى محدودية الموارد مشيرا إلى أن النساء والأطفال من أكثر المتضررين من سوء الأوضاع في اليمن كما تم أدراج مليونا مواطن إلى احصائية عام 2013م والبالغة 13مليون شخص محتاج للمساعدة الإنسانية ليصل إجمالي المحتاجين إلى قرابة 15 مليون نسمة.

من ناحيتها، كانت تصريحات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي داعية لإنهاء الصراع حيث أكد أن الأوضاع الاقتصادية والأمنية تحتم على الجميع ‏تحمل المسئولية الوطنية العليا دون أدى تقصير أو تعطيل، موضحا أن مؤشرات الأوضاع لا تطمئن ولم يعد بالإمكان تحمل المزيد من القلاقل ‏والتدهور الأمني والاقتصادي مؤكدا "ليس أمامنا إلا طريق واحد هو إخراج اليمن من دوامة ‏الأزمات والاستفادة من التجارب التي أمامنا قريبها وبعيدها وطي صفحة الماضي وفتح صفحة ‏جديدة ناصعة البياض نكتب عليها جميعا مستقبل اليمن الجديد وعلى أساس أمن واستقرار ‏ووحدة اليمن".

وعلى أيه حال فقد ضاعف القتال بين الحوثيين والسلفيين من التحديات التي تواجه اليمن الذي يحاول أيضا التصدي لحركة انفصالية في الجنوب ومسلحين إسلاميين على صلة بتنظيم القاعدة وفقا لما قالته وكالة رويترز الإخبارية.
الجريدة الرسمية