قرارات ولا فى الأحلام .. ولا حصانة للأمريكان
رغم أن الدبلوماسية كما اعتدناها، هي باختصار «ما اقدرش أقول آه ما اقدرش أقول لأ».. فإن السفير بدر عبدالعاطى المتحدث الرسمى باسم الخارجية المصرية قال لأ «وِشْ».. قالها بحدة واضحة ردًا على التصريحات الأخيرة لعدد من المسئولين الأمريكيين الذين أعربوا عن قلق الإدارة الأمريكية من التطورات التي تحدث بمصر.. عندما أعلن أن مصر لا تسمح لأى طرف خارجى بالتدخل في الشأن الداخلى المصرى.
أثلج التصريح صدرى.. بيد أن المفاجأة التي أدخلت البهجة على قلبى المتحرق شوقًا للتحرر من الهيمنة والصلف الأمريكى.. كانت فيما طالعته بالتزامن مع تصريحات عبدالعاطى بإحدى الصحف، عن إجراءات شديدة البأس والشجاعة، قررت الحكومة تطبيقها على أمريكا والأمريكان.. هي إجراءات لا يمكن تصديقها ولا في الأحلام، لكنها والله حقيقة.
صدرت الإجراءات بعد رفع قضية أمام القضاء لمطالبة الحكومة بمعاملة الأمريكان بالمثل، ثم صدر الحكم بالموافقة، وباتت الحكومة ملزمة وفقًا للحكم بتنفيذ الإجراءات وهى كالتالى:
تجريد كل موظفى السفارة الأمريكية وعائلاتهم من بطاقات دبلوماسية (عدم التعرض) كانوا يتمتعون بسببها بالحماية الدبلوماسية، بحيث لم تعد لهم حصانة سوى داخل السفارة فقط.
رفع الحماية الأمنية الإضافية (المحسنة) التي تطالب بها أمريكا كل دول العالم لحماية سفارتها وعليه سوف تكون الحراسات الأمنية عادية مثلها مثل أي سفارة أخرى.
-المطالبة بدفع تعويضات لمواطنى الدولة العاملين بالسفارة الأمريكية ومدارس أبناء العاملين فيها لموازاة رواتبهم برواتب العاملين في أمريكا بحكم أن السفارة أرض أمريكية.
-سحب تراخيص المرور المباشر من المطارات، ليتعرض الأمريكيون للتفتيش مثل غيرهم.
-إمداد الحكومة بتفاصيل رواتب العاملين في القنصلية والسفارة الأمريكية، ومعلومات حساباتهم، للتأكد من قيامهم بدفع ضرائب الدخل للحكومة مقابل ما يشترونه ويحصلون عليه من خدمات.
- وقف رخص الاستيراد الممنوحة من وزارة التجارة للسفارة الأمريكية.
- إلغاء اجتماعات كانت مرتبة بين مسئولين بالغرف المشتركة، مع نظرائهم وأعضاء في الكونجرس الأمريكى.
انتهيت من قراءة الإجراءات، وانتفشت فخرًا وتيهًا كالطاووس، وشكرت الله أن أمد في عمرى إلى اليوم الذي أرى فيه الحكومة، ترد الصاع ألف صاع للأمريكان.
وقبل أن أطلق تنهيدة الارتياح، إذا بالصدمة المروعة تطيح بالحلم الجميل.. تبين أن الإجراءات العنترية المذكورة اتخذتها الحكومة «الهندية» ردًا على إساءة بالغة وجهتها السلطات الأمريكية لموظفة هندية بسفارة الهند بأمريكا.. ودون أن أدرى أطلقت ضحكة ماجنة يعاقب عليها القانون بتهمة الفعل الفاضح، وتذكرت السفير بدر عبدالعاطى الذي قال "لأ" بكل عنترية وقسوة للأمريكان، ثم رددت رائعة فريد الأطرش وأنا أتطلع في وجه عبدالعاطى " مالوش حق يقول لأ اللى بيقصد آه "!