رئيس التحرير
عصام كامل

ليبيا على حافة الهاوية.. تصاعد وتيرة الصراع الطائفي والحرب على النفط.. الصحراء الشاسعة تفتح الأبواب للقاعدة والمهربين.. انتشار المخدرات والسلاح في البلاد.. والمليشيات تسيطر على ثورة 2011

علم ليبيا
علم ليبيا

يبدو أن ليبيا تسير نحو الهاوية، خاصة بعد تصاعد وتيرة الصراع الطائفي والحرب على المنشآت النفطية، وفتح الأبواب لتهريب عناصر تنظيم القاعدة، وانتشار المخدرات والسلاح في البلاد، بالإضافة إلى أن المليشيات المسلحة أصبحت هي المسيطرة على ثورة 2011.


وتحت عنوان " ليبيا الوعرة" التي تجمع بين الحرب على النفط والصراعات العرقية"، نشرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية تقريرا حول الأوضاع في ليبيا، مشيرة إلى إبراهيم موسى، قائد من المليشيات الليبية التي تسيطر على حقول النفط وهو يقود شاحنة تويوتا مبتسمًا للوصول إلى منطقة قمم الجبال شديدة الانحدار الغنية بالنفط، حيث ينتج 350 ألف برميل يوميا من النفط ولكن في ظل الفوضى السياسية انخفض الإنتاج وتوقف وخاصة بعد اعتصام إحدى القبائل العرقية في إحدى المنشآت النفطية وتوقف إنتاج النفط بها منذ شهرين وأعيد فتحه في وقت سابق من هذا الشهر.

ونقلت الصحيفة عن موسى البالغ من العمر 36 عامًا وهو كان موظفا يعمل في مؤسسة لحماية الآثار، والآن يعمل لحساب المليشيات " أن ليبيا بها مجموعة متنوعة من الناس والجميع يحمل الأسلحة وفي يد الجميع ويوجد أيضا فلول تنظيم القاعدة من الحرب في مالي، والمخدرات تأتي من النيجر ومالي والجزائر".

وأوضحت الصحيفة أن الصحراء الشاسعة في جنوب ليبيا تفتح الأبواب أمام أعضاء القاعدة، والمهربين والمسافرين العاديين ما يثير الفوضى في البلاد وعدم القدرة على احتواء الوضع في ظل وجود المليشيات التي تجعل الوضع متفجرا بداخل منشآت النفط وفرض سيطرتهم عليها.

ونوهت الصحيفة عن صراع القبائل منذ عهد معمر القذافي وتفاقم التعصب والعنصرية بعد ثورة عام 2011، وبلوغ التوترات ذروتها في فزان بين العرب والتبو والطوابق، وكانت بداية الأزمة في مارس لعام 2012 ومن خلال أحداث ما تسمى "السبت الأسود"، وأسفر عن ذلك عشرات القتلى في الأحياء الفقيرة ما أثار المشاعر الانفصالية في جنوب ليبيا.

وقال محمد البالغ من العمر 25 عاما ويشرف على نقطة تفتيش في جنوب ليبيا " إذا لم نحصل على حقوقنا، ولم تتوقف إساءة المعاملة من مليشيات التبو سوف نعلن الانفصال عن ليبيا ولن نكون جزءا منها وأن أرضنا هنا التي نقف عليها".

وأضحت الصحيفة الخريطة الليبية، ففزان هي أرض قديمة تتكون من ثلاث محافظات روكانية قديمة جنبا إلى جنب مع طرابلس وبرقة، التي تشكل ليبيا المعاصرة، بين الحكام الأجانب الذين سيطروا على البلاد، إلا أن السلاطين العثمانيين أزعجت بجدية في محاولتهم جعل فزان تحت السيطرة، وإنشاء سلسلة من الحصون التي لا تحمد عقباها على طول حافة الصحراء، وميل البعض لمطالبة هذا الجزء من ليبيا بالانفصال وتركها لبعض العناصر الليبية.

ولفتت الصحيفة إلى أن حياة الليبيين التي تشبه حياة البدو ويعيشون في الصحراء ويتجاهلون الحدود التي فرضتها القوى الاستعمارية الأوربية، إلى أن جاء القذافي إلى السلطة في عام 1969، وفرض الهوية القومية العربية على ليبيا التي ساعدت في تمكين الأغلبية في البلاد ضد المشرفين الأوربين وأتباعهم، ولكن استبعاد الأقلية الأمازيغية في ليبيا وهم البربر، والطوارق ذوي البشرة الداكنة والتبو، بلغاتهم وزيهم المنفصل عن باقي ليبيا ونفي لحقوقهم كمواطنين، وتأخير طلباتهم للحصول على جوازات السفر حتى لو كان لديهم شهادات ميلاد تثبت أنهم ولدوا في البلاد على أساس أن أصولهم كانت في تشاد أو النيجر، إلا أنهم تعاملوا بدرجة أقل وكأنهم ليسوا مواطنين ليبيين، واستمرت نفس المعاملة بعد الثورة التي يهيمن عليها العرب ومن الصعب حصول هؤلاء القبائل على الجنسية الليبية.


واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن بعض القبائل على استعداد للموت للحصول على حقوقهم، وأن ثورة عام 2011 كانت عنصرا جديدا وخطيرا على المزيج المتنوع الليبي الذي ينتشر فيه السلاح وحمل البنادق وتجارة المخدارت فأصبحت ليبيا منطقة ينعدم فيها القانون.
الجريدة الرسمية