رئيس التحرير
عصام كامل

السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية لـ«فيتو»: المنطقة تعيش «الشتاء العربي»

فيتو


  • عودة العلاقات مع تركيا مرهون باحترامها للسيادة ورموزنا الدينية والسياسية
  • تسليم رموز النظام الليبى أمر قضائى بحت
  • نورد لخزينة الدولة 3 مليارات جنيه سنويا.. وإنفاقنا أقل من السفارة الأمريكية
  • العالم فشل في تعويض غياب الدور الإقليمى لمصر في عهد المعزول
  • انتظروا انطلاقة كبرى في العلاقات المصرية الروسية

التعرف على طبيعة السياسة الخارجية المصرية في مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو، والهدف من تنوع العلاقات والصداقات مع دول العالم، وإمكانية خروج مصر من الضغوط الأمريكية، والتحركات المصرية تجاه أفريقيا وأوربا، فضلًا عن الموقف المصرى من السياسة الخليجية تجاه القاهرة، يتطلب الحديث مع شخصية مطلعة بسياسة مصر الخارجية.
"فيتو" حاورت المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطى، والذي كشف عن أن قرارات مصر تجاه الدول العربية يتم اتخاذها دون أي انفعالات، وبالتشاور مع جميع الجهات السيادية في مصر، كما أن القرار الأخير باستدعاء السفير القطرى بالقاهرة هو أسلوب غير متبع مع الدول العربية، ولكن إصرار الجانب القطرى على التدخل في الشأن الداخلى المصرى استوجب رد فعل حاسما من قبل الخارجية المصرية، وقد يتبعه قرارات أخرى. 

و إلى نص الحوار:


• بداية.. كيف تعاملت وزارة الخارجية مع قرار مجلس الوزراء اعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية؟
تم التعامل معه بعد صدوره بساعات من خلال إخطار الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بهذا القرار، والتي قامت بدورها بإخطار أعضائها، إلى جانب الدول العربية الموقعة على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب عام 98.

• إلى أي مدى هذا القرار ملزم للدول العربية؟
القرار يحمل شقين؛ الأول سياسي وتم تنفيذه من خلال الإخطار، والثانى قانونى فنى يتعلق بتفعيل الاتفاقية وآلية التنفيذ المرفقة بها، وهى تتضمن تبادل المجرمين أو المطلوبين أمنيا أو وقف تمويل أي جماعات إرهابية، وذلك من خلال مخاطبة الإنتربول العربي الذي يخاطب بدوره الدولة المعنية للتنفيذ. 

• لكن وزارة الخارجية خاطبت الإنتربول للقبض على القيادى بالجماعة الإسلامية الهارب إلى قطر عاصم عبد الماجد.. تعليقك؟
هذا الأمر مختلف تماما، ويأتى في إطار تعاون ثنائى، وليس في إطار اتفاقية مكافحة الإرهاب، حيث صدر قرار من النائب العام بضبط "عبد الماجد" وتفعيل هذا القرار يتم من خلال الإنتربول الدولي، وبالفعل أخطر مكتب النائب العام الإنتربول الدولي لمخاطبة قطر لتسليم المذكور، وهناك مسار آخر في الإطار الثنائي، حيث تقوم وزارة العدل حينما تتلقى حيثيات الضبط والإحضار بإبلاغ وزارة الخارجية ومن خلال قنوات الدبلوماسية المصرية يتم تسليم الأمر للجانب القطري، وهذا ما تم بالفعل.

إلى أي مدى تجاوبت قطر؟
مازلنا في انتظار الموقف القطري، وهناك التزامات قانونية وأخلاقية عليها، وهناك جملة من الشروط في الاتفاقية بناء عليها يتم التعاون، وفي النهاية يخضع الأمر لقرار الدولة في إطار التزامها بالاتفاقية.

•هل الاستجابة للقرار المصرى إلزام أم يتعلق بسياسات كل دولة؟
هناك جملة من الشروط في الاتفاقية بناءً عليها يتم التعاون. وفي النهاية يخضع الأمر لقرار الدولة وأكيد في إطار التزامها بالاتفاقية الموقع عليها عام 98.

• هل هناك مؤشرات إيجابية من بعض الدول العربية الموقعة على اتفاقية الإرهاب؟
اعتقد أنه من السابق لآوانه نظرًا لحداثة القرار ومازلنا في مرحلة الإخطار سيتطلب قدرا من الوقت.

• بمناسبة الحديث عن قطر، ما موقف الخارجية من إصرار قطر على التدخل بالشأن المصرى وآخرها تحفظها باعتبار الإخوان جماعة إرهابية؟
تعاملنا مع الدول العربية وخاصة الخليجية يكون بحساب ولكن التصرفات القطرية جعلتنا نتخذ أسلوبا غير معتاد معها من خلال استدعاء السفير القطر بالقاهرة وإبلاغه رفض مصر شكلًا وموضوعًا لبيان بلاده.

• هل ممكن استدعاء السفير المصرى للتشاور أو خفض التمثيل الدبلوماسي مع قطر كما حدث مع تركيا؟
لكل حادث حديث

* هناك تقارير حول تورط ثلاثة ضباط قطريين وقناة الجزيرة في عملية تجسس على مصر.. ألا يحتم كل هذا تصعيد رد الفعل المصرى تجاه قطر؟
إصدار القرارات المتعلقة بالدول الخليجية يبعد عن الانفعالات، ويأخذ في الاعتبار نبض الشارع المصرى، ولكن يتم أيضًا الوضع في الاعتبار المصلحة العليا للوطن والتنسيق مع كل الجهات لمصالحنا مع هذه الدولة.

• لدينا معلومة أنه تم تسليم "سي دى" لجامعة الدول العربية عن الانتهاكات القطرية تجاه مصر؟
مرة أخرى الموضوع كله محل تقييم والمسائل التي لا تحتمل اللبس تم نقلها للجانب القطرى بطريقة أو بأخرى وبكل الوسائل بأن هناك مشاكل ليس مع مصر وحدها ولكن مع عدد كبير مع الدول العربية وأن المشاكل لا تنحصر في قناة الجزيرة وإنما الموضوع أكبر وأعمق من ذلك وعليهم أن يحددوا إلى أي جانب يقفون "مع إرادة الشعب المصرى والشعوب العربية أم أمامها" وتكون الإجابة في أسرع وقت ممكن.

• هل السفارات المصرية لديها خطة للتصدى لأى محاولات إخوانية لعرقلة الاستفتاء على الدستور في الخارج؟
بالطبع، السفارات المصرية تلقت تعليمات صريحة، قامت على التواصل مع السلطات المختصة في دول الاعتماد وإبلاغها بأن عملية الاستفتاء تبدأ من 8 يناير حتى 12 من نفس الشهر من أجل تأمين المصوتين، وهناك استجابة من هذه الدول من خلال دوريات ثابتة ومتحركة للتأمين من الخارج، كما أن السفارات ملتزمة بالتأمين من الداخل.

• يوجد عدد من المشاكل بالنسبة للجاليات المصرية بالخارج تعرقل عملية التصويت ومنها أصول جواز السفر إلغاء خدمة التصويت بالبريد؟
وزارة الخارجية والسفارات المصرية في الخارج جهة تنفيذ لقرارات اللجنة العليا للانتخابات، كما أن الشروط التي تطبقها اللجنة تتعلق بالداخل والخارج أما عن إلغاء التصويت بالبريد يوجد به شبه قانونية قد تؤدى للطعن عليها إلغاء عملية الاستفتاء برمتها و لذلك تم نقل جميع الشكاوى للجنة العليا للانتخابات.

• كيف تتعامل مصر مع حماس في عملية المصالحة فيما بعد تصنيف الإخوان جماعة إرهابية؟
القرار يختص بالجماعة وتنظيماتها في مصر فقط. لم نتطرق لأفرع خارجية سواء حماس أو غيرها لأن الأمر يتعلق بالداخل فقط وباقتحام الإخوان للسجون وهروب الرئيس المعزول "مرسي".

• لماذا تحولت تصريحات الخارجية المصرية من بروتوكولية إلى نارية تجاه واشنطن؟
أقول بكل صدق وفخر إنه لأول مرة تجد الخارجية المصرية ظهيرا شعبيا، وكذلك يرى الشعب أن هناك جهة تمثله في الخارج، فالموقف الشعبى يصنع المعجزات، ونحن مسئولون أمام المصريين وحدهم عن إتمام استحقاقات خارطة الطريق وليس أمام أمريكا.

• ألا يوجد عوامل ضغط أمريكية على مصر خاصة من خلال المعونات التي تقدمها للقاهرة؟
كلمة الفصل هي أن من يحصر العلاقة بين أمريكا ومصر في دولة مانحة تملك التأثير على دولة متلقية  "واهم وخاطئ تمامًا". 

* كيف.. والمساعدات لها سحرها؟
هذا العهد انتهى.. العلاقة أصبحت تمثل علاقة بين شريكين، فأمريكا في حاجة لمصر لأنها على يقين أنه لا يمكن أن تستقيم السياسة الخارجية لها في الشرق الأوسط دون علاقة قوية لها مع مصر.

• ألا تخشى مصر من تأثير تحركها ناحية الشرق وخاصة روسيا على علاقتها بأمريكا؟
العلاقات المصرية الروسية سوف تشهد انطلاقة كبيرة الفترة القادمة، حيث إن اجتماعات "2+2" لم تعقدها روسيا سوى مع خمس دول على مستوى العالم من بينها مصر، وأول مرة تعقدها مع دولة في الشرق الأوسط، نظرًا لمكانة مصر، أما عن الشعور الأمريكى فهذا شيء يخصهم ولا علاقة لنا به.

• أليس هذه التقارب من الجانب الروسي محاولة لسحب البساط من تحت قدم أمريكا في الشرق الأوسط؟
المحك الأساسي لمصر "المصلحة الوطنية" فإذا رأينا أن التقارب الروسي يحقق لنا فائدة أكثر لا يعنينى شيئا آخر، أريد أن أؤكد أن التاريخ أصبح مختلفا ولا يمكن القياس على فترة الخمسينيات والستينيات حيث إن الحرب الباردة انتهت ولا يوجد شىء مجانًا وبدون مقابل فإذا كان يريد أحد توثيق علاقته بمصر حتى يكون له علاقة بأكبر دولة في المنطقة أهلًا وسهلًا بشرط ألا يمس السيادة المصرية وإذا فهمت أمريكا عكس ذلك وإن هذا أمر تنافسي معهم هذا لا يعنينى وشىء يخصهم نحن منفتحون على الجميع وما يحقق مصلحتنا نقوم به.

• متى نتعامل مع العالم من منطلق مبدأ المعاملة بالمثل؟
هذا مبدأ أصبح راسخا ومستقرا في السياسة المصرية، وعلينا مسئولية كبيرة في تقديم المساعدة للجاليات المصرية في الخارج، ولكن هناك قصور في توفير المساعدات القانونية والمالية، وهذه مشكلة لمعظم أبناء الجاليات في الخارج، ونعمل الآن على إنشاء هيئة لرعاية المصريين في الخارج، حتى توجد ميزانية مستقرة لتوكيل محام.ٍ 

• ولكن يتردد أنباء عن أن التقارب المصرى الروسي هو محاولة لإقامة قاعدة عسكرية في مصر؟
الجانب الروسي لم يطلب ذلك "وكلام خارج المنطق" لأنه ليس من المعقول بعد مرور ثورتين للمطالبة بالحرية واستقلالية القرار أن تسمح مصر بمثل هذا الطلب في حين أن روسيا نفسها بادرت بنفى هذه الشائعات.

• هل تحاول واشنطن التقارب مع إيران على حساب الدول الصديقة؟
لدى تحفظ على اعتبار أن اتفاق الدول الكبرى وإيران "5+1"، قلب كل الموازين، فهو تفسير مبالغ فيه، لأنه اتفاق مرحلي.

• هل يؤثر هذا الاتفاق على مصر؟
بالطبع، وعلى المنطقة بأكملها، حيث تنظر مصر إلى إيران على أنها دولة عريقة وتعتز بشعبها وحضارتها، ولكن لا يمكنها أن تحظى بدور في الشرق الأوسط إلا بعد إتمام أمرين؛ الأول إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها السلاح النووى "حتى لا يوجد دولة على رأسها ريشة" تمتلك السلاح النووى، والثانى إنه من المهم للجانب الإيرانى ليس التعاون والتنسيق مع دول أخرى خارج الإقليم فحسب، بل لابد من علاقات مستقرة مع دول الجوار وخاصة الخليج، حتى يكون لها دور إقليمي.

الدور الإقليمى لإيران هل يسحب البساط من مصر؟
المسألة ليست مباراة صفرية، والدليل عندما تراجع الدور الإقليمي المصري خلال حكم النظام الإخوانى لم تستطع أي دولة ملء هذا الفراغ، فالعالم العربى يحتاج إلى نموذج حضارى وريادى وفكرى، ورسالتنا الأساسية إلى العالم أجمع منذ 3 يوليو أن مصر عادت مرة أخرى إلى ريادتها وتقوم بمسئوليتها الإقليمية والدولية، كما أن دورنا مطلوب من الأشقاء العرب والمستوى الدولى.

• كيف يكون الدور المصرى مطلوبا على المستوى الدولى؟
هذا التوصيف أعنيه بدقة، لأن العالم كله "جرب" أن يملأ الفراغ الذي تركه الدور المصرى الفترة الماضية دون جدوى، وكانت هناك محاولات من جماعات متطرفة أو دول لها أجندات خاصة، لذلك يوجد رغبة إقليمية ودولية بأن يكون الدور الإقليمى من جانب مصر.

• ليس هناك اتجاهات جديدة في العلاقات المصرية التركية؟
لا يوجد نية على الإطلاق في الوقت الراهن لعودة العلاقات الدبلوماسية إلى طبيعتها والمتمثلة في عودة السفير المصرى مرة أخرى إلى أنقرة، وهذا قرار مصرى يأخذ بعض الوقت حتى نقتنع أن الجانب الآخر احترم سيادتنا ورموزنا السياسية والدينية، ويسلم بإرادة هذا الشعب، وعندها يكون لكل حادث حديث.

•  ما تأثير زيارة وزير الخارجية
 للصين وكوريا الجنوبية
؟
أولًا مقابلة نائب الرئيس الصينى للوزير تقليد دبلوماسي غير مسبوق لأنه كان من المفترض استقباله من قبل وزير الخارجية الصينى، ثانيًا تفاجأ وزير الخارجية بالمنحة التي قدمتها الصين لمصر دون طلب والمقدرة بما ياعدل "150 مليون جنيه مصرى"، ولا تنسي الصين أن مصر كانت أول دولة عربية إسلامية شرق أوسطية تعترف بالصين الشعبية عام 1956، مما يدل على أن هناك رغبة جادة من الجانب الصينى لفتح علاقات مع مصر سواء كانت علاقات "اقتصادية، سياسية، عسكرية، تجارية استثمارية.
أما فيما يخص كوريا الجنوبية تم عقد لقاء مع التجار الأمريكيين، الألمانيين، الكوريين، وتم الاتفاق على إنشاء مصنع بتروكيماويات بـ4.8 مليار دولار.

• ماذا تدل هذه المعطيات؟
تدل على أن العالم يريد أن تنجح مصر في تنفيذ خارطة الطريق "بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية" لأن مصر "رمانة الميزان في الشرق الأوسط

• ماذا عن عدم اعتراف بعض الدول بالسلطة القائمة في مصر؟
بكل وضوح من يدعى أن هناك عدم اعتراف بالسلطة الحالية في مصر "كاذب"، و لا يوجد أي دولة سحبت سفيرها من مصر، وهذا دليل على الاعتراف بالسلطة الانتقالية، أما سفير تركيا فمصر هي التي أبلغته أنه شخص غير مرغوب فيه، كما يوجد ثلاث دول أخرى سحبت سفراءها من خلال معلومات مغلوطة قبل إعادتهم مرة أخرى، وهى "الإكوادور، فنزويلا، الصومال"، والكل يسلم بالأمر الواقع، ويأمل أن تنجح مصر في خارطة الطريق.

• ماهو الدور المصرى في الملف السورى خلال مفاوضات جنيف 2؟
الدور المصرى داعم للثورة السورية ونحن من أول من أكدنا للوحدة الوطنية للأراضى السورية، كما أريد أن أركز على أن معارضة مصر للضربة العسكرية تجاه سوريا ليس كان كذلك دفاعًا على نظام الأسد ولكن لأن سوريا لها علاقة بالأمن القومى المصرى والعربى ونحن طرف فاعل فى الأزمة السورية ورفضنا الحل العسكري و أكدنا أنه لا مجال سوى الحل السياسي والأمل في جنيف 2.

• هل متفائل من "جنيف2"؟
المسألة ليس تفاؤلا أو تشاؤما ولكن هناك مقررات خرجت من جنيف1 و التي تحتم وجود سلطة انتقالية ذات صلاحيات كاملة والجانب السورى هو الذي يقرر تواجد الأسد بها أم لا.

• ما تداعيات ما يحدث في جنوب السودان على مصر؟
جنوب السودان دولة شقيقة لمصر ولنا علاقات قوية بالأشقاء في جنوب السودان وما نقوم به تجاههم ليس "منة" من مصر ولكن التزامات حيث يوجد لدينا مدارس وعيادات طبية في جوبا وجنوب السودان، كما أن رئيس جنوب السودان نفسه اعترف أن مسقط رأس شهدت أو مرة توليد الكهرباء بفضل مصر ومحطات الديزل ودورنا موجود ولدينا علاقات بكل الأطراف، والسفير حمدى لوزة مساعد وزير الخارجية ووفد رفيع المستوى انتقل إلى جنوب السودان بصحبة شحنة مساعدات ضخمة من الأدوية والأغذية وتلقينا شكرا منهم وأكدوا أن مصر "أم أفريقيا"، كما يوجد تحركات ومباحثات في أديث أبابا ندعمها بشكل كامل للبحث عن حلول سياسية بدلًا من الجماعات المسلحة.

• ما تعقيبكم على المشهد المعقد لما يحدث في ليبيا من مباركة الحكومة لما يحدث في مصر ومعارضة البرلمان؟
ليبيا دولة جوار وشقيقة والعلاقة تاريخية بين البلادين ولكن الوضع في ليبيا صعب جدًا وهناك اتصالات مع مستمرة مع الحكومة هناك ومواقفها هي "مربط الفرس" تجاه مصر و عرضنا عليهم المساعدة في قضايا كثيرة جدًا بناء على طلبهم ويوجد ترحيب من الحكومة في عرض المقدم من التدريب اللازم لقطاعات الأمن والزراعة والصحة وضبط الحدود مصر أعلنت صراحة بتقديم كل الدعم الممكن للجانب الليبى وفقًا للأولويات التي يحددها الليبيون.

• تأشيرات الدخول إلى ليبيا مازالت المسألة الأكثر تعقيدًا للمصريين؟
بالتأكيد هذا الموضوع يسبب مشاكل نحاول حلها بشكل سريع، كما يوجد مجموعة من التيسيرات يتم الإعلان عنها قريبًا، كما عقدت اجتماعات مؤخرًا تضم جميع الأجهزة السيادية والفنية والمعنية بالعلاقات مع ليبيا.

• و لكن الليبيين يريدون أن يعرفوا مسير تسليم قيادات نظام القذافى للسلطات الليبية؟
هذا قرار قضائى بحت ليس لنا دخل فيه ولا يمكن التعقيب عليه ولابد من احترامها.

• يفسر بعض المحللين صراعات الدول المجاورة سواء في سوريا أو ليبيا أو جنوب السودان بأنه شيء مدروس في محاولة لتطويق مصر؟
المنطقة كلها في حالة صراع ونحن في الشتاء العربى الآن وليس في الربيع العربى.

• ماذا عن قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقى بتعليق النشاط المصرى في الاتحاد الأفريقى؟
هذا قرار خاطئ ومتسرع وتم اتخاذه عن طريق معلومات مغلوطة خلال 48 ساعة.

• و لكن القرار تم اتخاذه ولم تتراجع عنه حتى الآن؟
لأن الآليات المتواجدة داخل الاتحاد الأفريقي عجزت أن تستوعب ما حدث في مصر لأنهم لديهم تحديدات معينة للتغيير غير الدستورى الأول أن يكون مرتزقة استولت على الحكم، حزب سلطة يرفض تسليم السلطة لحزب فاز في الانتخابات، أو يحدث انقلاب عسكري" والثلاثة حالات لم تحث في مصر.

• إذًا لماذا مستمرون في قرارهم؟
لأنه ليس لديهم حالة للتغيير الدستورى والمتمثل في "الثورة الشعبية" في الوقت أن الدول المستقرة في الاتحاد الأوربى يوجد آلية الانتخاب وهى آلية يتعين احترامها، وكان يعطى استثناءات للتغيير لأنه ليس معنى الفوز بالإنتخابات حصولك على "شيك على بياض" أو تغيير هوية الدولة لذلك يوجد آليتان آخريان للتغيير وهما "عزل الرئيس" وهذا ما حدث مع الرئيس نيجسون عام 72 عندما تجسس على مقر الحزب الديمقراطى بطريقة غير شرعية، كما يوجد شىء آخر والمعروف بإجراء انتخابات مبكرة وهذا ما كان يريدة الشعب المصري، ولكن لم يكون ذلك موجودا في الدستور المصرى ولم يوجد استجابة من الرئيس السابق والسكوت عن تنفيذ طلبات 30 مليون مصرى في الشارع كان يؤدى إلى حرب أهلية، ولكن آليات الاتحاد الأفريقى قاصرة ومن المنتظر العدول عنها بعد إتمام خارطة الطريق ولكنهم قدموا طلبا لمتابعة الاستفتاء على الدستور.

• هل أثر هذا القرار على التواجد المصرى في أفريقيا؟
بالتأكيد لا.. هذا قرار جائر وشاركنا بعده في القمة الأفريقية بالكويت وقمة فرنسا أفريقيا في باريس، فضلًا عن أن وزير الخارجية أجرى ثلاث جولات في أفريقيا.

• ماذا عن الوكالة المصرية الأفريقية المزمع إنشاؤها؟
لأول مرة يوجد آلية وذراع تنموى للسياسة المصرية في الخارج، ويتم تدشينها في الربع الأول من عام 2014 وهدفها تدشين مشروعات تنموية في دول العالم النامى ولكن غالبية الأنشطة تتم في أفريقيا.

• وما الفرق بينها وبين الصناديق الأخرى المتواجدة بالوزارة مثل "أفريقى والكومنويلس؟
هذان الصندوقان يركزان على المعونة الفنية، ولكن الوكالة خاصة بالتنمية وإقامة مشروعات تنموية على الأراضي الأفريقية؟

• وما مصدر موازنة هذه الوكالة؟
من خلال توحيد دعم جميع الوزارات التي تقدمها لأفريقيا في مصدر واحد خاص بالوكالة، وكذلك القطاع الخاص، وكذلك التنسيق بين الصناديق العربية" لتعظيم الفوائد وعلى أمل أن تكون هذه الوكالة لها دور مهم جدًا.

• إلى أي مرحلة وصل ملف سد النهضة؟
كان يوجد اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان على التحرك في مسارين سياسي ويضم وزراء الخارجية للدول الثلاثة ومسار فنى يضم وزراء الرى للدول الثلاثة أيضًا حيث إنه تم عقد اجتماعين للمسار الفنى لوزراء الموارد المائية و لكن تحركنا من خلال عدة مبادئ أساسية متفق عليها جميع مؤسسات الدولة المصرية وهى إننا ليس ضد السد وأن تستفيد إثيوبيا من مواردها الطبيعية ولكن يجب أن يكون ذلك بما لا يضر بالمصالح المصرية ودول المصب وعلى مبدأ تحقيق المصالح للجميع، فضلًا عن عدم التخاذل والتنازل عن حقوق مصر القانونية والتاريخية عن مياه النيل والحفاظ على الحصص السنوية ونعمل على زيادة هذه الحصة في الوقت الذي دخلت فيه مصر إلى مرحلة الفقر المائى بالفعل تحت ألف متر مكعب لكل فرد.

• هل ما زال الاجتماع الشهير للرئيس المعزول بالقوى السياسية يترك شعورا سيئا في نفوس الأثيوبيين؟
بالطبع.. وتحدثوا فيه أكثر من مرة ونأمل على معالجته طوال الوقت.

• كانت هناك هيمنة من مؤسسة الرئاسة على وزارة الخارجية إبان حكم الإخوان عن طريق الدكتور عصام الحداد، فهل تمكن من ضم عناصر إخوانية للوزارة؟ 
لا أنكر محاولات الهيمنة طوال الوقت، ولكن في نفس الوقت من المستحيل ضم أي شخص إلى الوزارة أو اختراقها، لأن قانون السلك الدبلوماسي والقنصلى له شروط واختبارات وتحريات من أجهزة الدولة، والاستثناء الوحيد كان إبان حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وأستطيع أن أجزم أنه لم يتم تعيين أي سفير أو أي مسئول على درجة في السلك الدبلوماسي من خارج الوزارة على الإطلاق، لذلك لم تحدث أخونة للخارجية على الإطلاق.

• كيف ترى مطالبات تخفيض البعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج؟
هذا كلام غير مسئول لأن مصر لها 131 بعثة منهم 117 سفارة والباقى قنصليات عامة، في الوقت الذي يوجد للولايات المتحدة 220 سفارة في الخارج، وحجم إنفاق وزارة الخارجية أقل بكثير من إنفاق السفارة الأمريكية بالقاهرة، رغم أننا وزارة خدمية ونورد لخزينة الدولة 3 مليارات جنيه سنويًا.

* إلى أي مرحلة وصلت إجراءات استرداد أموال المصريين في الخارج؟
لا نستطيع استرداد أي مبالغ مجمدة دون الحصول على أحكام قضائية نهائية، فضلًا عن أن التجاوزات التي تمت في عهد الرئيس المعزول من محاصرة أنصاره للمحكمة الدستورية تسببت في إزعاج للدول التي بها الأموال المجمدة لعدم احترام القضاء.

* ما فائدة تعاقد الحكومة المصرية مع جماعات الضغط الأمريكية؟
فائدة كبيرة في تحول الرأى الأمريكى، والمتمثل في الرئيس باراك أوباما الذي أعلن أن مرسي فشل في حكم مصر، فهذا التصريح لم يأت اعتباطا، ودور هذه الجماعات توصيل الرسالة التي تصيغها مصر إلى دوائر صنع القرار في أمريكا، بصفتها قريبة منهم سواء في البيت الأبيض أو مراكز الأبحاث كما أنها لم تكلف خزينة الدولة جنيها واحدا.

الجريدة الرسمية