رئيس التحرير
عصام كامل

حلاوة زمان.. عروسة حصان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ارتبطت عروسة المولد بفلسفة خاصة عند المصريين الذين كانوا يتصدقون بأكواز مصنوعة من السكر على الفقراء لضمان مشاركتهم في الاحتفال بالمولد النبوى وتحولت هذه الأقماع والأكواز إلى أشكال فنية مختلفة.


ويرجع المؤرخون ظهور عروسة المولد إلى عهد الحاكم بأمر الله الذي كان يحب إحدى زوجاته فأمر بخروجها يوم المولد النبوى فظهرت في الموكب بردائها الأبيض وعلى رأسها تاج الياسمين، فرسمها صناع الحلوى بعد أن صنعوا قوالب ثابتة خصيصا لها، ورسم آخرون الحاكم بأمر الله يمتطى حصانه وصنعوه أيضا من الحلوى.

إلا أن هناك رأيا آخر يقول إن صناعة العروسة ترجع إلى العهد الفاطمى في عهد المعز لدين الله حيث اعتبرت الاحتفالات وسيلة للترفيه عن الطبقات الكادحة يوم المولد النبوى، حيث يخرج الخليفة في موكب كبير ومن الموكب خرجت فكرة الحصان للولد والعروسة للبنت وهى مصنوعة من السكر لتؤكل بعد الاحتفال.

يرجع الدكتور عبد العال الشال أستاذ التصميم بكلية التربية الفنية الربط بين العروسة والاحتفال إلى معتقد قديم وهو أن الله تعالى يخلق لكل إنسان قرينا وإذا كان ذكرا فقرينه أنثى والعكس، مشيرا إلى أن شكل العروسة يؤكد جمال المرأة وفقا لما اشتهرت به في العهد الفاطمى.

وأضاف الشال: إن الفنان المصرى استقى شكل العروسة من مواصفات جمال المرأة التي وصفها الشعر العربى القديم، كما استقاها من الطبيعة فهى كالورد المتفتح، وخاماتها من صنع البيئة، أما الزخارف والألوان فتشير إلى الغنى اللونى في التراث الإسلامي، والمراوح هي نفس المراوح التي كانت تلازم الولاة والحكام، والزهور المنتشرة على زى العروس تشير إلى زخرف النسيج والخزف الصينى.

وتابع الشال أن لكل شيء في العروس الحلاوة رمزا فالفم الصغير والخصر النحيل يرمز إلى جمال المرأة العربية، والهلال على رأسها يرمز إلى القمر والتاج على رأسها رمز للعظمة والجاه، ولأن العروسة لعبة نسائية ابتكر الفنان المصرى الحصان والجمل لنفس الهدف.
الجريدة الرسمية