عدلي منصور.. أذكى رجل في مصر!
يرفض منذ اللحظة الأولي أن يتقاضي راتبا علي مهمته كرئيس مؤقت لأنه يعلم أن القدر وحده ساقه إليه لوجوده رئيسا للمحكمة الدستورية العليا في هذه اللحظة الفارقة التاريخية في حياة المصريين.. لم يطلب أي مخصصات لم تكن موجودة قبله ولم يطلب الانتقال إلي مكان آخر للرئاسة غير الذي كان فيه من قبله.. ولأنه يدرك دور الصدفة والقدر في الأمر.. يرغب في أن تمر فترة تكليفه بكل الهدوء الممكن بالنسبة له.. فلم يتدخل في فض رابعة ولا النهضة إنما فوض الحكومة.. ولا دخل له بقانون التظاهر.. إنما فوض الحكومة.. ولا دخل له بقانون اعتبار الإخوان إرهابية.. إنما فوض الحكومة.. لكنه هو من يصدر قانون ممارسة الحقوق السياسية وهو من يصدر مراسيم زيادة المعاشات!
وفي جدل التسريبات ..لا يتدخل هنا أو هناك.. ولا مع من هنا أو مع من هناك.. لكنه يترك رئيس الحكومة يتكلم في الأمر.. ليرضي البعض ويغضب البعض ويظل هو بعيدا عن الخلاف والاختلاف والجدل..لا يلقي خطبا أو كلمات في المناسبات المختلفة إلا من نصوص مكتوبة لأنه يعلم أن للارتجال عيوبه ومخاطره وذلاته.. وحتي اللحظة - نمسك الخشب - فلم يكن طرفا في مشكلة واحدة لا داخل القصر الرئاسي مع من جاء بهم غيره ولا يتدخل حتي في صراع مستشاريه الإعلامي والسياسي..
ولا مشكلة خارج القصر لا مع جريدة ولا قناة ولا صحفي ولا إعلامي.. وعندما سألوه ماذا ستفعل بعد خروجك من القصر الرئاسي قال: سأعود إلي عملي في المحكمة الدستورية! إنه يقول إنها بالنسبة له أهم مما سواها.. وهي الأكبر والأعلي في القيمة والمقام.. وأنه ليس إلا في مهمة طارئة موفد إليها لا أكثر ولا أقل.. فلم يكن يستطيع الفرار أو التملص منها..لأنه سيخالف الدستور ولا يصح أن يخالف الدستور من يحميه!
باختصار..لا يمكنك أن تتهمه بشيء..لأنه استطاع ببساطة وحتي الآن أن ينأي بنفسه عن أي شيء وعن كل شيء.. وباختصار أشد: إنه يريد أن يترك منصبه المؤقت في لحظة هادئة جدا حتي لو كان تولاه في لحظة ساخنة جدا! إنه أذكي رجل في مصر الآن!