رئيس التحرير
عصام كامل

عنان لـ«شباب الأقباط»: موعدنا في «عمارة السيسي»..المرشح الرئاسي يجس نبضهم من خلال جلسات السمر بـ" مقاهي وسط البلد". والردود رافضة له شكلًا ومضمونًا

الفريق سامي عنان
الفريق سامي عنان

في إطار استعداد عدد من الشخصيات السياسية لخوض المعركة الرئاسية المقبلة التي من المنتظر أن تكون الخطوة الثانية عقب الاستفتاء على الدستور المقرر له منتصف يناير الجاري، وذلك وفقًا للاتجاهات التي يميل أغلبها للانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، أعلن عدد ممن يحلمون بعرش مصر ترشحهم مبكرًا، بينما هناك آخرون يوائمون الأمور غير معلنين عن نواياهم تجاه الترشح، منتظرين قراءة المشهد جيدًا قبيل إعلانهم خوض مغامرة «رئاسة مصر»، وهناك أيضًا من بدأ في العديد من التربيطات والجلسات واللقاءات مع عدد من شيوخ السلفية، وكذلك شباب الثورة، والبدو ليمهد طريقه للمعركة بـ»ظهير شعبي».

الرجل الثاني في المجلس العسكري السابق «سامي عنان»، الذي طاردت مجلسهم، العديد من الأزمات خلال المرحلة الانتقالية ومنها الأحداث التي شهدها الأقباط في ماسبيرو، والتي أسفرت عن مصرع 25 شخصًا وإصابة المئات، فضلًا عن أحداث مسرح البالون ومحمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها.

جعلت العلاقة بين هذا المجلس وقطاعات كبيرة من الشعب المصري عنوانها «التوتر وعدم القبول»، وهو ما دفع الرجل الحالم بالعرش للسعي لتبني تنفيذ سيناريو «إصلاح ما يمكن من علاقات مع المصريين»، فراح يلتقى مع هذا وذاك، ويعد ويعلل ويبرر الكثير من المواقف التي أثارت حفيظة العديد عقب ظهوره على الساحة مرة أخرى.

وفي ضوء تواصله مع عدد من شباب الثورة وعدد من شيوخ السلفية الذين رفضوا دعم «عنان»، لم يبق أمامه سوى الكتلة التصويتية التي لا يستهان بها ولكن علاقته بهم في ذروة التوتر وهم الأقباط.

ولم يتوان «عنان» في تحركاته غير المعلنة عن الاتصال بالأقباط بكل الطرق، طالبًا ودهم ودعمهم في «مارثون الرئاسة»، غير أن رفض تلك القوى كان الأمر الوحيد الذي اتفقوا عليه، دون أن يعلموا، وقد انفردت «فيتـــو» أيضًا من قبل بمحاولاته التواصل مع البابا تواضروس لحثه بصورة أو بأخرى على الحصول على دعدم الأقباط، ولكن محاولاته باءت بالفشل.

«الرجل الثاني» اتخذ طريقًا آخر تمثل في محاولات التواصل مع شباب الأقباط وهم ضمن القوى الفاعلة في الشارع المصري، والدينامو الحقيقي في الوسط القبطي، فأراد «رجل المجلس العسكري السابق» حالمًا أن يستقطب هؤلاء الشباب إلى أحضانه حتى يتمكن من تغيير الصورة الذهنية التي تكسو أذهان الكثير والكثير من أقباط مصر بالداخل والخارج بأنه أحد متحملي واقعة مذبحة ماسبيرو.

وجاءت تحركاته من خلال وسطاء عن طريق جس نبض شباب الأقباط من خلال جلسات السمر على مقاهي وسط البلد، وكانت الردود رافضة له شكلًا ومضمونًا، ولكن إصراره لم يفقده الأمل، وخاصة في ظل تفاعل عدد ضئيل للغاية من الباحثين وغير المحسوبين على النشطاء الأقباط.

«المواجهة خير وسيلة للدفاع أو التبرير» العنوان العريض الذي رفعه «عنان» طوال الأيام الماضية، حيث أعلن رغبته في لقاء عدد من النشطاء الأقباط والفاعلين بالشارع، عبر أحد رجاله يدعى «اللواء فتحي عمار « والذي تواصل هاتفيًا معهم وأخبرهم رسالة مفادها «أن الفريق يريد الاجتماع بهم، في الدور الثالث بأحد الأبراج الكبرى أمام البوابة الرئيسية لنادي الصيد بالمهندسين، وأن الموعد المحدد للقاء هو الواحدة ظهرًا يوم الإثنين 6 يناير والذي يوافق ليلة عيد الميلاد المجيد، قبل أن يبلغهم بتأجيله ليكون الخميس الموافق 9 يناير.

«رجل عنان» أكد للنشطاء الذين تواصل معهم أن الاجتماع سيكون مع الأقباط فحسب، الغريب في الأمر أن المبنى الذي من المقرر أن يلتقي فيه «عنان» مع «شباب الأقباط» يضم مقر إحدى الحملات الداعمة للفريق أول عبدالفتاح السيسي والمطالبة بترشحه للرئاسة.

من جانبه قال هاني رمسيس القيادي باتحاد شباب ماسبيرو إن اللواء مهندس فتحي عمار منسق الحملة الشعبية لترشيح الفريق سامي عنان تواصل معه هاتفيًا لمطالبته بحضور لقاء مع الفريق عنان، ظهر الخميس المقبل بمقر الحملة.

وأكمل «رمسيس» بقوله: أنا أمثل اتحاد شباب ماسبيرو، كما أنني واحد من المحامين الذين أتهموا «عنان» وآخرين في مذبحة ماسبيرو، والاتحاد يحمله المسئولية كاملة مع الآخرين في دماء أبنائنا، كما أنه يواجه اتهامات بأنه سلم الوطن للإخوان الذين قتلوا المصريين، وعلمه بتزوير الانتخابات الرئاسية.

واستطرد: «إن اللواء فتحي حاول تبرير ما اتهمت به «عنان» إلا أنني أكدت له بأن الردود على هذه الاتهامات ليست في الغرف المغلقة أو المكالمات الهاتفية وإنما الرد يكون أمام الرأي العام وبالمستندات، وإعلانه عن الفاعل الحقيقي لمذبحة ماسبيرو»، موضحًا بأنه سوف يعلن عن المكالمة الهاتفية لأنه ليس لديه ما يخفيه عن الرأي العام، وأعتذر رمسيس عن المشاركة بصفته وشخصه والاتحاد أيضا.

ومن جانبه قال مينا ثابت، القيادي بالتحالف المصري للأقليات: اللواء فتحي عمار دعاني للقاء الفريق عنان للتعرف والاستماع إلى هموم الأقباط، وسأكرس وقتي لمحاربة عنان، ووصوله إلى الرئاسة من رابع المستحيلات، وليس أمامه إلا سجني أو قتلي لأنه لن تحميه دبابات أو غيره من المظلومين».

" نقلا عن العدد الورقي"
الجريدة الرسمية