رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. أهالي "إسطبل عنتر" بمصر القديمة مهددون بالموت أسفل صخور الجبال.. انتشار العقارب والثعابين.. المنازل آيلة للسقوط بسبب الصرف الصحي.. وتزايد معدلات الإصابة بالأمراض بسبب تلال القمامة

فيتو

يقع على بعد أمتار محطة مترو الزهراء عالم من المهمشين والبسطاء الذين لا يحلمون سوى بحياة آدمية، فمنازلهم آيلة للسقوط أسفل صخور الجبال التي تتساقط أعلاهم.

وتعتبر منطقة "إسطبل عنتر" بمصر القديمة واحدة من أشهر المناطق العشوائية بالقاهرة، ويقول داهش هارون "أحد سكان إسطبل عنتر بمصر القديمة": "أستيقظ صباح كل يوم وأجد الأتربة تتساقط على وجهى من سقف منزلى الآيل للسقوط وأجد العقارب تنتظرنى داخل الحمام".

وأشار إلى أن منطقة إسطبل عنتر مشهورة بانتشار العقارب والثعابين نظرًا للطبيعة الجغرافية ووجود الجبل والذي لا يبعد سوى أمتار عن منازلهم، مؤكدا أنه بشكل يومي يجد العقارب في انتظاره في الحمام والتي تأتى من أعلى الجبال وتستغل الشقوق الكبيرة بالمنازل للتمركز بها. 

وأضاف هارون، أن عددا كبيرا من الأهالي بالمنطقة تعرضوا كثيرا للموت من لدغات العقارب ذات الألوان المختلفة منها الصفراء والسوداء، مؤكدا أن أخطرها هي العقارب السوداء والتي يتجاوز طولها 10سم. 

وقال عاصم حمدى "أحد سكان المنطقة": "إن سكان المنطقة برغم قربهم من محطة مترو الزهراء، لكنهم يشعرون أنهم في عالم آخر عن باقى السكان فهم ينتظرون الموت في كل لحظة أسفل الصخور الجبلية والتي يتساقط عليهم بشكل يومى، مما يهدد بهدم المنازل على قاطنيها.

وأشار حمدى أن هذه الجبال تمكن اللصوص من سرقة كل منازل أهل المنطقة وذلك في فترات الليل المتأخرة والتي تصبح فيها المنطقة في ظلام دامس نظرًا لعدم وجود أعمدة إنارة. 

وقال طارق فريد "أحد سكان المنطقة": "إن من مشاكل المنطقة انتشار البطالة بين الشباب ناهيك عن غياب تام للخدمات كلها، فلا صرف صحي أو كهرباء".

وأضاف أن أقرب مستشفى تبعد عنهم 10 كيلو مترات الأمر الذي يهدد حياة الكثير من أهالي المنطقة بالموت حال تعرضهم للدغات العقارب والثعابين السامة والتي تحتاج إلى علاج فورى، مشيرا إلى أن "الحكومة تتجاهل المنطقة لأن سكانها من الفقراء، فليس لهم نفوذ ولذلك من الطبيعي ألا يهتم أحد بهم".

الرؤية ذاتها يتفق معها صابر بسيونى "أحد سكان المنطقة" الذي قال "إنه يسكن في غرفة مساحتها لا تتعدى 3 أمتار مبنية من الطوب اللبن، ولديه 3 أبناء ولا يوجد صرف صحي والذي هدد منازل كثيرة بالسقوط بعدما دمرت الأساسات من تراكم المجارى أسفلها، أما مياه الشرب فهي مقطوعة طوال الوقت ولا اهتمام من الحي".

وأوضح أن الغالبية هنا فقراء للغاية لعجزهم عن الحصول على عمل ثابت في ظل البطالة المنتشرة، مضيفا أنه لا يوجد عامود إنارة واحد في المنطقة.

بينما يقول نور على: "المشاكل كثيرة ونحلم بحياة آدمية مثل الآخرين"، مؤكدا أن العزبة تفتقد للخدمات الأساسية، نظرا لأنها منطقة غير مخططة، ولا توجد مستندات ملكية قانونية لأهالي المنطقة، الأمر الذي يعوق توفيق أوضاعها.

وأضاف: "نلقي بالقمامة بأى مكان نظرًا لعدم وجود أي صناديق للقمامة، وكل الحكومات تعاملنا كأننا مواطنون من الدرجة الثانية"، لافتا إلى أنه رغم الشكاوى وتدني مستوي الخدمات فإن لا أحد يسأل فيهم.

ويستكمل على حديثة قائلًا: "إن انتشار تلال القمامة بالمنقطة أدت لانتشار الأمراض والأوبئة بين الأهالي"، مشير إلى أنه لديه من الأطفال ثلاثة أصيبوا بأمراض ضيق التنفس من كثرة استنشاقهم الروائح الكريهة. 
الجريدة الرسمية