بل دعوة للملحدين! (2)
نستكمل حوار الجمعة الماضية.. حيث حاولت قبل أيام وفي صدفة بلقاء عابر أن أستدرج صديقي الملحد عن دليله في رفض الإيمان.. في رفض الدليل على وجود الحي القيوم.. فقال إنه العلم الذي يثبت عكس ما تقوله الأديان.. سألت: وماذا قال العلم؟ قال: إنها المعادلات التي تقول وتثبت بالرياضيات عكس ما تؤمنون به. سألته: هل رأيت المعادلات بنفسك؟ قال: لا.. لكن العلماء أثبتوها.. قلت: وهل رأيتهم وهم يثبتونها..؟ قال: لا.. لم أرهم.. إنها طويلة ومتخصصة قليلا.. قلت: إذن فأنت أيضا مثلنا.. تؤمن بالغيب!!!
وتمر الأيام وأقرأ للباحث الدكتور هيثم سرور وبالصدفة أيضا العبارة التالية حيث يقول: "الإلحاد هو: الإيمان بأنه كان لا شيء.. ولا شيء حدث للاشيء.. وبعد ذلك انفجر اللاشيء فجأة دون سبب وخلق كل شيء.. وهكذا كل شيء ترتب بطريقة سحرية عجيبة ودون سبب لتخلق أول خلية لتتحول بعدها إلى ديناصورات" ثم يكمل هيثم سرور بليبرالية مطلقة: "عزيزي الملحد.. لك كامل الحق أن تؤمن بهذه المعجزة الكبيرة التي لا يصدقها عقل والتي لا تختلف في أي شيء عن السحر.. لكن أنت مطالب بإثبات إيمانك والا أنت متهم بأن إيمانك هو إيمان أعمى وهذه هي اللاعقلانية"!
انتهى كلام الدكتور سرور لنسأل: هل أثبت الملحدون ما يؤمنون به إثباتا يقينيا؟ الإجابة لا ولن يثبتوا.. وهكذا لن يفعل المؤمنون أيضا.. لحجة إلهية سماوية.. وهي أنهم لو فعلوا لسقطت سنة الاختبار لخلق الله.. وسيظل الإنسان في امتحان الإيمان حتى قيام الساعة وإلا تحول إلى امتحان صوري.. تسلم الممتحنون فيه الإجابات مع الأسئلة.. ولقالوا مثلما قال الأولون: "أرنا الله جهرة".. وهذا لا يصح في الفرز الدائر الدائم أبدا وحتى إعلان النتيجة!
يبقى أن نختتم بما ختمنا به مقال الجمعة الماضية وهي أنها: دعوة للملحدين للعودة إلى قراءة الإسلام من جديد.. لا ليعودوا إليه.. فلن يضيفوا إليه شيئا.. ولم يخسر بتركهم له شيئا.. وإنما من باب رد الاعتبار لدين عظيم انحرف في تفسيره الجهلاء.. فأساءوا إليه وإلينا!
وللحديث بقية الجمعة القادمة حول الإلحاد والملحدين!