رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «بيت الست وسيلة».. مملكة الشعراء

فيتو

في عطفة العتبة وبالقرب من الجامع الأزهر الشريف، وفي أحضان عدد من الآثار الإسلامية المهمة، مثل منزل زينب خاتون، ومنزل الهراوي، وقاعة شاكر ابن الغنام، ومدرسة العيني وسبيل، ووكالة السلطان قايتباي، يقع بيت "الست وسيلة" أو بيت الشعر العربي.

ويعد ذلك المنزل ملتقي الشعراء ومملكتهم، ففيه تخرج أجمل الأشعار، ويكتشف المواهب، للذين يستلهمون من الماضي رؤية للمستقبل.

أنشئ المنزل عام 1074 هجرية 1664 ميلادية، ونسب إلى الست وسيلة خاتون بنت عبد الله البيضا، ولقبت "ابنة عبدالله البيضا"، كانت تطلق على المعتوقات من الجواري، وهى معتوقة المرحومة عديلة هانم بنت إبراهيم بك الكبير، وآخر من سكنه.

المنزل تحفة يدل على حقبة تاريخية مهمة يعكس أهمية الملاك الذين توافدوا على المنزل وتركوا فيه بصماتهم، فالبيت مصمم كمعظم البيوت الإسلامية القديمة التي كانت تسعى إلى الحفاظ على الخصوصية وحرمة المنزل، فله واجهة رئيسية وهي الشمالية الشرقية، وفي أقصى اليسار منها مدخل يقضي إلى دركاه وتصل منها إلى فناء سماوي وبالضلع الجنوبي الغربي منه سلم حجري يصعد منه إلى المقعد الصيفي والقاعة الرئيسية.

أما في الضلع الشمالي الغربي للفناء فتحة باب نصل منها إلى قاعة كبيرة وغرف المنزل كمخازن للحبوب واسطبل للخيل وحجرة للخدم، ومندرة وإلى يمين الباب توجد بئر الماء والطابق العلوي.

ويضم الطابق الأرضى من البيت القاعة الرئيسية والتي تتكون من إيوائيين، مرتفعين عن الأرض، بينهما نافورة على عمق 90 سنتيمترا تم اكتشافها مؤخرا، أما سقف القاعة فيضم «شخشيخة» وهى عبارة عن فانوس خشبى مفرغ لإنارة المكان، وتطل على القاعة الرئيسية مجموعة من "المغانى"، وهى المكان الذي كان يجلس فيه النساء للاستماع إلى المطرب أو المغنى.

وفي الدور العلوي تم الكشف عن فراغات الحمام وكافة عناصره من توصيلات مياه والخزان الرئيسي المرتفع الذي يمد الحمام بالمياه عن طريق فرق المنسوب، ويتم توزيع المياه عبر مواسير فخار، كما تم اكتشاف مغطس صغير بالحمام لخدمة أصحاب البيت.

بيت الشعر العربي هو أحد أهم ملتقى للشعراء، وبين أروقته اجتمع كبار الشعراء يتسامرون يتسابقون ويقومون ندواتهم وحفلاتهم، "من لم يمر ببيت الشعر، لا يعد شاعرا، فهو مملكتهم".
الجريدة الرسمية