رئيس التحرير
عصام كامل

الخبير الاستراتيجي اللواء أحمد عبد الحليم لـ "فيتو": نجاح الاستفتاء على الدستور يدشن نهاية الإخوان محليا ودوليا

فيتو

  • السيسى سيكتسح الانتخابات الرئاسية لأنه يتربع على عرش قلوب المصريين
  • التنظيم الدولى للإخوان يتاجر بدماء قتلاه في مصر لكسب التعاطف الدولى
  • الفارق بين جرائم الإرهاب في التسعينيات ونظيرتها عقب 30 يونيو كبير جدا
  • الجماعات الإرهابية تصور عملياتها وتبثها على مواقع التواصل لإثارة الذعر بين المواطنين 
  • كل المخططات العمياء للإرهابيين مكشوفة للأجهزة الأمنية 
  • الجيش والشرطة يتصرفان بحكمة مع تظاهرات التنظيم الإرهابى
  • الجماعات الجهادية تعمل تحت راية الإخوان

قال اللواء دكتور أحمد عبد الحليم الخبير الاستراتيجي إن التنظيم الدولى للإخوان يسعى للاتجار بدماء أعضائه في مصر لاستعطاف الرأى العام العالمى لتدويل قضيتهم للعالم وذلك من خلال محاولتهم فبركة صور ومقاطع فيديو ومواقف غير حقيقية للظهور للرأى العام العالمى على أنهم ضحايا لإقناع الرأى العام العالمى أن ما حدث في 30 يونيو هو انقلاب وليست ثورة شعبية.
وأشار في حوار لـ"فيتو" إلى أن قيادات الجماعة في التنظيم الدولى تحرض عناصرها في مصر ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة ومن ثم تستغل قتلاها لكسب تأييد وتعاطف عالمى.
وأضاف أن نجاح الاستفتاء على الدستور يعنى أن جماعة الإخوان انتهت محليا وعالميا ومن ثم تسعى جماعة الإخوان وعناصرها في الداخل والخارج لابتكار طرق عديدة من خلال بث الشائعات بين المواطنين وإرهابهم من التوجه للجان التصويت وهناك آخرون من جماعة الإخوان في الصعيد ومحافظات الوجه البحرى سيستفزون رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية بهدف جرهم للعراك معهم للتأثير على التصويت بنعم على الدستور وآخرون من عناصر جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية وحزب الوطن والوسط وبعض الأحزاب والحركات والائتلافات الموالية لجماعة الإخوان سيتوجهون للجان للتصويت بـ لا" في محاولة منهم لإفشال خارطة الطريق التي قررتها القوى المدنية: فإلى تفاصيل الحوار:

*كيف تقرأ وتحلل المشهد السياسي الراهن؟
- الإخوان هم اللاعب الرئيسى في المشهد السياسي الراهن، فهم يسعون جاهدين إلى ثارة الفوضى والقلاقل في البلاد وتعطيل المصالح العامة ومؤسسات الدولة ثم يسعون في نفس الوقت لتدويل قضيتهم للعالم ومحاولتهم فبركة صور ومواقف غير حقيقة للظهور للرأى العام العالمى على أنهم ضحايا وأن ما حدث في 30 يناير هو انقلاب وليست ثورة شعبية، حيث تسعى قيادات الجماعة في التنظيم الدولى للتجارة بدماء أعضائها في مصر بعد تحريضهم على مواجهة أفراد القوات المسلحة والشرطة ومن ثم الذي يسقط منهم قتيلا يتاجرون بدمائه بهدف كسب تأييد وتعاطف عالمى زائف لكن الحقيقة أن القوات المسلحة والشرطة يدركان مخططات الإخوان جيدا ويفشلونها، فالجيش والشرطة يتصرفان بحكمة مع تظاهرات الإخوان.

* قيل أن جماعة الإخوان لديها مخططات لإفشال التصويت على الاستفتاء الدستورى، ما حقيقة ذلك؟
- بالتأكيد فنجاح الاستفتاء الدستورى يعنى أن جماعة الإخوان انتهت محليا وعالميا ومن ثم تسعى وعناصرها في الداخل والخارج لابتكار طرق عديدة من خلال بث الشائعات بين المواطنين وإرهابهم من التوجه للجان التصويت وهناك آخرون من جماعة الإخوان في الصعيد ومحافظات الوجه البحرى سيستفزون رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية بهدف جرهم للعراك معهم للتأثير على التصويت بنعم على الدستور وآخرون من عناصر الجماعة الإسلامية وحزب الوطن والوسط وبعض الأحزاب والحركات والائتلافات الموالية لجماعة الإخوان سيتوجهون للجان ليصوتوا بـ "لا" على الاستفتاء الدستورى في محاولة منهم لإفشال خارطة الطريق التي قررتها القوى المدنية.

* كيف ترى دور القوات المسلحة خلال ثورة 30 يونيو؟
- القوات المسلحة ساندت الشعب المصرى خلال ثورته في 30 يونيو وأيضا ساندته في 25 يناير وفى الثورتين رفضت القوات المسلحة الوقوف بجوار النظام وفضلت الشعب. 

* كيف ترى الفارق بين جرائم الإرهاب في التسعينيات ونظيرتها عقب 30 يونيو؟
- الفارق واضح جدا في تطور الأسلحة وتكتيك التنفيذ ومسرح الجريمة في 30 يونيو وهذا يؤكد أن الجماعات الإرهابية التي تعبث بأمن واستقرار البلاد تدربت جيدا على التخطيط والتنفيذ لهذه العمليات والتي وصلت إلى حد قيام هذه الجماعات الإرهابية بتصوير عملياتها أثناء التنفيذ وبثها على مواقع التواصل الاجتماعى بهدف إثارة الفزع والذعر بين المواطنين وإظهار ضعف الجيش والشرطة وهذا غير حقيقى بدليل نجاح القوات المسلحة والشرطة في ضبط المئات من هذه العناصر الإرهابية وقطع الإمدادات عنهم، واعتقد أن تدريبات هذه الجماعات تمت على أرض دول خارجية مناوئة لمصر بهدف تقسيم مصر وتفتيتها لنتحول إلى حالة من الاحتراب الداخلى التي لا تنتهى وللمرة الثانية أقول أن كل هذه المخططات العمياء مكشوفة لدى الأجهزة الأمنية بدليل انخفاض عدد العمليات الإرهابية.

*ولكن كيف تسير عمليات تطهير سيناء من العناصر الإرهابية؟
- سيناء تحولت إلى منطقة حرب، فالقوات المسلحة وضعت على عاتقها تطهير شبه جزيرة سيناء من العناصر الإرهابية التي عاثت في الأرض فسادا، حيث هناك فرق وكتائب من الصاعقة والمشاة والمشاة الميكانيكى والمظلات يشاركون في تطهير سيناء من فلول الجماعات الإرهابية وتحقق القوات المسلحة نجاحات كبيرة يوميا، لأنها تعمل وفقا لخطة استراتيجية مدروسة فالأنفاق يتم إغلاقها يوميا ويتم أيضا تمشيط سيناء من العناصر الإرهابية التي فرت معظمها من ملاحقة القوات المسلحة التي اقتحمت ومعها الشرطة الجبال والكهوف والعشش وتتمكن القوات يوميا من قتل العشرات خلال مداهمة عششهم والجبال التي يختبئون في دروبها وتمكنت أيضا القوات المسلحة من ضبط بعض الأفراد الحمساويين قبل قيامهم بتفجير مناطق عسكرية.

*هل لك أن تحدثنا عن خريطة الجماعات الإرهابية في سيناء؟
- التنظيمات الجهادية المختلفة عادت إلى مصر في أعقاب الانفلات الأمنى الذي ضرب مصر في أعقاب ثورة 25 يناير وتمركزت هذه التنظيمات في سيناء ثم سرعان ما نمت وتضخمت واتخمت بالمال والسلاح واستفحل خطرها في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي والذي كان يغض الطرف عنها مما جعل سيناء إحدى معاقل التنظيمات الجهادية في المنطقة والتي يجمع بينها قاسم مشترك وهو استخدام العنف المسلح لتحقيق أهدافها كما يغلب عليها التشدد الفكرى لدرجة تصل في كثير من الأحيان إلى درجة التكفير. سيناء بها عدد كبير من الجماعات الجهادية ويمكن تقسيم تيارات العنف المسلح (الجهادية والتكفيرية) في مصر وبصفة خاصة في سيناء إلى طائفتين الطائفة الأولى وهى المجموعات التكفيرية التي يقوم فكرها على تفسيرات مغلوطة تقوم على تكفير المجتمع ككل فهم يكفرون الحاكم أو من ينكر بعض التعاليم الدينية ومن ثم التكفير المطلق لعموم الناس باعتبارهم من الراضين بالكفر أو غير المنكرين له. وبالرغم من أن الفكر التكفيري في مصر ليس له انتشار واسع أو بيئة ملائمة تسمح بوجود دعائم قوية تثبت من فكرة وجوده على الأرض بل إنه دائمًا ما يكون في صراع حاد مع المجتمع الذي يرفضه بشدة نظرا لتهافت حجته وضعف منطقه وشدة غلوه وشططه عن الفطرة السليمة إلا أن خطرها شديد من حيث لجوئها إلى العنف واستحلالها للدماء والأموال لاسيما ضد مؤسسات الدولة "الكافرة" من وجهة نظرهم وكذلك الأقباط وبعض منتسبي العمل الشرطي والأمني بشكل عام وهم في ذلك يتحركون تحت شعار "الغاية الشريفة النبيلة تبرر الوسيلة". وهذه الطائفة من الجماعات التي تنزع إلى التكفير لا يمكنها الظهور أو التكيف بسهولة داخل المجتمع المصري لعدم وجود روابط تنظيمية كبيرة تجمع أفرادها من جهة وغياب البيئة المجتمعية المناسبة لانتشارها من جهة أخرى في غالبية القطر المصري.
الطائفة الثانية وهى المجموعات الجهادية التي تنتهج العنف كـ"غاية" ضد النظم السياسية "العلمانية" المسيطرة على الدولة من أجل إلحاق الهزيمة بها، على أساس أن العلاقة بينهم وبين تلك النظم هي حرب متبادلة يعمل كل طرف فيها لإثبات جدارته وهزيمة الطرف الآخر والقضاء عليه لوضع مشروعه السياسي والفكري موضع التنفيذ كما أننا نجد أن هذه التيارات على اختلافها واختلاف منهجيتها ومرجعيتها السياسية والفكرية لا تعدم من فريق أو تيار أو مجموعة تكفرها أو تعتبرها غير "شرعية" من وجهة نظرها ومن ثم تبدأ في محاربتها سواء بالعنف أو بالفتاوى التكفيرية.
وأهم التيارات الجهادية والتكفيرية الموجودة الآن في مصر وخاصة في شبه جزيرة سيناء هي تنظيم التوحيد والجهاد وهو تنظيم جهادي متطرف شديد العنف، يقترب إلى الفكر التكفيري أكثر من اقترابه من الفكر السلفي الذي تعتقده معظم التيارات الجهادية الموجودة على الساحة، وهذا التنظيم هو الذي قام بتفجيرات سيناء الشهيرة والمعروفة إعلاميًا باسم تفجيرات طابا وشرم الشيخ في 2004 و2006 وكل أفراده تقريبا من أبناء سيناء وكان يعتمد في تسليحه على الأسلحة الموجودة في سيناء من مخلفات الحروب وغيرها وكان يرتبط ارتباطا كبيرا بعدد من الفصائل الفلسطينية وكان أفرادهم يذهبون عبر الأنفاق لكي يتدربوا على السلاح والمتفجرات في قطاع غزة كما أن هناك عددا قليلا من الفلسطينيين كانوا ينضمون إلى هذا التنظيم وهم الذين قاموا بتدريب أفراد التنظيم على استخدام المتفجرات التي استخدموها في تفجيرات سيناء وهذا التنظيم قد انحسر نشاطه لدرجة كبيرة بعد الضربات الأمنية التي وجهت لهم من قبل الأمن المصري عقب تفجيرات سيناء وتنظيم أنصار بيت المقدس وهو تنظيم جهادي كان يعلن في الماضى أنه يسعى في المقام الأول إلى تهديد الكيان الصهيوني بعدد من الوسائل منها تفجير خطوط الغاز المتجهة من مصر إلى إسرائيل وإطلاق العديد من الصواريخ على إسرائيل من داخل سيناء ولكن التنظيم غير وجهته في الفترة الأخيرة وأصبح يوجه عملياته إلى الداخل المصرى، ويشن هجماته ضد قوات الجيش والشرطة المصرية بدلا من شن الهجمات ضد إسرائيل وهذا التنظيم يتكون من مصريين وفلسطينيين وأجانب وهو التنظيم الذي يوجد به أكبر قدر من المقاتلين الأجانب وهم غالبا ينتمون بشكل كبير إلى فكر القاعدة ويتميز هذا التنظيم بقدرته على القيام بعمليات نوعية مثل عملية اغتيال ضابط الأمن الوطنى المقدم محمد مبروك (مسئول ملف الإخوان المسلمين في جهاز الأمن الوطنى) ومن قبلها المحاولة الفاشلة لإغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وهذا التنظيم على علاقة ببعض التنظيمات الفلسطينية وتمد لهم يد العون بالمال والسلاح وغيرها إضافة إلى تقديم الخبرة والمشورة والتدريب على العمليات العسكرية وما شابه ذلك، وهذا التنظيم لديه قدرات تنظيمية عالية إذا ما قورن بتنظيم التوحيد والجهاد كما أن هناك عناصر أخرى تنضم إليه بخلاف العناصر المصرية والفلسطينية الأمر الذي يضع العديد من علامات الاستفهام حول ظهوره في هذا التوقيت الحرج.و تنظيم أنصار الجهاد في سيناء" وهو أحد نماذج "القاعدة" المنتشرة في العالم وتمثل الظهور الإعلامي الرسمي لهذا التنظيم عقب بيان مبايعة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وقد ظهر على السطح عقب الثورة المصرية وما تبعها من تدهور أمنى شديد أصبح معه يطلق على سيناء أنها خارج نطاق السيطرة الأمنية المصرية، ويتكون التنظيم في معظمه من المصريين من أبناء سيناء وغيرهم من المحافظات المصرية إضافة إلى وجود أنباء عن وجود بعض العناصر السابقة من تنظيم الجهاد الذين خرجوا من السجون في أحداث يناير مع التنظيم وقام تنظيم" أنصار الجهاد في سيناء" بالعديد من العمليات الخطيرة منها التفجيرات المتتالية لخط الغاز المؤدي إلى إسرائيل عبر محافظة شمال سيناء وكذلك تفجير إيلات الأخير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي قتل فيها 8 جنود إسرائيليين في أغسطس الماضي وهذا التنظيم هو الذي حاول تدمير وحرق قسم شرطة ثان العريش،، ويسعى تنظيم "أنصار الجهاد في سيناء" إلى إقامة إمارة إسلامية في سيناء حيث طالب في بيانه بأن تكون سيناء إمارة إسلامية وأن يكون الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع، وذلك عن طريق طرد الجيش والشرطة من سيناء والاستيلاء على جميع المقار الأمنية وكذلك الضغط على الحكومة المصرية من أجل إلغاء الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، التدخل لفك الحصار على غزة، وتنظيم جيش الإسلام هو أحد أبرز التنظيمات الجهادية بغزة وقد كان مقربا من حماس ونفذ رجاله معها عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في منتصف 2006 لكنه تحول إلى ألد أعداء حماس وشنت الحركة عليه هجوما أدي إلى مقتل كثير من عناصره بعد سيطرتها على غزة وهذا التنظيم أسسه ممتاز دغمش وعدد من أفراد عائلة دغمش التي كانت مرهوبة قبل أن تقرر حماس إخضاعها وحملها على الالتزام بقرارات الحركة ولم ينف الجيش أنه هاجم مؤسسات مسيحية في قطاع غزة بصفتها تحارب الإسلام وتنشر الإلحاد والتنصير بين المسلمين وفكر هذه التنظيم قريب من القاعدة

*هل تعتقد أن هذه التنظيمات تعمل تحت راية الإخوان؟
بالتأكيد بدليل أن العمليات الإرهابية بدأت عقب عزل محمد مرسي بعد أن توقفت طيلة فترة حكمه.
*هناك حملات كثيرة ظهرت مؤخرا تطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسى بالترشح للرئاسة، كيف ترى ذلك؟
الفريق السيسى لو قرر خوض الانتخابات الرئاسية سيكتسحها لأنه يتربع على عرش قلوب المصريين لمواقفه السابقة التي أكدت ولاؤه وانتماؤه للشعب وليس للنظام وقرار الترشح هو أمر يخصه بالدرجة الأولى.
الجريدة الرسمية