رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. "الوادي الجديد" بلا سكك حديدية.. الرمال دفنت "القضبان" والعصابات استولت على معدات بمليار جنيه.. الحكومة تجاهلت استغاثات المواطنين.. والأمن في واد آخر

فيتو

طول المسافة في الصحراء وكثرة لصوص قضبان السكك الحديدية هناك واستحالة تأمينه شرطيا في ظل عدم وجود كتل سكنية، أمور ثلاثة مهمة جعلت خط السكة الحديد الواصل بين مدينة الخارجة وسفاجا في "خبر كان"، فالخط لم يعمل سوى ثلاث سنوات فقط برحلات أسبوعية وتوقف تماما منذ ثورة 25 يناير، وسرعان ما تحول لكومة من الخراب وتمت سرقة قضبانه، وبالتالى قتل حلم أبناء الوادى الجديد وخطة تنمية الصحراء، والذي كان يقوم في الأساس على هذا الخط. 

الخط تم إنشاؤه في عام 1996 وكان الهدف من إنشائه ربط الوادى الجديد بميناء سفاجا، وذلك لنقل وتصدير خام الفوسفات من منجم "أبو طرطور"، وكذلك لنقل الركاب وطلاب الجامعات، وتم إنشاء محطة رئيسية له بمدينة الخارجة، وتم إنشاء عدد من 8 محطات فرعية للقطار بالقرى الواقعة مركز الخارجة وباريس وذلك لتنميتها في المستقبل خصوصا أن تلك القرى ما زالت مهمشة وتحتاج لمزيد من الخدمات.

القطار كان يسير بشكل طبيعى وفرح به الأهالي كثيرا واعتبروه بادرة خير للمحافظة إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن خصوصا بعدما ظهرت عيوب ذلك الخط والذي تم إنشاؤه بدراسات غير محسوبة ومدروسة جيدا، ودفنته الكثبان الرملية خصوصا الخط الواقع بين سفاجا والخارجة وأصبح القطار يتوقف كثيرا أثناء رحلته وذلك لانتشال الرمال المتراكمة على الطريق والتي كانت تزيد مدة رحلة القطار إلى نصف يوم، وكأن عمال السكة الحديد عينوا لانتشال الرمال وإزالتها من القضبان بدلا من الوظيفة الأساسية والتي كانت متمثلة في نقل الركاب.

الخط توقف نهائيا عن العمل في عام 1999 أي بعد ثلاث سنوات من تشغيله وذلك بعدما ظهرت عيوبه والدراسات الخاطئة التي تم إنشاؤه بها، وسرعان ما توقف الخط حتى استغل الفرصة تجار الخردة والعصابات وقاموا باقتلاع الطريق الواصل بين الخارجة وسفاجا حيث يقع الطريق في عمق الصحراء وبعيدا عن أعين المارة والمسئولين، فضلا عن أن حركة السير قليلة جدا عليه وهو ما أعطى فرصة سهلة للعصابات أن تقوم باقتلاع خط كامل تم إنشاؤه بتكلفة تخطت المليار جنيه دون أن تتم ملاحقتهم حتى وصلت الجرأة بهم إلى الدخول على الخط الآخر الواصل بين مركزى الخارجة وباريس والعمل على اقتلاعه مستغلين بذلك الانفلات الأمنى الذي شهدته البلاد بعد أحداث 25 يناير حتى شهدت قرية صنعاء التابعة لمركز الخارجة الحادثة الشهيرة التي تمت في مارس 2012 حينما قامت عصابة القضبان بالاشتباك مع أهالي القرية وحاصروها لمدة 12 ساعة وأطلقوا النار على الأهالي وقتلوا إحدى الفتيات ودمروا عددا من ممتلكات المواطنين دون أن تتدخل الشرطة بسبب تفوق تلك العصابات في الأسلحة التي كانت تمتلكها في ذلك التوقيت.

أهالي قرى بورسعيد وجناح وبولاق بالخارجة أكدوا أكثر من مرة أن العصابات ما زالت تعمل حتى الآن في اقتلاع القضبان داخل المدينة وشاهدهم العديد من الأهالي، بل إنهم دخلوا أكثر من مرة للقرى المجاورة لشراء ما يلزمهم من احتياجات وتعرف عليهم الأهالي كما أن عددا منهم اتخذ محطات السكة الحديد الفرعية المهجورة بالقرى وكرا له ومخزنا للمعدات التي يستخدمها في اقتلاع القضبان وما أكد ذلك كثرة السيارات التي تم ضبطها مؤخرا تقوم بتهريب القضبان خارج المحافظة.

أهالي المحافظة أكدوا أن حلمهم في القطار لم يدم طويلا وكأن الخط نُفذ ليُسرق، فالمحطة أصبحت عبارة عن هيكل، حيث لا رقيب ولا حارس على الأموال التي أُهدرت في مشروع كان ينقل الوادي الجديد نقلة حضارية، ولابد أن يُحاسب كل من خطط لمشروع السكة الحديد بالمحافظة، لأن الأموال ضاعت بسبب التخطيط غير السليم.
الجريدة الرسمية