"الطبع عبر التطبع" لـ مات ريدلى ب"القومى للترجمة"
صدرت حديثا عن المركز القومى للترجمة، النسخة العربية من كتاب "الطبع عبر التطبع:الجينات والخبرة وما يجعلنا اّدميين"، من تأليف مات ريدلي ومن ترجمة عصام عبد الرءوف ومحمد إبراهيم،ومراجعة عاطف يوسف.
على مدى 413 صفحة وعشرة فصول، يجمع العمل خلاصة الصراعات العلمية التي دارت بين الطبع والتطبع؛ وهل تتحدد صفات البشر من خلال جيناتهم (الطبع) أم من خلال البيئة(التطبع)؟ حيث صار الصراع قويًا بعد اكتشاف الجينيوم البشرى الذي يحتوى على عدد قليل نسبيًا من الجينات،فهناك من العلماء من زعم بأنه ليس هناك ما يكفي من الجينات لإحداث التغيرات الطارئة على البشر،أما مؤلف الكتاب فيجزم بأنه يمكن الجمع بينهم،وأن الجينات مهيئة لأن تأخذ دورها من التطبع.
وبحسب المؤلف،أن لينين أدرك في عشرينيات القرن الماضى، أن نجاح الحزب الشيوعي يعتمد على الفرضية التي تنادى بان الطبع البشرى من الممكن تدريبه على نظام جديد،فكان يقول أن الإنسان يمكن تقويمه ويمكن جعل الإنسان على النحو الذي نريده،فان أغلب الصراع الماركسي كان يدور حول مسألة الوقت الذي سوف يستغرق في إنتاج هذا الإنسان الجديد،وهذا الهدف لم يكن له أي معنى ما لم تكن الطبيعة البشرية طروقة تماما ويسهل تشكيلها.
ويذكر المؤلف أن تاريخ الصراع بين الطبع والتطبع، لم ينتصر فيه احدًا منهما، فخلاصة التجارب على مختلف الكائنات أظهرت أن الجينات هي خلاصة المشاعر،فهى السبل التي تكون من خلالها المخلوقات مرنة وكأنها خادم للتجربة،ويخلص المؤلف في نهاية الكتاب إلى أنه على طول الحياة يكون الطبع عبر التطبع.
يذكر أن مات ريدلي، حاصل على دكتوراة الفلسفة في علم الحيوان، وله عدد كبير من الأبحاث والكتب العلمية، أما عن المترجم،عصام عبد الرءوف،فهو حاصل على درجة الماجستير في الأدب الانجليزى، والمترجم محمد إبراهيم، فعمل في مجال الترجمة لمدة تزيد عن 11 عامًا،واشترك المترجمان في ترجمة عدد كبير من الكتب نذكر منها،رواية "حافة السماء"،"الإسلام في بريطانيا"،"شكسبير عبر العصور".