رئيس التحرير
عصام كامل

الأمريكان والسيسى!


لم يعد سرًا أن الأمريكان لا يريدون أن يروا الفريق عبدالفتاح السيسى رئيسًا لمصر.. تقارير الصحافة الأمريكية تقول ذلك وما بين سطور تصريحات المسئولين الأمريكان تشى بذلك.


إذا كانت واشنطن قد مارست ضغوطًا مكثفة لتمكين الإخوان من حكم مصر فإنها تمارس الآن ضغوطًا أكبر لمنع أحد أبناء المؤسسة العسكرية المصرية من تولى رئاسة مصر.

بل لعل آخر شخص في مصر لا تتمنى واشنطن أن تراه رئيسًا لبلادنا هو تحديدًا الفريق أول عبدالفتاح السيسى.. وثمة أسباب عديدة لذلك.. فإن تجربة واشنطن معه لا تسرها وتثير قلقها رغم حرصها على استقرار الاتصال الدوري معه بمعدل خمس مرات شهريًا.. فقد ألحت عليه أن تلزم القوات المسلحة المصرية الحياد السلبى وألا تنحاز لإرادة الشعب المصرى الذي خرج في أطول وأكبر وأضخم طوفان شعبى يوم ٣٠ يونيو، لكن الفريق السيسى لم يستجب لها وانحاز بالفعل للشعب الذي أراد التخلص من حكم الإخوان المستبد والفاشى.. وبالطبع واشنطن لا ترغب في رئيس مصرى عنيد لا يكترث أو يهتم لمطالبها ويتجاهل ضغوطها.

كما أن وصول الفريق السيسى المدعوم جماهيريًا إلى منصب رئيس الجمهورية في مصر سيمنح الحكم المصرى بكل مؤسساته قوة في مواجهة إرهاب وعنف الإخوان، وسيحبط خطط الأمريكان الرامية إلى إعادة دمج الإخوان في العملية السياسية بما يتيح لهم فرصة جديدة للعودة للمشاركة في الحكم.. وهذا ما تحاول واشنطن أن تتفاداه بإبعاد السيسى عن مقر الرئاسة في مصر.

غير أن السبب الأهم لرفض واشنطن تولى السيسى رئاسة مصر وهو يتمثل في تلك الصورة الذهنية التى رسمها بعض مراكز البحث فيها حول الرجل، وهى الصورة التي ترسمه شبيهًا لشخصية جمال عبدالناصر الذي تبنى فكرة ومبدأ القومية العربية.. وآخر شىء لا تود أن تراه مجددًا أمريكا في مصر ومنطقتنا هو إحياء القومية العربية مرة أخرى.. بل إنها عندما تبنت سياسات تدعم وصول الإخوان إلى حكم مصر وعدد من البلاد العربية كان من بين أهدافها دفن القومية العربية للأبد.

بينما يلقى السيسى دعمًا عربيًا قويًا وواسعًا باستثناء قطر بالطبع التي تسير طبقا للتعليمات الأمريكية، ولا يخفى أن القوات المسلحة المصرية لا تحمي فقط الأمن القومي المصري وحده وإنما الأمن القومى العربى كله.
لكن موقف أمريكا من السيسى يضيف سببًا إضافيا ليتمسك عموم المصريين به رئيسًا.
الجريدة الرسمية