رئيس التحرير
عصام كامل

عمل مبارك الأسود! ( 3 )


وسيقول البعض: اتق الله..  كفى ما تعرض له مبارك من إهانات وكذلك سجنه وهو فى هذه الحالة والعمر ولا تنس أنه أيضا قدم للبلد إنجازات كثيرة!!

ولهؤلاء نقول: إنسانيا - نكرر إنسانيا - فنحن من بين المتعاطفين معه تماما..  فالرحمة إن انتزعت من القلوب فغضب السماء ولعنتها سيحل على الجميع.. وكنا من القائلين إن الاتهامات الجنائية لابد لها من دليل.. أما الاتهام السياسى فهو فى ذاته الدليل.. والإدانة السياسية لمبارك وعصره مؤكدة.. وفيها الرد على ما يقال من إنجازات.. ونحن لا ننكرها.. إنما نقول إنها أقل مما توفر لإنجازها.. وأقل مما تستحقه مصر البلد العظيم.. وأقل مما حلم به وتمناه شعبها العظيم أيضا.. ونظرة بسيطة إلى العالم وبالأرقام تقول - مثلا - إننا وحتى عام 70 كنا نسبق كوريا الجنوبية.. الآن كل ما حولنا من منتجات من إنتاج هذه الدولة التى تتصدر التصدير فى العالم.. وبجوارها هناك ماليزيا وسنغافورة.. وقد سبقونا جميعا.. ولم يتيسر لهم ما تيسر لنا.. لذا فنحن مثلا أمام تاجر.. تاجر بمئات الملايين ولكنه ربح الآلاف.. فهو نظريا ربح وكسب لكنه بالحساب الحقيقى خسر وخسرنا جميعا معه !

وفى كل الأحوال علينا ألا ننسى - والذكرى تنفع المؤمنين - أن مبارك أيضا هو من سجن واحدا ممن قدموا روحهم وعقلهم للعسكرية المصرية الفريق سعد الدين الشاذلي.. وقد قدم لحرب أكتوبر مثله وربما أكثر.. حتى بحكم المسئولية.. ولا ننسى - والذكرى تنفع المؤمنين - أن وزيرا فى حكومات مبارك غضب عليه البعض ممن حوله فسجنوه ظلما وشوهوا صورته وأساءوا إلى سمعته حتى حصل على البراءة.. ولكن - وبكل الدهشة والعجب من زحام القاهرة - فقد وصل حكم براءته من دار القضاء العالى إلى وزارة الداخلية فى شهر كامل فى تنكيل لم يسبق له مثيل !! 

وظل الرجل البريء شهرا إضافيا لحين وصول مسودة الحكم من مبنى إلى مبنى بينهما كيلو متر واحد تقرييا ولشهر كامل.

لا نقول ذلك شماتة فى أحد حاشا لله فقد اعترفنا بتضامننا الإنسانى معه.. ولا كراهية لأحد حاشا لله فالرجل أصبح ماضيا ليس إلا.. وإنما نقوله رصدا لما ضاع من ذاكرة الكثيرين ونعتبره ويعتبره غيرنا..عمل مبارك الأسود!

الجريدة الرسمية