رئيس التحرير
عصام كامل

غطرسة «أردوغان» تهدد رخاء تركيا.. فاينانشال تايمز: فضائح الفساد تطيح بـ«العدالة والتنمية».. وفوز رئيس الوزراء في انتخابات أغسطس حلم صعب المنال.. ديمقراطية «أنقرة» المهتزة

صحيفة الفاينانشال
صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية

قالت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية إن الغرور يحطم الأنموذج التركي، متهمة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالغطرسة التي تهدد رخاء البلاد.

وأوضحت الصحيفة أنه على مدى العقد الماضي وتولي أردوغان منصب رئيس الوزراء التركي، أشاد الجميع بالتحول السياسي والاقتصادي لتركيا منذ وصول حزب العدالة والتنمية المعتدل ذي الجذور الإسلامية للسلطة في عام 2002 وتمتعت تركيا بالهدوء السياسي بعد سنوات من حكومات ائتلافية غير مستقرة، وتضاعف ثلاث مرات حجم الاقتصاد التركي، مما يجعلها واحدة من الأسواق الناشئة الأكثر ديناميكية في العالم. 

وعندما اندلعت الثورات العربية في عام 2011، كانت تركيا مثالًا للدول العربية لتحذو حذوها في الديمقراطية وعمل الدول ذات الأغلبية المسلمة السنة أن تكون نموذجا آخر لتركيا.

ولكن اليوم تركيا في اضطرابات سياسية وسمعة دولية يرثى لها وخاصة أردوغان، بسبب فضائح الفساد التي اتهم بها أعضاء حكومته ومحاولته إفساد التحقيقات، وأيضا للتعامل العنيف من المظاهرات التي شهدتها تركيا في حديقة غيزي ضد المتظاهرين، فضلًا عن مخاوف امتداد التوتر في الدول المحيطة بها وخاصة في العراق وسوريا إليها.

وأضافت الصحيفة أن أرودغان أتبع الأسلوب الاستبدادي منذ فاز حزبه، حزب العدالة والتنمية في الانتخابات لعام 2011، واندلعت المظاهرات في أسطنبول كرد فعل على مشروع إعادة الإعمار الذي لا يحظي بشعبية وقتل متظاهر واحد واعتقل العشرات وانتشرت الاحتجاجات في البلاد، وكل ذلك يؤثر على الوضع الاقتصادي والاستثمار في تركيا.

ونوهت الصحيفة عن اعتقال 50 شخصا للاشتباه بهم في قضايا فساد في الشهر الماضي، وكان من بينهم أشخاص على مقربة من أردوغان وحكومته، وقام أردوغان بإعادة توزيع الشرطة وإقالة ما يقارب من 400 ضابط، واتهم أردوغان أن تحقيقات الفساد ذات دوافع سياسية بقيادة فتح الله غولن حليفه السابق بالحزب الذي يعيش في لندن.

ورأت الصحيفة أن الرسالة الوحيدة لسلطوية أردوغان التي جعلت حلمه صعب المنال؛ في الفوز بالانتخابات المقررة في أغسطس المقبل، أن تركيا أصبحت دولة ديمقراطية مهتزة ودستورا معيبا وحلفاء يبعدون عنها يوم بعد الآخر ولم تعد النموذج الذي يحذو حذوه للبلدان التي كانت تتطلع أن تصبح مثلها.
الجريدة الرسمية