مذكرات وزير الدفاع الأمريكي السابق تكشف خفايا «أوباما وكلينتون».. «جيتس»: «باراك» لم يعد مقتنعًا بإستراتيجيته في أفغانستان.. «هيلاري» عارضت مواجهة «القاعدة
بدأت ترددات الزلازل التي فجرها وزير الدفاع الأمريكي السابق، روبرت جيتس، في مذكراته التي تنشر كاملة خلال أيام، بالوصول إلى البيت الأبيض، بعد الانتقادات التي حملها لوزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، ونائب الرئيس جو بايدن، إلى جانب اتهام باراك أوباما نفسه بفقدان الثقة بصحة قراراته حول أفغانستان وما ترتب عليها ميدانيا.
وانتقد «جيتس» في مذكراته التي حملت عنوان «الواجب: مذكرات وزير في حرب»، التي نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقتطفات منها، تعاطي إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مع الحرب في أفغانستان، معربًا عن أسفه لكون الرئيس نفسه لم يعد مقتنعًا بسياسته التي رسمها في هذا البلد.
وتتطرق المذكرات إلى دور «جيتس» خلال حربي العراق وأفغانستان، وسنوات خدمته بوزارة الدفاع التي امتدت بين عامي 2006 و2011، غير أن معلومات أولية بدأت ترشح عن مضمون المذكرات عبر كتابات صحفيين راجعوا نصها.
وقال الصحفي بوب وودوارد، إن «جيتس» كشف أن هيلاري كلينتون اعترفت أمامه وأمام الرئيس باراك أوباما بأنها عارضت خطط زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق لمواجهة تنظيم القاعدة عام 2007 لأسباب سياسية، فرد عليها «أوباما» الذي عارض بدوره تلك الخطوة، عبر الإقرار بأن قرار المعارضة كان سياسيا بالفعل، ويقول «جيتس» في كتابه إنه «شعر بالمفاجئة» لسماع هذا الاعتراف منهما.
وسارع نواب في الحزب الجمهوري إلى التقاط ما كتبه «جيتس» من أجل التصويب على «كلينتون» التي تطمح لخوض الانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي عام 2016، متهمين الوزيرة السابقة باتخاذ قرارات على أسس سياسية عوض الاعتماد على مبادئها، بينما اتهمت جماعة «أوقفوا هيلاري» بممارسة الخداع عبر تقديم مصالحها السياسية الشخصية على مصالح وأمن الأمريكيين.
أما بالنسبة لنائب الرئيس، جو بايدن، قال «جيتس» عنه إنه «رجل نزيه»، ولكنه اتهمه باتخاذ قرارات خاطئة حيال جميع ملفات السياسة الخارجية التي تولاها، وبينها قرار تخفيض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان مقابل الاعتماد على ضربات الطائرات العاملة دون طيار.
واضطرت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، كاثلين هايدن، إلى الرد على ما جاء في كتاب «جيتس» قائلة، إن الرئيس «أوباما لا يوافق على هذا الاستنتاج»، مضيفة أن الملفات التي تولاها «بايدن» منذ حرب البلقان وصولا إلى حرب العراق تؤكد بأنه «أحد أبرز رجال الدولة في عصره».
وعن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قال «جيتس» في كتابه إن الأخير وصل إلى مرحلة «فقد فيها الثقة» بجدوى قراره بزيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان، مضيفا أن هذه المشاعر لدى «أوباما» تعززت بسبب تصرفات عدد من المستشارين المدنيين المحيطين به، والذين زوده بتقارير سلبية تشير إلى فشل الخطة.
وقال مصدر في البيت الأبيض في تصريحات لـ«CNN»، إن الفريق الرئاسي الأمريكي يعكف على عقد اجتماعات مكثفة لبحث سبل الرد على «جيتس»، مضيفا أن الرئاسة الأمريكية تحبذ ورود الرد من شخصيات على صلة بها وعدم مهاجمة «جيتس» شخصيا كي لا يكون للأمر ارتدادات سلبية على الإدارة الأمريكية.
ويشير «جيتس» في مذكراته إلى اجتماع عُقد في البيت الأبيض عام 2011، شكك خلاله «أوباما» بقدرة قائد قواته بأفغانستان، الجنرال ديفيد بترايوس ويقول: «جلست هناك وأنا أقول في نفسي: الرئيس لا يثق بقيادته ولا يمكنه تحمل (الرئيس الأفغاني حميد كرزاي) ولا يثق بالإستراتيجية التي وضعها ولا يعتبر الحرب حربه، بل لا يرى سوى ضرورة الانسحاب».