انتقادات قاسية من أعضاء «الكونجرس» لـ«أوباما».. انسحاب القوات الأمريكية من العراق فتح الباب لتنامي نفوذ «مقاتلي القاعدة».. «ماكين»: «باراك» رفض إبرام
قالت صحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية، الأربعاء، إن أعضاء بارزين في الكونجرس اتهموا إدارة الرئيس بارك أوباما، بالتواطؤ مع تنظيم القاعدة في العراق، بعد انسحاب القوات الأمريكية رغم مطالبة سياسيين عراقيين باستمراها.
وأوضح أعضاء الكونجرس، أن «أوباما» أمر بانسحاب كامل للقوات الأمريكية من العراق رغم اعترضات من أبرز السياسيين العراقيين، وذلك يفتح الباب أمام انتشار تنظيم القاعدة في البلاد، ما يؤدي لزيادة الأعمال الإرهابية في المنطقة ودول الجوار.
ولفتت الصحيفة الأمريكية، أن الانسحاب الأمريكي من العراق، أسفر عن إنتعاش كبير لتنظيم القاعدة الذي بات يفرض سيطرته على «الأنبار»، وهي واحدة من أكبر المدن العراقية.
فيما قال العضوان في مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين وليندسي جراهام، إن حديث الإدارة الأمريكية عن رفض القيادة السياسية العراقية لوجود القوات الأمريكية بالعراق بعد عام 2011، «كذب بيٌن»، مضيفين: «نحن نعرف بشكل مباشر وواضح أن الكتل السياسية الرئيسية بالبلاد كانت مؤيدة بقوة لبقاء بعض القوات الأمريكية، وأن (أوباما) هو من رفض المشورة العسكرية وأهدر فرصة إبرام اتفاقية أمنية مع العراق لكبح جماح (مقاتلي القاعدة)».
وأصدر «ماكين وجراهام» بيانا مشتركا نشر السبت الماضي، وجه فيه انتقادات قاسية بحق إدارة الرئيس باراك أوباما، وذلك في أعقاب سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام على مناطق في محافظة «الأنبار» غرب العراق بما فيها مدينة الفلوجة.
وأشار العضوان إلى أن التوقعات التي أطلقها كثيرون في واشنطن بأن التنظيمات الجهادية ستملى الفراغ الذي ستتركه القوات الأمريكية بانسحابها من العراق تتحقق اليوم فعليًا، وأكدا أن العديد من الجنود الأميركيين الذين ضحوا في الفلوجة يتساءلون اليوم إن كانت هذه التضحيات قد ذهبت أدراج الرياح.
وأضافا «ماكين وجراهام»: «فشل الإدارة الأمريكية في العراق يتفاقم مع سياستها الفاشلة في سوريا، التي أسفرت عن نزوح أكثر من ربع سكان سوريا من منازلهم وزيادة النفوذ الجهادي في البلاد وتطور الصراع الإقليمي بما يهدد مصالح أمن أمريكا واستقرار الدول المجاورة وخصوصا العراق».
وكانت القوات الأمريكية خسرت نحو 100 جندي خلال معركة وقعت عام 2004 لاستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة بعد أن أعلن تنظيم القاعدة وقتها إقامة إمارة إسلامية فيها، كما قتل نحو ثلث الجنود الأمريكيين في حرب العراق في محافظة الأنبار وفق إحصائية نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الجاري.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الفراغ الذي تركته القوات الأمريكية في العراق من الطبيعي أن تملأه الجماعات المعادية لأمريكا، وبطبيعة الحال سيظهرون كتهديد لمصالح الأمن القومي الأمريكي.
وحذر أعضاء الكونجرس من أن تنظيم القاعدة يعيد ترتيب أوراقه ويستعيد نشاطه في جميع انحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا، مطالبين الإدارة الأمريكية بتحديد الوجود العسكري في أفغانستان وغيرها من البلدان لوقف «مقاتلي القاعدة».