"الإيكونوميست" تزعم خلو الساحة العربية من المبدعين.. كاميليا صبحى: الغرب لا يسعى لمعرفة أدبنا.. سكينة فؤاد: المخططات الاستعمارية تسببت في تراجعنا ثقافيا.. عيسى: لابد من تنشيط حركة الترجمة
بعد إعلان القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية وفرحة بعض الدول بوصولها للقائمة، ومنها مصر التي وصلت بثلاث روايات فسرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية تلك الفرحة والاحتفال بخلو الساحة الثقافية المصرية والعربية من المبدعين الجدد، وأن اعتزازنا بالأدب والأدباء توقف عند نجيب محفوظ، وهو الأمر الذي أثار استياء المثقفين والأدباء المصريين.
قالت الكاتبة سكينة فؤاد: إنه ليس من حق الغرب التدخل وإقحام نفسه في الحياة السياسية والثقافية العربية والمصرية، مُشيرة إلى أن الفضل يعود إليهم وإلى مخططاتهم ضدنا في تدهور أوضاعنا الثقافية.
وأكدت أن مخططات الغرب التي صنعوها لهز الاستقرار في الوطن وجعل السياسة هي الهم الشاغل لنا، وشغلنا في مقاومة المخططات الاستعمارية الغربية الأمريكية الصهيونية هي التي جعلت حال الثقافة يتراجع، موضحًا أن هذا التراجع ظاهريًا فقط؛ بينما الحقيقة أن بلادنا مليئة بالمبدعين.
وأضافت أن المبدعين تأثروا بالاضطرابات المستمرة في بلادنا العربية، "لأنهم بشر وقد كان إبداعهم الحقيقي والعظيم في مواجهة مخططات الغرب"، معتبرة أن المبدعين يحتاجون إلى الفرصة فقط من أجل الظهور.
ومن جانبه قال الكاتب صلاح عيسى: إن العرب والمصريين مُقصرون بشدة في ترجمة الأعمال الإبداعية وتوصيلها للغرب، مشيرًا إلى أن فكرة الغرب المأخوذة عن خلو الساحة الثقافية المصرية والعربية من المبدعين، هو تقييم ينقصه الكثير من المعرفة.
وأوضح أن الساحة العربية والمصرية ممتلئة بالمبدعين الشباب سواء في الكتابة أو السينما أو الرسم وغيرهم وأنه علينا تنشيط حركة الترجمة والدبلجة من أجل إبراز هذه المواهب في الدول الأخرى وإعطائهم حقهم كمبدعين.
وأشار إلى أن هذه المسئولية تقع على كاهل الجهات الرسمية الثقافية، كما يقع على دور النشر، موضحًا أننا نحتاج إلى دور نشر قوية تتمكن من نشر إبداعنا في الخارج والإنفاق عليه وتسويقه.
في حين أكدت كاميليا صبحي، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، أنه لدينا في مصر والعالم العربي العديد من المواهب الأدبية المتميزة على عكس ما يتوقع الغرب الذين لا تصلهم هذه الإبداعات، مُشيرة إلى أن مسئولية إيصال هذا الأدب إلى الغرب مسئولية مشتركة بيننا وبينهم.
وأضافت أن الغرب تقع عليهم مسئولية كبيرة لأنهم يحكمون على حالتنا الثقافية دون علم كاف، فهم لا يسعون للتعرف على أدبائنا الشباب كما نسعى نحن لمعرفة أدبهم المعاصر، وأن آخر ما وصل إليهم من أدبائنا كان نجيب محفوظ– الذي نعتز به كثيرا- لحصوله على جائزة نوبل.
وأشارت صبحي إلى أن حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى بحاجة إلى مزيد من الجهد، مٌوضحة أن الأفضل ليس ترجمة الأعمال هنا ولكن إرسال الأعمال بالعربية إلى دور النشر الأجنبية لترجمتها، مُوضحة أن ذلك أفضل للتسويق حيث إننا غير قادرين على تسويق أعمالنا بأنفسنا في الغرب.