رئيس التحرير
عصام كامل

«خطة تهريب المعزول».. نائب المرشد «الهارب» أعدها ورصد 30 مليون دولار لها.. «الردع» و«95» تتوليان التنفيذ.. اتصالات بين «الإخوان» و«القاعدة»

محمود عزت ومحمد مرسي
محمود عزت ومحمد مرسي

"سوء الأحوال الجوية".. كان هذا هو المخرج الآمن الذي لجأت إليه وزارة الداخلية، اليوم الأربعاء، لإجهاض محاولة تهريب الرئيس المعزول، بعد أن تأكدت المعلومات بأن "الجماعة" تنفذ خطة لتهريبه أو لاغتياله عن طريق استهداف طائرته بقذيفة "آر بى جى".


خطة تهريب "المعزول" وضعها الدكتور «محمود عزت»- نائب المرشد الهارب في اجتماع عبر برنامج "سكاي بي" مع "رئيس العمليات في الجماعة الإسلامية"، وهو المسئول عن إدارة الجناح العسكري للجماعة الذي كان له دور كبير في اغتيال العديد من رموز باكستان المناوئين لتوجه الجماعة.

«عزت» اتفق مع "رئيس العمليات" وممثل القاعدة، على وضع خطة خاصة للتعامل مع محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، وأبلغهم أنه تم تخصيص 30 مليون دولار لخطة تهريب "مرسي".

وتم الاتفاق على أن تقوم الكتائب المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة والتي دخلت عناصرها مصر على مدى الشهور القليلة الماضية، لتعمل على دعم حكم مرسي والإخوان وإجهاض أي محاولة للانقلاب على هذا الحكم، بتنفيذ خطة تهريب "المعزول" لقطاع غزة.. وذلك باستخدام أجهزة مراقبة وتتبع حديثة قادرة على كشف وتحديد مكان مرسي وخط سيره إلى قاعة المحاكمة، وهذه الكتائب اسمها "كتائب الظواهري"، وهى خاضعة للإشراف المباشر للدكتور أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، وتسللت هذه الكتائب إلى مصر خلال الشهور الماضية على دفعات، وبعضها دخل عن طريق سيناء بطرق غير مشروعة، في حين دخل بعضها الآخر بتأشيرات سياحية.

وقالت مصادر لـ"فيتو" إن هذه الكتائب تضم العديد من الجنسيات "ليبيين وأفغان وباكستانيين وجزائريين وسعوديين وعراقيين" وبعض العناصر المنتمية للمافيا الدولية، والتي لها خبرة في تنفيذ عمليات الاغتيال السياسي، والأعمال التخريبية ودخلت مصر على مدى الفترات الماضية.

وأشارت المصادر إلى أن كتائب الظواهرى هي إحدى الأذرع المجهولة التي تستخدمها الجماعة وتتحرك لتثير الرعب في مصر منذ أحداث الاتحادية في ديسمبر قبل الماضي.. وقتها كانت مهمة "كتائب الظواهرى" واضحة، وتتلخص في أن تكون هذه الكتائب جيش ردع؛ لمنع الانقلاب العسكري المحتمل على الرئيس مرسي، وبما أن مرسي قد تم عزله فإن مهمة هذه الكتائب تغيرت وفقا لأرض الواقع، واستعدت لأن تعيد مرسي للكرسي بأي ثمن كان.

ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها "فيتو" فإن الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة هو المسئول الأول عن كتائب الظواهري في مصر، فهو من تولى الاتصال بمحمد الظواهرى شقيق أيمن، وتشير المعلومات إلى أن الاتصال بين أيمن الظواهرى والإخوان يتم عبر "محمد" شقيق زعيم القاعدة.

مسألة التواصل بين القاعدة والإخوان لم يقم بها "محمد الظواهري" منفردًا، لكن هناك مجلسًا قياديًا يضم عبود وطارق الزمر وعاصم عبد الماجد وقياديًا آخر بالجماعة الإسلامية، و"كتائب الظواهري" لا تعمل منفردة في هذا الشأن، فالمعلومات أشارت إلى أن هناك تنسيقًا واضحًا بين هذه الكتائب وفرقتى "الردع" و"95.ف"

وحسب المصادر أيضًا فإن المسئول عن هذه الترتيبات هو الدكتور محمود عزت، ويضطلع "عزت" بهذه المهمة؛ لكونه رئيس لجنة المواجهة التي يشغل المهندس خيرت الشاطر منصب الأمين العام لها وتضم في عضويتها الدكتور محيى حامد عضو مكتب الإرشاد مستشار رئيس الجمهورية السابق، والدكتور محمد عبدالرحمن عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، وكان الهدف من إنشاء هذه اللجنة وضع الخطط الخاصة بإفساد أي ثورة مستقبلية أو تمرد ضد النظام الإخوانى الجديد الذي حل بديلًا عن نظام الحزب الوطنى، وكان أول القرارات التي اتخذتها هذه اللجنة هو فض اعتصام "الاتحادية" بالقوة فيما عرف بالأربعاء الدامى، في ديسمبر الماضي، وتدير هذه اللجنة فرقتان مخصصتان لاستخدام القوة المفرطة من جانب الإخوان؛ وهما الفرقة ٩٥ وفرقة أخرى اسمها فرقة الردع، وهي المعلومات التي انفردت فيتو بنشرها منذ أكثر من 8 أشهر مضت.

الفرقة ٩٥
تردد اسم الفرقة ٩٥ إخوان كثيرًا خلال الشهور الماضية، وعلى الرغم من نفى الإخوان لوجود هذه الفرقة، إلا أن المعلومات التي حصلت عليها "فيتو" تؤكد أن هذه الفرقة موجودة بالفعل وهى فرقة مخصصة لأعمال القنص، وتلقى أعضاؤها تدريبات مكثفة على القيام بإطلاق الرصاص وبعض أفرادها كانوا يمارسون رياضة الرماية في أندية مختلفة منها "مدينة نصر والصيد والشمس وسبورتنج بالإسكندرية".

في حين تلقى بعض أفرادها الآخرين تدريباتهم في غزة وخان يونس، والعدد الأكبر منهم ذهب إلى هناك بعد ثورة يناير وظلوا شهورًا تلقوا خلالها تدريبات مكثفة في الرماية والقنص والأعمال القتالية.

ووفقًا للمعلومات المتاحة فإن هذه الفرقة أوكلت لجنة المواجهة لها مهمة قنص بعض الرموز مثل الشيخ عماد عفت والدكتور علاء عبدالهادى ومحمد جابر "جيكا"، والحسينى أبو ضيف ومحمد قرنى الشهير بكريستى.

فرقة الردع..
الفرقة الأخرى التي تديرها لجنة المواجهة هي فرقة الردع، وهى فرقة مدربة منذ زمن على الالتحام وتلقى أفرادها تدريبات في ألعاب المصارعة والتايكوندو والجودو والكاراتيه قبل الثورة، وبعد الثورة تلقوا تدريبات مكثفة في "القنص" في معسكر سرى أعدته لهم الجماعة بمنطقة الواحات، وتلقت قيادات هذه الفرقة تدريبات مكثفة في "وادى أرحب" باليمن وهو يقع تحت سيطرة القطب الإخوانى اليمنى الكبير الدكتور عبد المجيد الزندانى.

والقائد الميدانى لهذه الفرقة هو أسامة الطويل، وهو شاب إخوانى خريج كلية التجارة بجامعة عين شمس دفعة عام ٢٠٠٥ ويبلغ من العمر ٣٢ عامًا.

وتم الاتفاق على أن تعمل هذه المجموعات الثلاث على الانتشار في محيط منطقة المعادي وصقر قريش والبساتين قبل المحاكمة بأسبوع كامل، وأن تتحرك مع فجر يوم المحاكمة إلى منطقة طرة لتستطيع أن تأخذ أماكن استراتيجية تستطيع من خلالها أن تراقب المنطقة بصورة جيدة والتصرف بسرعة لحظة وصول مرسي إلى المكان، والقيام بالاشتباك مع قوات الأمن المكلفة بحماية الرئيس المعزول وتهريبه مع ضرورة الحفاظ على سلامته.

ووفقا للمعلومات فإن عزت ورئيس العمليات كلفا قياديا يمنيا في تنظيم القاعدة بالإشراف على تنفيذ الخطة. هذه الخطة وضعتها الجماعة لتهريب "مرسي" في الجلسة الأولى للمحاكمة 4 نوفمبر، وانفردت "فيتو" بنشرها في عددها (90) ولكن التعزيزات الأمنية أحالت دون تنفيذها، ولكن الجماعة خططت لإعادة تنفيذها اليوم بعد أن فشلت في المرة السابقة، ما أدي لتأجيل نقل "المعزول" تحت حجة "الأحوال الجوية"، وتأجيل المحكمة لجلسة 1 فبراير المقبل.
الجريدة الرسمية