رئيس التحرير
عصام كامل

صحيفة أمريكية تسرد حلولاً للأزمة الراهنة في جنوب السودان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رصدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عدم لعب الدول العالمية لدور فعال إزاء نزع فتيل التوترات السياسية القبلية والنزاعات التي اندلعت في جنوب السودان منذ الشهرديسمبر الماضي.. مشيرة إلى الدور الرئيسي الذي لعبه المجتمع الدولي، والولايات المتحدة الأمريكية خصوصا، في عملية استقلال جنوب السودان عام 2011.


وتساءلت الصحيفة - في مقال رأي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء لـ برينستون ليمان المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان وجنوب السودان في الفترة ما بين مارس 2011 وحتى مارس 2013 - عن المسئولية الملقاة على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية وكيانات أجنبية أخرى بشأن جنوب السودان، التي على شفا حرب أهلية أخرى.

وأشار ليمان في مقاله إلى أن الولايات المتحدة استثمرت في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش والرئيس الحالي باراك أوباما، الكثير في دولة جنوب السودان الوليدة، حيث تعد واشنطن في الواقع أكبر جهة مانحة لجنوب السودان منذ حصولها على الاستقلال في عام 2011.

وأكد الأمريكي ليمان أنه لا يمكن للولايات المتحدة أو المجتمع الدولي تجاهل التهديد المتمثل في الصراع القائم في جنوب السودان..موضحا أن عمليات المساعدة العادية لم تعد تفيد.

وشدد على أن الأزمة الراهنة تعيد للأذهان حقيقة أن المؤسسات السياسية في جنوب السودان كانت ضعيفة إلى حد كبير وغير قادرة على إدارة طموحات التنافس ومطالب أخرى للدولة الجديدة..لافتا إلى أن الأزمة الحالية قسمت جيش جنوب السودان، الذي يعد ائتلافا لمليشيات متنافسة أكثر من كونه قوة عسكرية موحدة..مناشدا المجتمع الدولي أن يكون أكثر انخراطا في الأزمة.

وتابع الكاتب ليسرد حلولا للأزمة قائلا "أولا وقبل كل شيء، يجب أن يكون هناك دور فعال أكثر لقوات حفظ السلام الأممية بدعم من مجلس الأمن الدولي، ويجب عدم السماح بالقيود التي تضعها حكومة جنوب السودان على تحركات القوات الأممية وتحقيقاتها.

وبمجرد الاتفاق على وقف الاعتداءات، ينبغي تكليف قوات حفظ السلام بمراقبة وقف إطلاق النار، وبالحرص على الفصل بين القوات المتنازعة، وإبلاغ الأمم المتحدة بأية انتهاكات تحدث.. كما يتعين على مجلس الأمن والأمم المتحدة والدول الأخرى، المساعدة في تكوين جيش موحد لجنوب السودان يتمتع بالكفاءات.

وأضاف الكاتب أنه يجب على المجتمع الدولي المشاركة في مساعدة جنوب السودان على تطوير مؤسساتها الحكومية، وتطبيق الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان التي تفتقدها البلاد اليوم.

ولفت الكاتب إلى أهمية السعي إلى وضع دستور دائم للبلاد، ويكون تحت إشراف قضائي مستقل من جنوب السودان، بمشاركة مدنية وسياسية واسعة..فيما شدد على ضرورة تعيين مستشارين دوليين للمساعدة في هذا الشأن، ويجب أن تتزامن الانتخابات المقرر إقامتها في عام 2015 مع الانتهاء من وضع دستور جديد للبلاد.

واختتم الكاتب الأمريكي مقاله بالقول "في الوقت الحالي، يجب أن يكون تركيز حكومة جنوب السودان منصب على إحياء السلام وتعزيز المصالحة بين كافة الأطراف، والاستثمار في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية، التي هي البلاد في حاجة ماسة إليها".
الجريدة الرسمية