رئيس التحرير
عصام كامل

"فاينانشال تايمز": تنظيم القاعدة ينتشر في العراق

 صحيفة الفاينانشال
صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية

نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية، مقالاتها الافتتاحية اليوم الأربعاء، تحت عنوان "شبح القاعدة ينتشر في العراق"، وتناولت عودة تنظيم القاعدة للعراق واستيلاء المسلحين على الفلوجة بمثابة إذلال للولايات المتحدة.


وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة سحبت قواتها من العراق قبل سنتين بعد ثماني سنوات بالعراق وخسارتها آلاف الأرواح الأمريكية ومئات المليارات من الدولارات، وكان الجميع يأمل أن تدخل العراق في مرحلة أكثر سلما بعد ثماني سنوات من الصراع وقتل مئات المدنيين ولكن اليوم تلاشت هذه الآمال، والحكومة التي يهيمن عليها الشيعة ويقودها رئيس الوزراء نوري المالكي تخوض معركة شرسة مع السنة في محافظة الأنبار، واستفاد متشددو القاعدة من الاضطرابات وفرضوا سيطرتهم على الفلوجة، العراق على وشك حرب أهلية بين الشيعة والسنة.

أضافت الصحيفة أنه بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وسقوط الفلوجة لنشطاء تابعين للقاعدة يعد لحظة مهينة وإذلالا لواشنطن بعد أن دارت معركة حامية في 2004 وكانت أكثر دموية بعد حرب فيتنام، واستطاعت قوات الجيش الأمريكي أن تحرز تقدما على القاعدة وفي وقت لاحق سحبت واشنطن قوتها بعد زيادة قوات الأمن العراقية، ولكن بعد تكبد واشنطن هذه الأموال وإراقة الدماء تعود المدينة العراقية في أيدي أولئك المسلحين مرة أخرى.

ورأت الصحيفة أن العراق مازالت تعاني من الأخطاء التي ارتكبها الغزو من قبل إدارة بوش ولكن الكثير من اللوم يلقي على عاتق المالكي لأنه كان ينبغي عليه أن يتواصل مع السنة وتشكيل حكومة شاملة بدلا من الإقصاء والمضايقات وإدارة الأمر بوحشية واستبعاد السنة، فكان حصاد ذلك له تمرد من السنة على نطاق واسع أتاح الفرصة للمنظمات التابعة للقاعدة واستغلالها الاضطرابات بين الطوائف فكان ذلك حصاد ما زرعه المالكي.

ولكن أيضا عثرات المالكي ترجع للحرب في سوريا الدائرة منذ ثلاث سنوات ولقد حذر الخبراء من انتشار الصراع للدول المجاورة ويتحول الأمر لحرب إقليمية أوسع نطاقا وتشمل لبنان والعراق، والآن أدرك الجميع تلك المخاوف وعلي المستوي التكتيكي اكتسب متشددو القاعدة مساحة لتدريب قواتهم بداخل سوريا ويمكن بعدها دخولهم للعراق للقتال وتجنيد الشباب في للمحاربة في صفوفهم، وبذلك يصبح الصراع الثوري بوتقة حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية السنية وبين إيران الشيعية وهو الصراع الذي انتشر عبر الحدود السورية.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى موقف الولايات المتحدة وعدم وجود خيارات أمامها بعد تقاعسها عن سوريا في عام 2012، فيجب على واشنطن أن تلعب دورًا أكثر نشاطا، وعلي المالكي أن يخرج بلاده من الطائفية لكي لا تتحول العراق أكثر الدول الفاشلة.
الجريدة الرسمية