رئيس التحرير
عصام كامل

عودة مرسى الى الحكم !


اغمض عينيك وتخيل.. مرسي عاد إلى الحكم.. مضى سريعا في موكب مهيب من ستين سيارة أو سبعين.. وصل إلى دار الإذاعة.. انضمت الشبكات ومعها محطات التليفزيون الرسمى، وصل أخيرا إلى الاستوديو وخطب في الناس:


«ألم أقل لكم إنى عائد.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.. لقد كشفت لكم الأيام الماضية عن حجم المؤامرة ضد الثورة، ولعلكم تتذكرون ندائى.. «ثوار أحرار هنكمل المشوار»، وها أنا قد جئت إليكم لاستكمال ما بدأناه أنا والأخ خيرت الشاطر.. شكرا لكل من ساندونى في محنتى..

شكرا لإمبراطورية قطر التي لا تغيب عنها الدولارات ولا الريـالات.. شكرا للمناضل العظيم رجب طيب أردوغان.. شكرا لأمنا العظيمة أمريكا أرض الحريات والعدل.. شكرا لأصحاب التكاتك الصابرين على عجلات القيادة.. شكرا لبلطجية مصر الأبرار ولكل صناع المولوتوف ولكل يد كريمة وضعت المسامير والبارود وماء النار وفجرت بركان الثورة في الدقهلية وسيناء والإسماعيلية.. شكرا لكل المجاهدين الذين شاركوا بالعرق والجهد والعمل المتواصل ونجحوا باقتدار في اغتيال الطفلة مريم بالوراق، والمتآمر معها الطفل محمد بالعمرانية.. «وما رميت إذ رميت، ولكن الله رمى» … تصفيق حاد من المصورين ومخرج الاستوديو.

يظهر الرئيس العائد دون أصبع خامس في كلتا يديه ويقلب أوراق الخطاب بصعوبة ثم يترك الأوراق ويرتجل: ألم أقل لكم إني أعرف «الصوابع» التي تلعب في إمارتنا الحبيبة؟.. ألم أقل لكم إني وليت عليكم ولست بأحسنكم؟.. ها أنا اليوم أقول لكم إنى قد وليت عليكم وأنا أفضل منكم ومن أشكالكم.. لا أقول ذلك لشعب الجماعة وإنما أقولها واضحة صريحة للشعب الثاني الذي تعرفونه.

يضيف: «لا قضاء بعد اليوم، فقد قررت إلغاء المحاكم والعودة إلى النظام الإسلامي.. قاضي القضاة الذي سيحكم في كل القضايا، وقد أصدرنا أمرنا بتولى العادل المنصف الأخ عبد الرحمن البر منصب قاضي القضاة.. لا إعلام بعد اليوم، ففى الوقت الذي تستمعون فيه لخطابى التاريخى تحاصر قوات الجماعة نقابة الصحفيين، وتلقي القبض على كل الإعلاميين، وأصدرنا قرارنا التاريخي بإلغاء الصحافة باعتبارها مهنة فتنة، وسنعود إلى نظام «المنادي» الذي يبلغ الأهل والعشيرة بقراراتنا مستخدما الطبلة والدف.

ويضيف قائلا: لا نقابات بعد اليوم بعد أن قررنا أن نعود إلى التركي العريق المهندسخانة والعمالخانة والحكيمخانة.. ولا جيش بعد اليوم بعد إنشاء ألوية المجاهدين وقد عينا المناضل والمقاتل الشرس محمود عزت أميرا للمجاهدين، وقررنا خوض أول حرب ضد إقليم المنوفية، فكل نسائهم سبايا، وأموالهم حلال للمجاهدين الأبرار.

يخرج الرئيس منديلا قماشا من جيبه ويلعب بعض الوقت في أنفه وهو يردد «لا مكان لغير المسلمين في أرض مصر إلا اليهود، فقد أوصى بهم الدين، أما الكنائس فقد أصبحت مساكن للذين آمنوا بدعوتنا وبخصوص مساجد غير الجماعة، فهى حل للجماعة يفعلون فيها ما يريدون، وأقول وبكل صراحة إنه لا مسلمين غير أعضاء الجماعة، أما اليهود فإنني أطمئن صديقى الوفى شيمون بيريز فلهم مالنا وعليهم ما علينا، ولن أنسى أبدا أن أزف إلى رفاقى من أعضاء الجماعة خبر اعتبار حزب النور والجماعة السلفية كلهم كفارا، دمهم حلال.

تتعالى صيحات أعضاء الجماعة أمام مبني التليفزيون تطالبه بالقصاص من الشعب فيرد الرئيس «اطمئنوا.. لا شعب بعد اليوم غير شعبى، ولذا فقد قررنا منح الشعب الآخر مهلة ٢٤ ساعة فإما الهجرة أو التنكيل.. يا شعب الجماعة.. شعب مصر عبيد لديكم.. نساؤهم سبايا، وأموالهم حلال والمقتول منهم في النار وقاتلهم مجاهد كبير».

وقناة الجزيرة تنقل على الهواء مباشرة خطاب مرسي، وداخل الاستوديو تهليل وتكبير لأمير المؤمنين محمد بن مرسي رضى الله عنه وأرضاه، أما "التولبار" فإن الأخبار التي يبثها كلها من عينة هروب جماعى لكفار مصر عبر الحدود السودانية والليبية وعبور مراكب بدائية للبحر الأحمر قاصدة السعودية.
الجريدة الرسمية