رئيس التحرير
عصام كامل

نداء هدم الوطن


يتخيل بعض مؤيدى ثورة 30 يونيو العظيمة أن دورهم يقتصر فقط على إبداء الإعجاب الشديد بأغنية "تسلم الأيادي" وترديدها عندما تأتى أى مناسبة، ورفع علامة النصر عند المرور بكمين خاص بالقوات المسلحة أو الشرطة والاسترخاء والاستلقاء على الظهر أمام شاشات التليفزيون.


ولا مانع أيضا من إبداء الإعجاب والتأييد للفريق أول عبد الفتاح السيسي مرشحا للرئاسة على شبكات التواصل الاجتماعى، ويعتقد أنه بهذا أرضي ضميره وساند ثورته وأيد جيشه ولم يتبق له سوي جنى الثمار فقد فعل شيئا عظيما وبذل مجهودا كبيرا، استلقى على ظهره أمام التليفزيون واستمع لأغنية "تسلم الأيادي" وضغط "لايك" للفريق السيسي مرشحا للرئاسة، ورفع علامة النصر، وهذا حال الكثير من المصريين.

أما مواجهة الإرهاب ومطاردة القتلة وفضح الأكاذيب وكشف الخونة والنزول إلى الشوارع والميادين لمساندة الجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب فكل هذا له شعب آخر، فجنى الثمار لن يتحقق سوى بالعطاء والإيمان بالفكرة ومساندة المستقبل.. وتحقيق الاستقرار لن يأتى سوى بالإصرار على فضح الجماعة الإرهابية ومطاردة فلولها، ومواجهة أعضائها الكلمة بالكلمة والحجة بالحجة.

وإذا نظرنا للطرف الآخر ورغم ضلالة ما يؤمنون به وكذبهم وإرهابهم وإصرارهم على القتل وسفك الدماء، إلا أن مجرد التلويح من قادة الإرهاب بالحشد تجد الآلاف من مغيبى العقل وعديمى الوطنية ومروجى الشائعات يلبون نداء هدم الوطن، ويتحدون القانون ويستفزون المصريين، ويحاربون الجيش والشرطة بكل ما يمتلكون من أدوات، وكأنهم فى حرب مع عدو مستبد.

لدينا فرصة لمواجهة كل هذا الإجرام وهو الحشد ليس بهدف مواجهة هؤلاء الإرهابيين الخارجين عن القانون، ولكن نريد من كل مصري مخلص يحب هذا الوطن ويبحث عن مستقبل أفضل لأولاده أن يعتبر أن الموافقة على الدستور مسألة حياة أو موت، وأن الموافقة على الدستور بداية حقيقية لاستقرار هذا الوطن وعودته لنا مرة أخرى، وأن  الاسرخاء أمام شاشات التليفزيون لن يلحق بنا سوى الكثير من الكوارث..

هناك الكثير من الدول وعلى رأسها قطر وتركيا والمنظمات الإرهابية وعلى رأسها القاعدة يعملون بكل جهد وإخلاص، وهناك أيضا الكثير من عملاء الداخل لعدم تمرير الدستور، لأنهم يدركون جيدا أهمية اللحظة التى نعيشها، فإما نكون أو لا نكون وأعتقد أنه لا أحد منا يريد الأخيرة، فمعناها إراقة الكثير من الدماء وسقوط آلاف الشهداء وخطف الوطن مرة أخرى.. فهل أنتم مستعدون لهذا.

نحن نريد مصر التى نحلم بها جميعا بدون عنف، وبدون عملاء، وبدون تنازل عن تراب الوطن، نريد وطنا بدون إرهابيين والدستور يحقق كل هذا.
ESSAMRADY77@YAHOO.COM
الجريدة الرسمية