رئيس التحرير
عصام كامل

فى تحليل "تصفيق" الأقباط


فى الكاتدرايئة وفى ليلة السابع من يناير ومع دقات أجراس الكاتدرائية، هناك مؤشر خطير يقاس به الرأى العام المسيحى، ومزاج الأقباط العام، وهو للدقة ترمومتر تستطيع به الدولة أو المعارضة أن تقيس شعبية الحكام وكذلك شعبية المعارضة والنخبة، فى الكاتدرائية يقاس حجم التصفيق الذى يناله الشخص بمقدار شعبيته، ولأن الأقباط جزء أصيل ومكون رئيسى لهذا الشعب، فإن التصفيق الذى يمنحه الشعب القبطى لا يختلف كثيرا عن مزاج المصريين بشكل عام.. وهى حقيقة لا يختلف عليها أحد. 



أتذكر جيدا أنى حضرت قداسا لعيد الميلاد ترأسه البابا شنودة الثالث وحضره لفيف من كبار رجال الدولة والوزراء، وكان على رأس الحضور السيد جمال مبارك الأمين العام لأمانة السياسات بالحزب الوطنى والسفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبى، كان ذلك قبل ٢٥ يناير ربما بعامين، ووقتها كانت الصحافة حافلة بمشاكل الأقباط ووقائع بعينها فى الصعيد، ولا أحد يتحرك، وكان تمثيل الأقباط فى البرلمان هزليا، لذا فحين قرأ البابا شنودة قائمة الأسماء التى حضرت الصلاة، ونطق باسم جمال مبارك كان "تصفيق" الأقباط ضعيفا، حتى بدا وكأنه على استحياء، ولولا أنهم اعتبروه ضيفهم ربما لم يصفقوا له من الأساس، ونفس الأمر انطبق على زكريا عزمى فى هذا الاحتفال.

لكن المزاج القبطى أراد أن يصفع الحكومة والنظام فى هذا الاحتفال، حين كان التصفيق حارا ومرحبا وشديدا بالسفيرة الأمريكية، كان "غيظ الأقباط" المكتوم واضحا، أرادوا أن يعايروا الدولة بأن شعبيتهم فى الحضيض، لدرجة أن السفيرة الأمريكية نالت تصفيقا أكثر مما نالته الحكومة جميعا، وتصفيق الأقباط عقب ٢٥ يناير ٢٠١١ وقبل مجيء الإخون للحكم كان متوترا.. خائفا.. لا مستقبل له.. هكذا كانوا يصفقون لقيادات الإخوان المسلمين الذين حضروا قداس عيد الميلاد، سبقه جدل أحمق حول "حرمانية" تهنئة الأقباط فى عيدهم كان أبطاله حزب النور وقيادات الإخوان . 

النفس القبطية باتت الآن هادئة، تبحث عن الأمن والأمان، ليست "حائرة " كما كانت فى عهد الإخوان أو "كيادة لحكومة الحزب الوطنى"، لذا فقد وجد الأقباط أنفسهم وبشكل لا إرادى يصفقون بحرارة، ولأول مرة بهذا الزخم حين نطق البابا تواضروس باسم الفريق عبد الفتاح السيسي، تصفيق الأقباط هذه المرة كان "آمنا مطمئنا" حين ذكر اسم السيسي داخل جدران الكاتدرائية، ليعود ترمومتر الأقباط يعمل من جديد . 

الجريدة الرسمية