صحف خليجية تبرز أنباء عن تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط
اهتمت الصحف الخليجية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء بتطورات عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وإعلان جون كيري وزير الخارجية الأمريكي أنه تقدم بأفكار عادلة ومتوازنة لتسوية الصراع العربي - الإسرائيلي.
فقالت صحيفة "الخليج" الإماراتية تحت عنوان (الأفكار العادلة والمتوازنة) "إن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي يدعي أنه سيقدم أفكارا عادلة ومتوازنة لتسوية الصراع العربي "الإسرائيلي" غير أن الوزير لم يحدد معيار العدالة فليس في ذهنه على الإطلاق قرارات الأمم المتحدة".
وأضافت "إنه لا يخطر على بال كيري القانون الدولي الذي كثيرا ما انتهكته الولايات المتحدة ومثاله الفاضح غزو العراق والذي تدوسه إسرائيل صباحا ومساء ولا تلقى عتابا من بلاده"، شددة على أن الأفكار العادلة والمتوازنة لا يمكن أن تكون كذلك إن لم تستند إلى مرجعية محددة أي منظومة من الشرائع والقوانين التي يعترف بها أطراف أية مشكلة.
وأكدت أنه بغير ذلك فلن تكون إلا مرجعية واقع الحال أي ميزان القوى الذي يسود في المكان والزمان وميزان القوة يرى أن الولايات المتحدة ما زالت القوة الأعظم وأنها مازالت السند القوى ماديا وعسكريا وسياسيا ودبلوماسيا لإسرائيل، ومن هذا المنطلق فهي قد تشعر بأن أي شيء يعرض على الفلسطينيين هو تنازل لأن بإمكان القوى ألا يعطي شيئا وهي بذلك تقول إن توازنها وعدالتها منبعهما أنها تنظر للقضية الفلسطينية من ناحية إنسانية.
وقالت إن اللاجئين الفلسطينيين في الحالة المثالية لصاحب القوة عليهم أن يدفعوا ثمن ضعفهم لكن من الناحية الإنسانية يمكن النظر في تأهيلهم لكي يتمكنوا من الاستمرار في الحياة والفلسطينيون ليسوا إلا طارئين على فلسطين ولذلك ينبغي عليهم الاعتراف بيهودية إسرائيل.
وقالت " الخليج " في الختام إنه لا يلوم الفلسطينيون إلا أنفسهم حينما لم يصروا على منهجية المفاوضات المحددة بشكل لا مواربة فيه للمعايير التي تحكم كل خطوة في المفاوضات فلا يكفي أن يقولوا إن هذه معاييرهم لأن الأهم أن يعترف الآخر بها صراحة ولعل جزءا من مشكلة المراوحة في المفاوضات هو التناقض في مرجعيات المتفاوضين.
أما صحيفة "الرؤية" العمانية فقالت تحت عنوان (أحجية السلام) إن كيري صدق عندما وصف محادثات السلام الجارية حاليًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأنّها "أحجية".. لأنّ إسرائيل تريد فعلًا لهذه المفاوضات أن تتحول إلى لُغز يراوح مكانه بسبب ممارسات ممنهجة تهدف إلى وضع العراقيل في وجه العملية السلمية مشيرة إلى أن المحادثات ومنذ استئنافها في يوليو من العام بعد توقف ثلاث سنوات لم تثمر عن ما يبدد الشكوك في جدواها أو يشجع على المضي قدمًا فيها.
ورأت الصحيفة أن عملية السلام أصبحت أحجية لأن الولايات المتحدة الأمريكية وباعتبارها راعية هذا المسار التفاوضي تحجم عن ممارسة أيّ ضغط حقيقي على إسرائيل حتى تظهر الأخيرة توجهًا جادًا وحقيقيًا نحو السلام.
فيما وصفت صحيفة "الراية" القطرية إعلان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية سلسلة خطوات من أجل تعزيز فرص تحقيق المصالحة الفلسطينية بأنها "خطوة إيجابية مهمة " جاءت في موعدها تماما بالنظر إلى الواقع الفلسطيني حاليا خاصة بعد تعثر جهود السلام التي تقودها الإدارة الأمريكية.
وشددت الصحيفة على أهمية أن يكون للفلسطينيين دورٌ مهمٌّ في هذه المرحلة ورأت أن هذا الدور مرهون بالمصالحة الوطنية وتوحيد الصف والمواقف لمواجهة إسرائيل بموقف موحد خاصة.. مشيرة إلى أن إسرائيل قد استغلت الخلافات الداخلية الفلسطينية لتنفيذ جميع مخططاتها سواء بمصادرة الأراضي وتسريع بناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية خاصة في القدس الشريف أو بالتنصل من جميع التزاماتها وتعهداتها للفلسطينيين وللمجتمع الدولي.
وأكدت الصحيفة أن أهمية تلك الخطوة التي اتخذها هنية تنبع من أنها تساهم بشكل أساسي في انفراج العلاقات ما بين حركتي "فتح وحماس" وتسهم في تليين المواقف.. وقالت " من المهم أن تتبعها خطوات أخرى من الجانبين تقود إلى تسريع المصالحة الوطنية ليكون عام 2014 عام المصالحة الفلسطينية بحق كما أعلن هنية ".
ودعت في الختام إلى بذل جهود مشتركة من فتح وحماس ووضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق الخلافات بينهما وتحويل الاتصالات الجارية بين مسئولي الحركتين إلى واقع ملموس يحقق المصالحة الوطنية التي أصبحت مطلبًا ليس شعبيًّا فلسطينيا فقط وإنما عربيٌّ وإسلاميٌّ ودوليٌّ.