مصر تصفع «قطر».. استدعاء السفير القطري أربك الدوحة.. مشاورات لتخفيض التمثيل الدبلوماسي.. مصادر تؤكد استدعاء السفير المصري فور الاستفتاء.. والسعودية تدرس تجميد قطر بـ«التعاون الخليجي
لم تتخيل قطر في يوم من الأيام أن بيانها الأخير تجاه مصر الذي نددت فيه بتصنيف "الإخوان" جماعة إرهابية ودعوة المسئولين في مصر للتحاور مع قيادات الجماعة سيكون بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، ويفتح النار عليها من القاهرة ودول عربية أخرى.
تهديدات وزير الخارجية المصري بقوله لقطر "للصبر حدود"، محذرًا إياها من التدخل في الشأن المصري، لم تأخذها الدوحة بمحمل الجد وأصدرت بيانها الذي تسبب في ردود أفعال غاضبة على جميع المستويات الشعبى والمصرى والعربى، حيث اتهمها السياسيون بأنها تنفذ سياسات أمريكية وإسرائيلية في المنطقة، بينما جاءت مطالب شعبية بالضرب من حديد على التدخلات القطرية في الشأن المصرى ولكن الخارجية المصرية التي اتسمت طوال الفترة الماضية "بالحلم" تاجه الدوحة منذ 30 يونيو تكسر الخطوات المعتادة بين الدول العربية وتستدعى القطري في القاهرة سيف بن مقدم البوعينين لمقر الوزارة، لإبلاغه باحتجاج مصر من تصرفات بلاده.
لم تنجح محاولات السفير القطرى بالقاهرة تهدئة الأجواء خلال استدعائه بالخارجية المصرية من خلال إعلان بلاده تأييدها ثورتى 25 يناير،30 يونيو وللحكومة الحالية في مصر واحترامها للجيش المصرى، ولكن أصر السفير السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، على أن مصر لا تقبل أي تدخل في شأنها الداخلي، وأنه إذا كانت قطر صادقة في تأييد الثورتين فكان من المتوقع من قطر أن تتخذ خطوات ملموسة وبناءة لإعادة العلاقات بين البلدين إلى سياقها الطبيعي بدلًا من التدخل المرفوض في الشئون الداخلية للدول.
وفى نفس السياق أكد مصدر مطلع لـ"فيتو" أن هناك نية لوزارة الخارجية استدعاء السفير المصرى في الدوحة للتشاور فور انتهاء عملية الاستفتاء على الدستور الذي يبدأ الأربعاء المقبل 8 يناير وينتهى الأحد 12 يناير، كما سبق هذا الخطوة تكليف السفير محمد مرسي سفير مصر في قطر بنقل رسالة احتجاج إلى الحكومة القطرية تعكس الاستياء الشديد والرفض الكامل مضمون بيان وزارة الخارجية القطرية الأخير بشأن الوضع السياسي بمصر، وتأكيده أن بيان الخارجية "مرفوض شكلًا وموضوعًا ويمثل تدخلًا مرفوضًا في الشأن الداخلي المصري".
كما أكد السفير المصري أن القاهرة لن تسمح لأي دولة بالتدخل في الشأن الداخلي للبلاد حتى لو كانت دولة عربية، مشددًا على أن شروع هذه الدولة أو تلك في هذا المسلك "يجعلها تتحمل مسئولية ما يترتب على ذلك من تبعات".
ولم يقتصر تأثير البيان فى غضب المصريين بل أصدر منظمة الشعوب والبرلمانات العربية بيانًا أعربت فيه عن إدانتها الشديدة بيان وزارة الخارجية القطرية واعتبرته تدخلًا سافرًا في الشئون الداخلية المصرية ويعبر عن حقد دفين وكراهية من هذا النظام الذي يأوى الإرهاب والإرهابيين ضد مصر وشعبها الذي استطاع أن يكشف حقيقته، وأنه هو الداعم والممول الأول لكل العمليات التخريبية التي ترتكبها جماعة الإخوان الإرهابية في البلاد".
أما على المستوى الدول الخليجية لم تصمت السعودية عن دعم قطر "الإخوان" والعداء للنظام الحالى في مصر، وأكدت مصادر دبلوماسية حسبما ذكرت صحف عربية اليوم، أن هناك نية لمعركة سياسية ضد قطر من خلال "التحالف المصرى الخليجى"، كما أنه من غير المستبعد أن تتخذ السلطات السعودية موقفا قويًا تجاه قطر في الأيام المقبلة.
جدير بالذكر أنه كانت هناك تعهدات سعودية من قبل العاهل السعودي السابق بتجميد عضوية قطر في «مجلس التعاون الخليجي»، إذا استمرت في الخروج على الخط السياسي الخليجي في احتضان «الإخوان» ودعم دورهم ومواقفهم في مصر.
والجدير بالذكر أيضًا أن جامعة الدول العربية عممت القرار المصر على جميع الدول الأعضاء باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وفقًا لاتفاقية مكافحة الإرهاب لعام 98، والتي تلزم الدول الأعضاء بمنع تقديم أي نوع من الدعم المالى أو اللوجستى لجماعة الإخوان الإرهابية.
وفى نفس السياق يرى دبلوماسيون أنه لابد من التفرقة في التعامل مع قطر عن تركيا بسبب طبيعة الدولة العربية، مطالبين بمصر بتدخل دول التعاون الخليجى للتأثير فى قطر للعدول عن سياستها تجاه مصر حتى لا تتسبب في أزمة دبلوماسية بالمنطقة ككل وخاصة بين الدول الخليجية لأنه لا يمكن للدول الخليجية قطع أو تخفيض علاقتها الدبلوماسية مع مصر.