رئيس التحرير
عصام كامل

تصاعد الصراع الطائفي بمدن العراق.. الجارديان: «القاعدة» تسيطر على الحدود مع سوريا.. الأنبار معقل «تمرد المسلحين».. المتشددون فرضوا سيطرتهم على «الفلوجة والرمادي».. و«

احدى المظاهرات فى
احدى المظاهرات فى العراق

يبدو أن الصراع الطائفي بالعراق أخذ نطاقا واسعا ليكون معركة حامية بين القوات الحكومية والمسلحين الذين استغلوا ضعف قوات الشرطة وفرضوا سيطرتهم على أجزاء من العراق.


صحيفة الجارديان البريطانية ذكرت أن الضربات الجوية العراقية قتلت 34 شخصًا، وحاول الجيش طرد مقاتلي تنظيم القاعدة في مدينة الرمادي التي تقع قرب الحدود السورية واستغلال المسلحين ضعف الحدود لقتال في العراق وسوريا.

وأضافت أن هجوم القوات العراقية جاء بعد سيطرة مقاتلي القاعدة على الفلوجة، وسيطرتهم على الحدود المشتركة الهشة بين العراق وسوريا ما جعل الوضع في مواجهات مستمرة من المتشددين الإسلاميين في البلدين لتحقيق أهدافهم ويصلوا لمرحلة جديدة يتم فيها تحديد مستقبل القاعدة.

ونقلت الصحيفة عن مسئولين عراقيين أن مقاتلي القاعدة يرسلون تعزيزات من سوريا للعراق للمشاركة في الصراع الدائر بالمدن العراقية.

وأعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته للشرق الأوسط عن قلقه بسبب تطورات الوضع بالعراق بعد أن غادر الجيش الأمريكي منذ أواخر عام 2010 بعد احتلالها للعراق ما يقارب من ثماني سنوات، وقال كيري "نحن نشعر بقلق بالغ إزاء جهود تنظيم القاعدة ودولة العراق الإسلامية في بلاد الشام -التابعة لتنظيم القاعدة- الذين يحاولون فرض سلطتهم وليس فقط في العراق، ولكن في سوريا".

بينما قالت بريطانيا "أنها تشعر بقلق عميق إزاء الهجمات ضد المدنيين في الفلوجة والرمادي وضد قوات الأمن العراقية وخاصة أن هناك الآن لاعبين بالمنطقة من أخطر اللاعبين في تلك المنطقة".

ولفتت الصحيفة إلى الدور الذي لبعته الحرب السورية في تكثيف وجود الإسلاميين المتشددين وانتشارهم في سوريا والعراق وعبورهم من العراق إلى سوريا حيث أكد وجودهم في الشرق والشمال، بعد دخولهم في سوريا بمزاعم الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في سوريا، ولقد ساعد الفكر الجهادي لتحويل الثورة من الشمال إلى صراع طائفي على نحو صارخ وجدد عمليات التمرد في العراق وتغذي وتتضخم من الوضع السوري.

ونوهت عن تقدم المتشددين في محافظة الأنبار في العراق، والفلوجة والرمادي ومناطق أخرى محيطة ببغداد منذ العام الماضي، وتم أيضا إعادة تكثيف للانقسامات الطائفية المتبقية من حرب أهلية شرسة بين عامي 2005 و2007، ويعد التمرد في الأنبار تحديا لزعماء القبائل والجيش العراقي، ومن زعماء القبائل يحاول التوسط بين المسلحين والجيش ويوجد من يدعم المسلحين ومن يدعم الجيش.

وقال متحدث باسم نور المالكي، رئيس الوزراء العراقي: "نحن في حاجة إلى مساعدة من الأمريكيين ونحن بحاجة إلى دعم لوجستي فقط ومنهم لتزويدنا بأسلحة حيث إننا أردنا التدخل من قبل ولكن لم يكن لدينا الأسلحة للقيام بذلك، ومن الصعب ضبط الحدود، كما نعلم ما آلت إليه الأوضاع في سوريا، وهناك بلدان أخرى تدعم تنظيم القاعدة بالسلاح والخدمات اللوجستية."

وقال نائب رئيس الوزراء العراقي، صالح المطلك "أنه يأمل في المواجهة الفلوجة إلى حل الجيش العراقي دون التورط، وكيف يمكن للجيش محاربة شعبه؟ إذا تدخل الجيش لن ينسي العراقيين سنة وشيعة تدخله، الحدود مفتوحة بين سوريا والعراق بسبب الفساد المالي والإداري الذي ساهم في التنسيق بين تنظيم القاعدة في العراق وسوريا".

وأضاف المطلك أن العرقيين لن يقبلوا الانزلاق في حرب أهلية وعلي الساسة العراقيين التعامل مع جميع العوائق وتوجيهها للمسار الصحيح، وخاصة أن الأمريكيين جلبوا المال والأسلحة التي ساعدت في خلق المليشيات المختلفة وهي تحرك القادة في العراق للكره وحب الانتقام.

وقال نائب عراقي آخر، عزت الشابندر: "إن الوضع الآن ضد القاعدة في الأنبار والدليل، أنها تتحرك من سوريا للمساعدة في تنظيم القاعدة في العراق مع القتال الدائر، كما أن الحدود مفتوحة بسبب الوضع الحالي في سوريا وبسبب الوضع الأمني الهش في المحافظات المجاورة في العراق مثل الأنبار والموصل".

ولفتت الصحيفة إلى وقوع اشتباكات في نفس الوقت بين المعارضة السورية والمقاتلين الإسلاميين للدولة الإسلامية في العراق والشام "داعس"، وهي قوات تقاتل ضد نظام بشار الأسد ولكن فى الأشهر الأخيرة فرضت الحكم الأصولي على المدن والقري التي احتلتها وفرضت السيطرة عليها، وانتشرت الاشتباكات من إدلب في أقصى الشمال الغربي، وصولا إلى ريف حلب، مصاحبة لإنتفاضة متفرقة يوم الجمعة بعد أن أفسحت الطريق لهجمات تنسق في العديد من القرى.

وقال بعض المعارضين السوريين للجارديان "إن داعش استخدمت سيارات مفخخة ضدهم وبالقرب من أدلب وهي معقل لهم".

وأفادت التقارير بوقوع قتال عنيف أيضا في عزاز وتل عباد بالقرب من معابر الحدود لتركيا، وأكد السوريون أن قتال داعش لا مفر منه وأن الشعب السوري قادر على تحقيق أهداف ثورتهم وإقامة دولة مدنية تعددية وديمقراطية.
الجريدة الرسمية