رئيس التحرير
عصام كامل

حـد واخـد بـالـه..؟!


فى زحمة الأحداث واختلاط الأصوات، واختلاف المآرب والمسالك.. أحيانا نفقد التركيز فى أهم الأشياء.. ويبعد من أمامنا الهدف الحقيقى الذى تجمعنا للمطالبة به.. لذا فإن التنبيه بالعودة إلى الأصل يصبح واجبا على كل عين تراقب من خارج الملعب.

فالأحداث الأخيرة التى شهدتها ومازالت تشهدها محافظات مصر عامة، ومدن القناة الثلاث بورسعيد والسويس والإسماعيلية، تحديدا، وما تلاها من أعمال عنف وتخريب، ومواجهات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة، وسقوط ضحايا من الجانبين، استوقفتنى وجعلتنى أتساءل.. هل خرجت هذه التظاهرات للصدام مع الشرطة، أم احتجاجا على سياسات الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، وحكومة الدكتور هشام قنديل؟!
بالتأكد خرج المتظاهرون لشعورهم بالظلم، وغياب العدل، والانحراف عن أهداف ومبادئ الثورة، بل وسرقة الثورة لحساب فصيل بعينه يمثله الرئيس وجماعته وأنصاره.. أما بقية الشعب فليذهبوا إلى الجحيم غير مأسوف عليهم.
ومن خلال متابعتى للأحداث وجدت تغيرا فى السياسة "الإخوانية" هذه المرة لمواجهة التظاهرات الغاضبة ضدهم، واستخدموا تكتيكا جديدا لمواجهة المعارضة بأن جعلوا وزارة الداخلية فى مواجهة مباشرة مع المتظاهرين الغاضبين.. بينما جلسوا هم فى مكاتبهم ومقارهم وبيوتهم ينتظرون ما ستسفر عنه هذه المواجهات، لاتخاذ قرارات كنا ظننا أنها لن يكون لها وجود بعد ثورة 25 يناير.
والغريب أن أحدا لم يسأل أين الإخوان وأنصارهم من المنتمين إلى تيار الإسلام السياسى، فى ظل هذه الأحداث الملتهبة.. أين اختفوا.. ولماذا غابوا عن المشهد.. وأين التصريحات النارية لقيادات الجماعة.. أين اختفى المرشد محمد بديع.. ولماذا لم نسمع له صوتا.. أين حازم أبوإسماعيل وتصريحاته الدموية.. بل أين اللجان الإلكترونية لرجال المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد، ولماذا أصابها الخرس.. وهل تلقوا تعليمات بالصمت حتى تنتهى "الداخلية" من أداء مهمتها وتقمع المعارضة، ثم يعادون التنكيل بمن تبقى على صفحات التواصل الاجتماعى، وفى الشوارع والميادين؟!
مئات الأسئلة التى حاولت الإجابة عليها، ولم أخرج إلا بنتيجة واحدة.. هى خروج المتظاهرين عن الهدف الذى تظاهروا من أجله، ومواجهة النظام الحاكم، والجماعة التى تسعى إلى السيطرة على مصر لحسابها، والثورة على رئيس لا يهتز ضميره لدماء الضحايا الذين يتساقطون كل ساعة، بينما تتحرك الرئاسة كلها عندما يصاب فرد من "الإخوان"، كما حدث فى دمنهور.
أيها المتظاهرون.. لقد خاب مسعاكم.. وضللتم الطريق الذى بدأتموه.. وانحرفتم عن الهدف الذى ثورتم من أجله.. ولتنتبهوا جميعا أن الداخلية، بعد الثورة المجيدة، استوعبت الدرس جيدا، وليس عندها استعداد للدخول فى مواجهة مع الشعب، أو أن تكون طرفا فى الصراع بين الشعب ورأس الحكم.
أيها الثوار.. لا تكونوا أغبياء.. ولا تلعبوا لصالح "الجماعة" بتصرفاتكم غير المحسوبة.. انتبهوا.. وحددوا هدفكم الذى خرجتم إلى الشارع من أجله.. فإن كنتم خرجتم لإسقاط النظام "الإخوانى" والرئيس "الإخوانى" والحكومة "الإخوانية".. فلتعلموا أن كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها الداخلية والجيش مِلك لنا جميعا.. أما إذا كنتم خرجتم للعنف والقتل والإرهاب وحرق المنشآت العامة والخاصة،؛ فنحن منكم بريئون ولا دخل لنا بكم وبمظاهراتكم..!
الجريدة الرسمية