المنطقة وهزاتها الارتدادية
هزات وصدمات وارتجاجات عقول مرتجة من الأساس يتلوها فاصل للإعلانات أو ريثما يجري نقل الأموات، يتواصل بعدها تفجير ما تبقى من مفخخات أو عبوات.
ورغم ذلك فلا أحد ممن خطط وهندس للاهتزازت والانفجارات قرر أن يراجع نفسه أو يعود إلى رشده ويتخلى عن خيار الصدم والصدامات.. ليس ثمة مخرج خلفي، فالبحر أمامكم والعدو خلفكم وليس هناك نهاية سوى الهلاك غرقا، فربك ليس معك ليهديك ولأن الشيطان هو قائدك إلى الهلاك وحتما سوف يرديك.
قبل عامين من الآن كان العثمانيون الجدد يتبجحون بقدراتهم على توزيع المناصب والمنافع ونفوذهم المتصاعد هنا وهناك..
كان أردوغانهم وكيلا حصريا للأمريكان أما قرضاويهم فأعلن أنه وكيل حصري لله (لن يتخلى عن وكالته مهما كانت المغريات)!!.
قبل عام من الآن كان (شاطرهم)، وكيل الله في مصر، يوزع رخص الأحزاب ومقاعد البرلمان وهو قرر أن يمنح أحد الأشقياء (رخصة حزب وخمسة مقاعد في البرلمان) مقابل أداء مراسم الخضوع والخنوع والولاء، قبل أن يفقد كل شيء فلا أحزاب ولا برلمان ولا وزارة ولا رئاسة!!.
هل توكل هؤلاء حقا على الله عز وجل أم أنهم توكلوا على قوتهم الموهومة فكانوا بحق كمن وصفهم أمير المؤمنين على (وَإِنَّكُمْ إِنْ لَجَأْتُمْ إِلَى غَيْرِهِ حَارَبَكُمْ أَهْلُ الْكُفْرِ ثُمَّ لَا جَبْرَائِيلُ وَلَا مِيكَائِيلُ وَلَا مُهَاجِرُونَ وَلَا أَنْصَارٌ يَنْصُرُونَكُمْ إِلَّا الْمُقَارَعَةَ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَكُمْ) وهو خير الحاكمين.
انهار كل شيء وها هي الارتدادات تضرب بنيانهم من القواعد ويخر عليهم السقف من فوقهم ولات حين مناص.. قلنا منذ البدء إن زلزال بلاد الشام (رجفة تكون بالشام يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين) سيغير كل المعادلات.. لم نزعم ولم ندع أننا كنا نعرف متى أو كيف، لكننا نصدق وعد الله ونؤمن بنصره لعباده الصالحين وأن المنطقة بل العالم بأسره قد دخل مرحلة التغيير الجذري وأن الزبد لا بد أن يذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
انهارت وستنهار كل ممالك الزيف والتضليل لأن من يزرع الْفُجُورَ وَيسَقَيهُ الْغُرُورَ لن يحَصَد إلا الثُّبُورَ.. في العراق سفكت دماء مئات الآلاف من الأبرياء فداء لعروش ونزوات حفنة من أشباه البشر لا يجاوز عددها بضع مئات وكذا في سوريا والآن يراد تكرار ذات المسخ البشري في مصر: إما أن نحكمكم ونتحكم في رقابكم فنعز من نشاء ونذل من نشاء وإما الموت تفجيرا في الشوارع وعلى الطرقات.
انتهى كل شيء والأيام القادمة ستكون مخصصة لجمع الأشلاء.