الأفغان المتمصرون .. أساس البلاء
سمتٌ غير سمت المصريين يسمونه السمت الإسلامى، وزى مغاير لزيهم يدعونه الزى الشرعى، ومساجد لهم غير مساجد المصريين التي يصفونها بمساجد الضرار، ويكفرون الناس ويفسقونهم ويبتعدون عن معاملتهم، وإنى لأعجب من حضرات النساء التابعات لهؤلاء الأفغان المتمصرين كيف يقبلن أن يصرن على تلك الهيئة الغريبة كمخلوقات حية، وكيف تقبل الواحدة منهن نزع صفتها الإنسانية وترد على الله خلقها كأنثى، لقد وأدوها صغيرة تحت التراب في الماضى البعيد، وهؤلاء المجرمون يئدونها الآن وهى تسعى كبيرة فوق الأرض، فيلفونها حية بكفن أسود مقيت، ويحرمون عليها التفكير تبعًا لصيرورتها كميتة مكفنة.
وهؤلاء المتبعون للحضارة الأفغانية البراقة لم يجدوا في منتجاتها إلا صناعة الأزياء العبقرية، فتشبهوا بها في التسربل بالسراويل الواسعة الكئيبة تحت الجلابيب الثقيلة الخشنة وذلك مخافة الفتنة بين الرجال بعد أن حبسوا النساء في البيوت وأخفوهن تحت السواد، وكيف لا وفى فقه فقهائهم الأقدمين بابٌ معتبر في درء فتنة الغلمان، وتحريم النظر إلى الشاب الجميل الأمرد الذي يثير الفتنة عندهم، وقد سمعنا من قبل دعاوى هدم الأهرام والآثار متأثرين بإخوانهم الأفغان الذين هدموا تمثال بوذا الأثرى، إنهم مازالوا يعيشون في خوف من تأثير هُبل ومناة عليهم!
معتقدين أن التماثيل ما زالت أصنامًا تعبد من دون الله كما كانت في قريش الأولى، أما عن منهجهم فهو يقوم على فقه الاتباع الذي جرمه القرآن دون أي استثناء في مواضع كثيرة، ولا يرون الدين إلا من خلال العقوبات والحدود كما رأوه فقهاؤهم الأقدمون، فحصروا مقاصده في حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل، فحد الردة المزعوم هو حفظ للدين عندهم، وحد القتل هو حفظ للنفس، وحد شرب الخمر هو حفظ للعقل، وحد السرقة هو حفظ للمال!وتجاهلوا مقاصد كبرى تتصل بالتواصل والتعارف الإنسانى الجامع، وإعلاء قيمة الحرية العقائدية التي تقوم صحة الشهادة عليها، والسعى للسلم والسلام بين البشر جميعًا، وإعلاء قيمة العلم والعمل، لقد رفضوا البيان الجامع للقرآن وحجموه في مقاصدهم هم، ووظفوه في مصالحهم ومفاهيمهم الضيقة.
إنهم أساس البلاء والابتلاء في كل بلد يظهرون فيه، فهم جماعات سفك الدم في سيناء، وهم السلفيون المعادون للحياة والحضارة، وهم أداة الإخوان لضرب المجتمع، إنهم وفكرهم السبب في كل ما نراه من قتل وتهديد وترويع للآمنين.
فليعودوا إلى نعيم جبال أفغانستان ومغاراتها، حيث يجدون راحتهم الأبدية في المحميات الطبيعية هناك مع أمثالهم من تلك المخلوقات الحجرية المعادية للحياة.