"احتلال قناة السويس".. قوات حفظ السلام تستعد لفرض سيطرتها على حركة الملاحة.. جماعات خفية تدير القتل الجماعى لتبرير التدخل الغربى.. قيادى إخوانى كبير شارك فى وضع خطة الاستعانة بحماس لإنقاذ "مرسى"
- مخطط غربى برعاية إخوانية لإخضاع مجرى القناة للحماية الدولية
- أمريكا تنفذ سيناريو فصل شرق القناة عن مصر لتأمين "إسرائيل"
خطة مُحكمة تبدأ بالفوضى، وتنتهى مع نهاية وطن اسمه مصر.. هذه هى الحكاية بكل بساطة، فما تشهده الشوارع والميادين والمدن، نهايته معلومة لا جدال فيها، وهى سقوط مدوٍ لمصر، والعودة للوراء لما قبل ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، ففجأة ودون مقدمات كافية تدافعت الأحداث وازدادت سخونتها فى مصر، على نحو لم يكن متوقعًا من قبل.. ولا أحد يعرف على وجه التحديد ما الذى حدث؟!.
القاسم المشترك الوحيد فى الأحداث الأخيرة واحد ومعروف متمثل فى الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة لمنطقة قناة السويس التى تحولت شوارع مدنها إلى ساحة للقتال والحرب الأهلية طيلة الأيام القليلة الماضية.
معلومات فى غاية الخطورة عن أحداث العنف التى شهدتها مصر مؤخرًا، وعن خطة جديدة تستهدف إرضاء الأمريكان والغرب يمكن الوصول إليها بسهولة، مع تعقب ما يحدث والهدف البعيد فى هذه الخطة هو بكل أسف إسقاط مصر..
"فيتو" حصلت على العديد من المعلومات المتداولة فى أروقة ٣ مناطق فقط فى العالم، وهى "واشنطن والدوحة والمقطم".
حماس كمان وكمان
فى منتصف ديسمبر ٢٠١٢ نشرت "فيتو" تقريرًا خطيرًا عن استعانة جماعة الإخوان المسلمين بمقاتلين من حركة حماس، ليكونوا ميليشيا تدافع عن الجماعة ومقارها ومقار حزبها "الحرية والعدالة" وقتها أدركت جماعة الإخوان المسلمين أنها فى مأزق خطير، بعدما شاهدت الحشود الهائلة تخرج فى ميدان التحرير، وميادين المحافظات لتندد بسياساتها وتهتف بسقوط نظام هى على قمته.. فما كان منها إلا البحث عن مخرج سريع من هذا المأزق، الذى قد يحمل نهاية الجماعة وسقوط ممثلها فى قصر الرئاسة، فقررت الاستعانة بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" لتنجيها من هذا المأزق.
ولحماس مقر كبير فى منطقة التجمع الخامس، واستقبل هذا المقر فى نوفمبر من العام الماضى ٢٠١٢ العديد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وشهدت إحدى هذه الزيارات حضورًا قياديًا من الوزن الثقيل من مكتب إرشاد الإخوان، للقاء مسئولى مكتب حماس بالقاهرة.
وعقد اجتماع مغلق بين هذا القيادى المحسوب على جناح خيرت الشاطر والمعروف داخل التنظيم بـ"صقر الإخوان" وبين قيادات من حماس، وقال "الصقر" لممثلى حماس إن التجربة الإسلامية الموجودة بمصر تواجه بحرب شرسة تستهدف إفشالها، وحماس هى السبب فى ذلك؛ نظرًا لأن الهدف من إفشال تجربة إخوان مصر هو القضاء على المشروع الحمساوى فى غزة وفلسطين، وأن المستهدف من الخطة أن يتم إعلاء منظمة فتح ومساعدتها على حكم فلسطين كاملة، ولفتح دور كبير فى إحداث القلاقل فى مصر حتى يكف إخوان مصر عن مساعدة حماس والوقوف إلى جانبها، وتم الاتفاق فى هذا الاجتماع على دخول ٣ آلاف فلسطينى من المقاتلين التابعين لحركة حماس إلى مصر، فقام مكتب حماس بالقاهرة بعرض الأمر على خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى للحركة وإسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة، فوافقا على الطلب الإخوانى.. وبدأ توافد مقاتلى حماس إلى مصر ودخلوا عن طريق رفح والعريش على دفعات على مدى ١٠ أيام وكان اليوم الواحد يشهد دخول ٣ دفعات وكانوا ينتقلون إلى القاهرة فى أتوبيسات عادية أو ميكروباصات ولا يكونوا فى جماعات حتى لا يلفتوا الأنظار إليهم.
وكان لكل مجموعة منهم قائد واحد، وبمجرد وصوله للقاهرة يقوم بتسليم نفسه لمكتب الإرشاد، ويتلقى تعليماته منهم مباشرة.
وقد أقامت مجموعات من مقاتلى حماس بمنطقة التجمع الخامس، فى حين توجه بعض الأفراد إلى الإقامة فى فنادق الحسين والأزهر ووسط البلد، وأحضرت هذه المجموعات بعض المعدات والأسلحة الخفيفة معها، وقامت بتخزينها فى مقر لها بالتجمع الخامس، لتستخدمها وقت اللزوم، وكانت أهم التنبيهات التى أعطاها مكتب الإرشاد للحمساوية متمثلة فى ألا يكونوا فى مكان واحد معًا حتى لا يلفتوا الانتباه بل يتم خروجهم واستخدامهم على دفعات ويحدد الموقف على الأرض الأعداد التى تخرج فى مهام.
المفاجأة التى فجرتها المصادر تمثلت فى قيام مقاتلى حماس بالظهور فى مذبحة الاتحادية ليس ذلك فحسب بل إن الزميل الحسينى أبوضيف كان ضحية لميليشيات حماس، فأبوضيف كان يقوم بتصوير ما يحدث فى محيط الاتحادية، والتقطت الكاميرا وجوهًا حمساوية معروفة، فاستهدفته ميليشيات حماس لتخفى أثرها وتقوم بالاستيلاء على كاميرا التصوير الخاصة بالشهيد الراحل حتى لا ينكشف السر-وفقًا للمصادر-.
كان ذلك كله قبل الاستفتاء على الدستور الذي تم في ١٥ ديسمبر ٢٠١٢، وبعد الاستفتاء ادرك الاخوان ان الثلاثة آلاف حمساوي لا يكفون لردع المعارضة المصرية، وتنفيذ مخططات الجماعة، فطلب الاخوان المدد مرة اخرى من حماس لترسل الحركة ٤ آلاف مقاتل اضافيين قبل بداية احداث ٢٥ يناير ٢٠١٣ بايام معدودة دخلوا مصر هذه المرة عبر الانفاق وتمركزوا في ٣ مدن رئيسية هي بورسعيد والاسماعيلية والسويس،في حين بقى الآخرين بالقاهرة وضواحيها والمناطق القريبة منها للتدخل في اوقات بعينها حينما تصدر لهم الاوامر الاخوانية بذلك.
المثير أن العديد من المواقع الالكترونية المقربة من دوائر صنع القرار الفلسطيني نقلت على استحياء أخبار دخول "الحمساويين "لمصر.
الهدف الخفي
التطورات الاخيرة التي شهدتها مدن القناة افصحت عن الهدف من إحداث قلاقل في منطقة القناة تحديدا، خاصة وانه بالعودة للوراء قليلا وتحديدا لفترة الانتخابات الرئاسية، يتم رصد تصريحات واضحة للمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين قال فيها إن هناك خطة لاستثمار منطقة قناة السويس لتضخ اموالا كثيرة تساعد الاقتصاد على النهوض وتجذب رءوس الأموال لهذه المنطقة.
وقبلها بقليل وتحديدا قبل استفتاء ١٩ مارس كان السفير محمد العرابي وزير الخارجية الاسبق قد التقى في تركيا بوزير الخارجية الامريكية الاسبق هنري كيسنجر ووقتها لم يكن الاخوان قد اتخذوا قرارا بخوض انتخابات الرئاسة إلا ان كيسنجر اخبر العرابي ان الاخوان سيخوضون انتخابات الرئاسة فسأله العرابي وهل ترضى امريكا فكان رد كيسنجر واضحا حينما قال : ما داموا لن يقتربوا من قناة السويس ولن يلعبوا في هذه المنطقة فلا مانع .. ومؤخرا خرجت حكومة الدكتور هشام قنديل "الاخوانية"بمشروع "الصكوك الاسلامية"الذي وصفه البعض بمشروع بيع مصر، وخرج الدكتور محمد جودة القيادي البارز في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان ليؤكد ان المشروع سيضخ استثمارات اجنبية تقدر بـ١٠٠ مليار دولار سنويا.
العنف في بلد"الغريب".
ومع انطلاقة شرارة احداث ٢٥ يناير ٢٠١٣ بدا واضحا ان العنف على اشده في منطقة القناة، والبداية كانت مع السويس التي شهدت عنفا لا مثيل له طيلة الايام الماضية للدرجة التي دفعت احد اعيان المدينة، ويدعى الحاج منصور للصراخ في وجه اللواء عادل رفعت مدير امن السويس واتهامه للنظام باستهداف السوايسة قائلا له:احد الضباط واسمه ماجد هو من كان يطلق الرصاص الحي على اولادنا ويقتلهم .
والسويس هي ذاتها التي اشعلت الشرارة الحقيقية لثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ حينما سقط منها ٣ شهداء اشعلوا جميع الميادين حتى اسقطوا نظام مبارك.
الوضع في بورسعيد الباسلة لا يقل عن مثيله في السويس، بل يبدو للوهلة الاولى اصعب بكثير، فالاحكام الخاصة بمذبحة بورسعيد والتي تم فيها احالة اوراق اكثر من ٢١ شخصا للمفتي في اعمال شغب جماعي ينتمون ل ٢١ عائلة في مدينة صغيرة كبورسعيد جعلت المدينة بطاملها تقوم بثورة.
وبالتزامن مع هذه الاحداث خرجت قيادات الاخوان لتتحدث فالدكتور محمد البلتاجي والدكتور محمد جمال حشمت خرجا ليؤكدا ان من حق الشرطة قتل من يحاول الهروب من السجن متناسيين ان الدكتور محمد مرسي نفسه قد هرب من السجن.
ما يحدث في مدن القناة لا يبتعد كثيرا عما يسمى بعمليات القتل الجماعي،يضاف الى ذلك ظهور طرف خفي متواجد في الشوارع يقوم بعمليات قتل ممنهج وتحديدا في بورسعيد والسويس.
كل هذا يحدث في توقيت غاية في الاهمية في يناير وفبراير وهو الوقت الذي يحتاج فيه العالم للبترول الذي تنقله السفن والحاويات للعالم اجمع عبر قناة السويس،
اذن يبدو واضحا ان الهدف مما يحدث هو المساس بأمن قناة السويس في هذا التوقيت بالتزامن مع تواجد عناصر جهادية في سيناء تقوم بعمليات متقطعة تستهدف فيها العمق السيناوي.
ما يحدث جاء عبر خطة محكمة يتم تنفيذها بالاشتراك مع جهات مشبوهة ليصدر الامر للعالم كله ان هناك تهديد واضح لسلامة مجرى مائي وملاحي عالمي هو قناة السويس الذي يعد الاكثر تاثيرا في الحركة الملاحية بكل انحاء العالم،وقتها ياتي الدور على الغرب ليتدخل لحماية هذا المجرى ويجعل من قناة السويس منطقة حرة خاضعة للاشراف الدولي.
وهو الأمر الذي يترتب عليه ضرورة حفظ الأمن بمنطقة القناة من جانبيها "سيناء" ومدن القناة،لتصبح هذه المناطق حدودية تابعة للاشراف الدولي بحيث لا يكون هناك مساس بالمجرى الملاحي لقناة السويس.
وما يعزز ذلك بوضوح هي كمية الاشاعات المبالغ فيها التي تؤكد أن هناك اقتحام وشيك لقناة السويس يستهدف وقف عبور السفن بالقناة.
الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والمعروف بصلته القوية بالاخوان والتيار الاسلامي فهو عديل الدكتور محمد سليم العوا وهو من قام بالتوسط بين الاخوان والمجلس العسكري في الفترة الانتقالية،خرج مؤخرا ليؤكد ان القوات البحرية هي من تتولى عملية تأمين المجرى الملاحي بالسويس لانه مهدد!،وهي رسالة واضحة موجهة للغرب مفادها ان المجرى الملاحي الكبير"قناة السويس" بات مهددا.
المصادر تؤكد أنه وفقا للمعلومات والتحليلات المتاحة فإن المستهدف مما يحدث هو نزع السيادة المصرية من قناة السويس ليخرج لسان حال الغرب ليقول"الآن عدنا يا عبد الناصر" فالرجل أخرج الغرب من القناة وقام بتأميمها في حين تقوم مخططات الاخوان باعادتها الى احضان الغرب من جديد عبر سيادة دولية تفرض عليها وفقا للاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر بخصوص قناة السويس.
مشهد "مجلس الدفاع الوطني"
السبت الماضي اجتمع مجلس الدفاع الوطني لمناقشة ما تشهده مصر وتحديدا العنف الذي اجتاح مدن القناة،واجتمع المجلس في حضور رئيس الجمهورية رئيسا له واللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية المعين من قبل الاخوان والفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع الذي تربطه صلة قرابة بالقيادي الاخواني البارز المرحوم عباس السيسي واللواء رأفت شحاتة رئيس المخابرات العامة الذي عينه الاخوان ايضا،وبالقرب منهم وعلى غير العادة ظهر الدكتور أحمد عبد العاطي مدير مكتب الرئيس وهو بالمناسبة ليس عضوا في مجلس الدفاع الوطني لكنه رجل خيرت الشاطر في القصر الرئاسي،الغريب أن عبد العاطي حضر اجتماعا كان يناقش أمرا يخص الأمن القومي ووفقا للبروتوكول والعقل فلا يحق لاحد ايا كان أن يحضر اجتماعات من هذا القبيل حتى لو كان مدير مكتب الرئيس.
وتمخض اجتماع مجلس الدفاع الوطني ليلد حوارا وطنيا مطلوبا مع كل القوى السياسية او هكذا تم الاعلان عن نتائج هذا الاجتماع.
مايحدث في منطقة القناة كارثة وخيانة عظمى في حق مصر واهلها وكله بمشاركة اخوانية واضحة،فالمخطط بات واضحا للجميع فهو يستهدف اخضاع قناة السويس للحماية الدولية ومن بعدها فصل سيناء عن مصر تماما عبر قوات حفظ سلام دولية تتمركز في المناطق المتاخمة لغرب قناة السويس،وعلى المدى البعيد فإن ذلك يحمي أمن إسرائيل ويقلل من احتمالية تعرضها لهجمات من داخل عمق سيناء.
نقلا عن العدد الأسبوعى