رئيس التحرير
عصام كامل

"ساق البامبو" ترصد الهوية الضائعة بين الأوطان

رواية ساق البامبو
رواية "ساق البامبو" للروائى الكويتى سعد السنعوسي

رسمت رواية "ساق البامبو" للروائي الكويتي سعد السنعوسي صورة عميقة للتيه السحيق الذي عاشه بطلها، فاستحقت بجدارة جائزة البوكر، بنصها المحكم البناء، الذي يحكي قصة هوزيه "عيسى بالعربية" الباحث عن هويته الضائعة بين أب كويتي وأم فيلبينية.

عبر سرد ذاتي تحكي الرواية صوت واضح لضمير المتكلم، تكلله لغة مجازية حينا وواقعية حينا آخر، من خلال فصول ستة يتخللها أقوال لـ"خوسيه ريزال" المفكر والبطل الفلبيني الذي آمن أن الحرية هي الحياة وكافح ضد الاحتلال الإسباني الذي اعتقله وأعدمه بعد حين.
مشكلة العمالة الأجنبية في الخليج العربي وما يتمخض عنها من كوارث اجتماعية ونفسية هي الخيط الأساسي للرواية ومنه تنسج باقي الخيوط، فبينما تتحول الفتيات هناك إلى مناديل ورقية يتمخط بها الرجال ويرمونها، كان لعلاقة راشد وجوزفين "والدي هوزيه" ما يميزها حين وعدها بأن يعيد ابنهما إلى الكويت لكن بعد حين.

تستهل جوزفين الرواية بحديثها لولدها هوزيه "عيسى" عن سفرها للعمل في الكويت هربًا من التمزق العائلي والنفسي الذي يغرق حياتها، لتلتقي والده راشد الرجل الهادئ المثقف الذي يعيش مع أمه "ماما غنيمة" وأخواته الثلاث.

كان راشد آخر رجال آل الطاروف، فنانا مرهفًا، ودائم التعاطف مع جوزفين لما تلاقيه من سوء معاملة والدته، ثم يعيشان علاقة تتوجت بعد فترة قصيرة بالزواج سرا، فتحمل هي بهوزيه." هناك بعيدا عن الشاطئ،قريبًا من الوميض الأحمر، اضطرب المركب رغم هدوء البحر، في حين كنتُ أنا في الرحيل الأول تاركًا جسد والدي، مستقرا في أعماق والدتي".
الجريدة الرسمية