هو يدعو.. وهم يرفضون!
طالعنا منذ أيام قلائل الرئيس مرسى فى خطابه بدعوة القوى السياسية للحوار، وذلك على خلفية أحداث الشغب والمواجهات بين الأمن والشرطة فى العديد من محافظات مصر أعقاب الحكم فى قضية مذبحة بورسعيد، وما تبعه من سقوط العديد من القتلى والجرحى ورفضت المعارضة الحوار، كالعادة.
والتساؤل الذى يطرح نفسه الآن لماذا يدعو مرسى قوى المعارضة للحوار؟ وهل هم المسئولون عن الإصلاح الذى من شأنه تهدئة الشعب الثائر؟ أليس الرئيس محمد مرسى المنتخب، كما يفتخر، هو المسئول الأول والأخير عن كل ما يحدث وتقع على عاتقه مسئولية تهدئة الأوضاع؟
دعوة الرئيس مرسى للحوار تؤكد سعيه لإبعاد التهم عنه فيما وصلت إليه البلاد من ترد وفوضى وإلصاقها بقوى المعارضة، لأنه يعلم تمام العلم أن تلك القوى السياسية لن تقبل الحوار وهذه ليست المرة الأولى التى يدعوهم فيها ويرفضون، وبذلك يكون مرسى وجد شماعته التى يعلق عليها ويبرر ما يحدث الآن ويحمله للمعارضة التى لا تقبل الحوار وهى المسئولة عن كل ما يحدث فى البلاد.
أما المعارضة وهى عديمة الفائدة والكل يعلم ذلك أيضا، تلجأ للرفض دائما ليس اقتناعا منها بعدم جدية الحوار، كما يدعون، ولكن خوفا من الحرج لأنهم لا وزن لهم ولا تأثير فى الشارع ولن يستطيعوا التدخل لتهدئة وهم يعلمون جيدا أنهم لو تدخلوا فى أى مواجهة لن يستطيعوا إقناع المتظاهرين بعدم مهاجمة الشرطة أو منعهم من التعدى على مؤسسة من مؤسسات الدولة.
من هم القوى السياسية المعارضة فى مصر، "حمدين صباحى"، لا يملك غير الشعارات والاعتراض على أى شىء وكل شىء، "البرادعى" كل ما يقوم به الآن الدعوة للتظاهر والرفض من خلال حسابه على "تويتر" ولا ينزل الشارع ولا يعلم ما يشعر به المواطنون وكل خبراته الحياتية بمصر عبر الشبكة العنكبوتية.
ما نمر به الآن ليس فى حاجة للحوار بل فى حاجة لقرارات مدروسة، النظام الحالى أبعد ما يكون عنها، والبعد عن تبرير الفشل.. نحتاج إلى المصارحة والمكاشفة وليس البحث عن تجميل القبيح وتبرير الفشل، ولا أجد إلا أن أقول "حقا إنه نظام مفلس ومعارضة فاشلة".