رئيس التحرير
عصام كامل

الصمت لدى الأطفال.. أسبابه وطرق علاجه

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

إذا لاحظتي أن طفلك يمتنع عن الكلام مع بعض الأشخاص، ولا يتجاوب مع أي حوار، في أماكن بعينها كبعض المدرسين، أو الغرباء، أو أحيانا مع الأب، ولكنه يتحدث مع آخرين بطلاقة وبشكل طبيعي، فهو مصاب بما يطلق عليه في علم النفس "الصمت الاختياري"، وهو أحد الأعراض أو الظواهر النفسية التي تصيب الطفل، نتيجة تعرضه لبعض الأزمات النفسية.

تضيف الخبيرة النفسية سهام حسن أنه أحيانا يصل الصمت الاختياري لذروته عندما يمتنع الطفل أيضًا عن الابتسام والنظر إلى الشخص الذي يتحدث إليه، وذلك يعبر عن قلق شديد وصراع داخلي يعاني منه الطفل، وقد يستمر الصمت الاختياري ساعات قليلة وقد يستمر أيامًا أو أسابيع أو شهورًا.

وتشير سهام إلى أن أسباب الصمت الاختياري متعددة منها الخوف من الاتصال الاجتماعي، وضعف الثقة بالنفس ويشتد عند الذهاب للمدرسة لأول مرة، كذلك الشعور بالخجل الشديد نتيجه للتنشئة الخاطئة، واضطراب اللغة ومشاكل اللفظ مثل التاتأة، والتدليل الزائد، كذلك معاناة الطفل من المشاكل العائليه والشعور بعدم الاستقرار والأمان، والحد من العلاقات الاجتماعية بحيث لا يُسمح للطفل بالاتصال بالآخرين، والمعاملة القاسية من قبل الوالدين (الضرب والعنف). 

وعن مظاهر الصمت الاختياري تشير سهام إلى أنه يظهر على الطفل بعض السلوكيات التي يمكن من خلالها تشخيص ظاهرة الصمت الاختياري كالتزامه الصمت عندما يلتقي بالغرباء كالمعلم والطبيب، وعند وجود الأب المتسلط الشديد، كذلك رفضه الذهاب إلى المدرسة أو البكاء الشديد في الصباح قبل الذهاب للمدرسة، وحالات العناد الشديد التي تظهر على الطفل، والتوتر والعصبية التي تظهر على الطفل في مواقف لاتستحق.


تضيف سهام أن علاج الصمت الاختياري يتركز في تحديد السبب وراء إصابة الطفل به، فإن كانت الصراعات الاسرية هي السبب فلابد من حلها أو على الأقل عدم اثارتها امام الطفل، كذلك أن كان هناك شخص بعينه هو السبب لابد من حل الأزمة التي بينه وبين الطفل.

وتؤكد الخبيرة النفسية أن هناك أساليب كثيرة للعلاج كاللعب، أو العلاج بالرسم وبعض أنواع العلاج السلوكي، بالإضافة إلى بعض الأساليب الموجهة من الأسرة كالمكافأة والحرمان، مع ضرورة عدم التحدث عن مشكلة الطفل أمامه مع الآخرين وكذلك عدم دفع وإجبار الطفل على الكلام. 
الجريدة الرسمية