كيري يكثف جهوده بالمنطقة وسط عداء إسرائيلي وفلسطيني لمبادرته
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري يكثف جهوده بالشرق الأوسط، لإقناع زعماء المنطقة للتوصل لاتفاق سلام.
وأشارت الصحيفة إلى زيارة كيري المكوكية للقدس ورام الله بالضفة الغربية لاقناع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل لاتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود وسط الضغوط السياسية من كلا الجانبين لرفضهما تقديم تنازلات.
وأضافت الصحيفة أن كيري أجري اجتماعات منفصلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس وهي الجولة العاشرة له منذ مارس الماضي ويتزامن ذلك في الوقت الذي تتوقع فيه إسرائيل الموت الوشيك لرئيس الوزراء السابق أرئيل شارون الذي دخل في غيبوبته للعام الثامن، وتعاطف الإسرائيليون معه لأنه يعتبرونه البطل العملاق الذي أنشأ دولتهم، ويرثون فقر حكومة نتنياهو.
وتهدف زيارة كيري مناقشة المواد لاطار الاتفاق للمفاوضات التي ستجري وستغطي قضايا الحدود على أساس حدود عام 1967، وقضايا اللاجئين والأمن والقدس لكلا الدولتين، والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
ونقلت الصحيفة عن كيري "نحن نعلم جيدا القضايا التي سنعمل عليها وكلا الجانبين سيضطر لاتخاذ خيارات صعبة لتضيق الخلافات حول الإطار المبدئي للاتفاق الذي سيحدد المباديء التوجيهية للمفاوضات".
وقال مسئولون أمريكيون إن كيري سيطلب من نتنياهو وعباس التوقيع رسميًا على إطار الاتفاق، حرصا على عدم وجود أي من ردود الأفعال السياسية التي تنتقد المفاوضات.
وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق المبدئي سيحدد الاطار الزمني للمفاوضات والموعد النهائي لها في إبريل، وخاصة بعد وجود معارضات من كلا الجانبين على اطار الاتفاق المبدئي للمفاوضات.
ونوهت الصحيفة عن دعم ثمانية وزراء إسرائيليين لقانون برلماني يدعو لضم غور الأردن للضفة الغربية لكي تصبح مطلبا رئيسيا لحفظ الأمن الإسرائيلي وأعلنت الحكومة الإسرائيلية العداء لمبادرة كيري.
والجانب الفلسطيني، واجه عباس بمطالبه خلال هذا الأسبوع، من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تطالب بالانسحاب من المفاوضات ولجوء فلسطين للهيئات العالمية مثل المحكمة الجنائية الدولية.
وأضافت الصحيفة أن كيري استقبل في رام بهتاف من قبل المتظاهرين يدعوه بالرحيل ومغادرة ديارهم، فضلا عن وصف ياسر عبد ربه مسئول فلسطيني الاتفاق الإطاري بأنه "مجرد كلام على ورق لا قيمة له"، بينما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "إن إسرائيل غير مهتمة للتوصل لاتفاق نهائي".
وقد أشار العديد من المحللين إلى أنه يجب مقاومة الضغوط ذات الخلفية السياسية لتحقيق تسوية للصراع ويتطلب ذلك قوة هائلة وشجاعة من نتنياهو وعباس وكلا الزعيمين يفتقران لتلك الصفات بشكل واضح.