رئيس التحرير
عصام كامل

الكاريكاتير الذى قتل صاحبه


لم أراجع فى يوم من أيام حياتي المهنية فنان كاريكاتير فيما يخطه بريشته.. هكذا تعلمت من أساتذتى.. فالكاريكاتير من أهم مواصفاته أن يكون لاذعا إلي حد الألم أحيانا، وقد شهدت الساحة الصحفية المصرية الكثير من المعارك التي فجرها فنان بريشته إيمانا منه بفكرة أو وجهة نظر غير أني لم أكن أتوقع أن تتم تصفية زميلي أحمد قاعود فنان الكاريكاتير معنويا بل والتحريض لقتله ماديا بسبب رأيه أو موقفه من التسريبات التى عرضها الدكتور عبد الرحيم على فى برنامجه "الصندوق الاسود"بقناة "القاهرة والناس" والتي طالت عددا من النشطاء.

أولى المفاجآت أنني لم أكن أتوقع من النشطاء أن يمارسوا ديكتاتورية إزاء وجهة نظر قد تكون جارحة لهم وهم الذين ملأوا الدنيا غناءً بالديمقراطية والحرية وما إلي ذلك من مصطلحات وأيقونات كانت تصب كلها فى طريق الحرية.. وما أقوله ليس بالضرورة أن يكون دفاعا عن موقف الزميل أحمد قاعود بقدر ما هو موقف من قضية الحرية في حد ذاتها.. إذا كنا نرى أن التصويت بنعم للدستور لا يحول دون احترامنا لمن سيقولون لا لنفس الدستور الذي جاهدنا من أجله، فبالضرورة أن نحترم وجهة نظر فنان كاريكاتير له رؤية مختلفة عنا وأشهد أن لي زملاء خطوا بريشتهم ما هو معاكس لكل ما نؤمن به من مبادئ وقيم غير أننا لم نقف حائلا في يوم من الأيام ضد أن ينشروا في صحف كنا نشرف عليها ما هو معاكس ومغاير لوجهة نظرنا.

موقف النشطاء ربما يأتي بسبب الحملة الضارية التي بدأت تصل إلى الجماهير العريضة بسبب التسريبات التى لنا منها موقف مغاير لما يراه قاعود ليس من باب التستر علي مواقف تاريخية لها أثرها على المستقبل ولكن من باب أننا نؤمن بأن بناء مصر لن يكون دون لم الشمل بعيدا عن التخوين الذى طال الجميع.

اتصل بي زميلي قاعود وهو فى حالة من الانزعاج الشديد بعد أن طالته أيادى شخصيات بعينها بالتحريض علي قتله معنويا وماديا بسبب كاريكاتير وهو الشاب الذي لم يعتد علي مثل هذه المعارك وهو ذاته نفس الأمر الذى دفعني ليس للتخفيف عنه وإنما لكشف حالة الشيزوفرينيا التى نعيشها تماما كما أفتي أحد كبار الشيوخ بأن من أصابه مرض الكبد العضال فلينتظر قدر ربه ويرضى بقضائه وعندما أصيب هو بذات المرض سأل مرافقيه أين تزرع الكبد ؟!!

الجريدة الرسمية