رئيس التحرير
عصام كامل

الطرق الصوفية تستعد للاحتفال بـ"المولد النبوي".. مسيرات من مسجد الجعفري إلى الحسين.. "تلاوات قرآنية" وسرادقات بجوار "آل البيت" بالقاهرة والمحافظات.. وآلاف المحتفلين ينتظرون تجليات "التهامي"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحتفل الطرق الصوفية وجموع الشعب المصري في الثاني عشر من شهر ربيع الأول كل عام بالمولد النبوي الشريف، الذي يجمع كافة المريدين الصوفيين في مصر، إضافة إلى محبي الطرق الصوفية من أبناء الشعب.

ويعتبر الاحتفال بالمولد النبوي من الأعياد الكبرى للمسلمين في جميع مشارق الأرض ومغاربها، ينظم خلالها الصوفيون احتفالات كبرى ابتهاجا بمولد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والتي يبدع فيها المنشدون والمداحون وكبار شيوخ الطرق الصوفية. 

تتميز مراسم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لدى الصوفية بخروج مسيرات ضخمة تضم عددًا كبيرا من أبناء الطرق الصوفية من أمام مسجد سيدي صالح الجعفري بالدراسة ثم تجوب كافة الشوارع والأرجاء من أجل إعلام أبناء المناطق المجاورة بأن اليوم سيكون الاحتفال بالمولد، ويردد خلال هذه المسيرات أناشيد الصوفية وأدعيتهم الدينية، التي تعبر عن محبتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - وآل بيته، تتجه بعدها المسيرات إلى مسجد سيدنا الحسين؛ حيث يكون في استقبالها حشود المحتفلين وشيخ مشايخ الطرق الصوفية، وعدد كبير من شيوخ الطرق، وممثل عن الأزهر الشريف نيابة عن شيخ الأزهر.

يتخلل الاحتفال الرسمي، الذي تقيمه مشيخة الطرق الصوفية تلاوات للقرآن الكريم، ثم كلمة لشيخ مشايخ الطرق الصوفية يتحدث فيها عن حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - والدروس والعبر المستفادة من مولده، وكيف كان خيرًا للبشرية جمعاء يردد بعدها المحتفلون بعض الأدعية، التي تؤكد حبهم وولاءهم لرسول الله وآل بيته.

بمجرد انتهاء الاحتفال الرسمي، تبدأ احتفالات كل طريقة صوفية بالمولد حسب عادتها وتقاليدها المتعارف عليها سواء في القاهرة أو المحافظات الأخرى، فنجد بعض الطرق تقيم سرادقات في الشوارع المجاورة لمساجد آل البيت، والأخرى تقيم احتفالاتها بمقراتها الرسمية، وتكون عبارة عن تلاوة للقرآن ثم قيام بعض المنشدين بإنشاد الشعر والأغاني الدينية الصوفية التي تمدح النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ونجد احتفال بعض الطرق الصوفية بالمولد النبوي يختلف عما سبق؛ حيث تقيم بعض الطرق السرادقات الكبرى التي يأتي إليها الآلاف، وتكون هذه السرادقات بجانب مساجد آل البيت والصالحين مثل مسجد سيدنا الحسين، والسيدة زينب، والسيدة سكينة، والسيدة نفيسة، وسيدي صالح الجعفري وغيرها من مساجد أولياء الله الصالحين، ويكون الاحتفال في هذه السرادقات عبارة عن عمل حضرات صوفية.

ويلاحظ أن السمة الرئيسية التي تميز هذه الاحتفالات، هي استقدام كبار المنشدين والمداحين الصوفيين، مثل المشايخ: "ياسين التهامي ونجله محمود، وأمين الدشناوي، وعاطف الهوى، والشيخ محمد حسنين الجيزاوي" وغيرهم من كبار منشدي الصوفية في مصر، وينتظر المحتفلون إبداعات هؤلاء بالشعر الصوفي في حب النبي - صلى الله عليه وسلم - وآل بيته، ويعتمد هؤلاء المداحون على أشعار محيي الدين ابن عربي، وابن الفارض، والإمام أبي العزائم، وغيرهم من شعراء وشيوخ الصوفية.
الجريدة الرسمية