الحرب على الإرهاب وشعبية 30 يونيو..
حظيت الموجة الثالثة للثورة في 30 يونيو، بدعم شعبي كبير - فاق الدعم الذي حظيت به الموجة الأولى ضد مبارك والموجة الثانية ضد المجلس العسكري- وعلى الرغم من أن هذا الدعم الشعبي ما زال قويا، ومتواجدا في الشارع المصري، إلا أن الممارسات الأخيرة التي انتهجها النظام الحالي -تحت شعار «الحرب على الإرهاب»- والتي أدت إلى عودة أطراف عديدة كانت محسوبة على تحالف 30 يونيو مرة أخرى للشارع، باتت تطرح سؤالا في غاية الأهمية، وهو: «هل ستكون إجراءات حرب النظام على الإرهاب سببا في انخفاض شعبية 30 يونيو، وتوسيع دائرة المعارضة؟».
يمكن الإجابة عن هذا السؤال، من خلال استعراض بعض الإجراءات التي اتخذتها الدولة في إطار حربها على الإرهاب، وتأثيرها على مواقف عدد من المكونات الرئيسية لتحالف 30 يونيو، وذلك كالتالي:
أولا: «قرار إعلان الإخوان جماعة إرهابية»:
مما لا شك فيه أن القرار الذي أصدره مجلس الوزراء باعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وما سيترتب عليه من إجراءات أمنية، سيؤدي وبالتأكيد -في ضوء الأداء العشوائي للأجهزة الأمنية- إلى قتل واعتقال المزيد من مؤيدي الإخوان ممن لم يشاركوا في أعمال عنف وإرهاب.
وبما أن أنصار جماعة الإخوان هم جزء من المجتمع، لهم أقارب وزملاء وجيران، قد يكونوا شاركوا في 30 يونيو، إلا أنهم لا يمكن أن يقبلوا أن يمسسهم سوءا، لمجرد أنهم مختلفون معهم سياسيا، ويعد ما يحدث بالجامعات المصرية خير دليل على ذلك، فالمتابع لاحتجاجات الجامعات عن قرب يستطيع أن يرى أنها ليست قاصرة على طلاب جماعة الإخوان المسلمين فقط، بل تشمل طلابا آخرين -شاركوا في 30 يونيو- إلا أنهم يرفضون الصمت على قتل واعتقال زملائهم.
ثانيا: «قانون التظاهر»:
جاء قانون التظاهر الذي أصدرته الدولة بدافع التخلص من العنف الذي يمارسه أنصار الإخوان في مظاهراتهم، وما ترتب عليه من إجراءات أمنية، طالت القوى الثورية، وأدت إلى قمع وحبس رموزها، ليحدث فراق بين 30 يونيو و25 يناير، وينهي علاقة القوى الثورية بتحالف 30 يونيو، ويعيدها مرة أخرى للشارع، لتهتف هذه المرة ضد النظام الحالي.
ثالثا: «تجميد أموال الجمعيات الخيرية»:
مما لا شك فيه أن قرار البنك المركزي بتجميد أموال 1055 جمعية أهلية وخيرية، سيؤثر وبصورة سلبية على ملايين الفقراء الذين كانت تدعمهم هذه الجمعيات، فعلى الرغم من أن الطبقات الاجتماعية الأكثر فقرا كانت مكونا رئيسيا لـ30 يونيو، إلا أن معاداة النظام الحالي لها من خلال هذا القرار من ناحية وتجاهل مطالبها من ناحية أخرى بحجة انشغاله بالحرب على الإرهاب، قد يدفعها على المدى البعيد إلى العودة مرة أخرى للشارع لتحقيق مطالبها.
وبالتالي ومن خلال استعراض هذه الإجراءات التي اتخذتها الدولة، خلال الفترة الأخيرة، في إطار حربها على الإرهاب، وما ترتب عليه من مواقف تم عرضها لمكونات رئيسية لـ30 يونيو، نستطيع أن ندرك أن دائرة المعارضة بدأت تتسع، وهو ما ينذر بخطر كبير يتعلق بانخفاض شعبية 30 يونيو.
Nour_rashwan@hotmail.com