الكونغو تنفذ أول عملية حفظ سلام خارجية منذ استقلالها
تبدأ حكومة الكونغو الديمقراطية هذا الأسبوع إرسال قوات حفظ سلام لأفريقيا الوسطى في مهمة هي الأولى في تاريخ تلك الدولة الأفريقية.
وقال وزير الإعلام الكونغولي لامبيرت ميدني إن 850 شخصا من قوات الجيش تم الدفع بهم لأفريقيا الوسطى مرتدين الباريهات الزرقاء للاسهام في عملية حفظ السلام هناك إلى جانب قوات أخرى دفعت بها فرنسا ودول أفريقية لذات المهمة.
وتؤكد المصادر الحكومية الكونغولية أن العمل على حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار في أفريقيا الوسطى يخدم في وقت واحد مصلحة هذا البلد المجاور والدولة الكونغولية ذاتها التي تخشى انتقال عدوى الاضطراب الأمنى إلى أراضيها إذا لم يتم كبحه في الوقت المناسب.
وترى الحكومة الكونغولية كذلك أن الدفع بقوات من جيشها الوطني، إلى أفريقيا الوسطى هو واجب تمليه اعتبارات رد جميل دول جوار الكونغو التي لم تبخل بقواتها لتقديم العون العسكري للجيش الكونغولى في مواجهة متمردى حركة "23 مارس" المتمردة في شرق البلاد إلى أن تم دحرها وإجبار عناصرها على إلقاء السلاح والانضواء تحت مظلة عملية سلام جارية الآن في شرق الكونغو.
كما يرى المراقبون أن إرسال الكونغو لقواتها في مهمة حفظ سلام خارج حدود بلادها هو سابقة تاريخية باعتبار ذلك أول اشتراك للكونغو في مهمة حفظ سلام دولية في تاريخها الحديث بعد حصولها على الاستقلال في مطلع ستينيات القرن الماضي.
وتفيد التقارير الإخبارية الواردة من العاصمة الكونغولية كينشاسا بأن قرابة 50 ألفا من مواطني أفريقيا الوسطى فروا لأراضي الكونغو المجاورة بحثا عن الأمن واجتازوا خط الحدود الدولى حيث يتم تجميعهم في معسكرات استقبال تشرف على إدارتها الأمم المتحدة بالتعاون مع السلطات الكونغولية.
وأدت أعمال العنف وعدم الاستقرار الأمنى التي شهدتها أفريقيا الوسطى في منتصف ديسمبر الماضى لتشريد عشرات الآلاف من سكانها.
