وثائق: ليبيا حذرت بريطانيا قبيل حادث سفارتها في لندن عام 1984
أظهرت وثائق جديدة تم الكشف عنها أن ليبيا حذرت المسؤولين البريطانيين من احتمالية اندلاع أعمال عنف عشية مقتل الشرطية الإنجليزية إيفون فليتشر في العاشر من إبريل عام 1984 بواسطة مسلح داخل مقر السفارة الليبية في لندن.
وذكرت شبكة (إيه بي سي نيوز) الإخبارية الأمريكية اليوم الجمعة أن الوثائق التي أصدرها الأرشيف الوطني البريطاني أظهرت أن المسؤولين الليبيين في كل من طرابلس ولندن أكدوا أن الحكومة الليبية غير مسئولة حال اندلاع أعمال عنف خلال إحدى التظاهرات المناهضة للحكومة الليبية خارج مقر سفارة طرابلس في لندن.
وتظهر الوثائق أيضا أن مسؤولين ليبيين استدعوا السفير البريطاني لدى ليبيا آنذاك أوليفر ميلز في العاصمة طرابلس عشية الهجوم على مقر السفارة الليبية وعربوا عن تذمرهم حيال التظاهرة المخطط لها ضد حكومة الرئيس السابق معمر القذافي واعتبروها "تهديدا غير مقبول" لأمن سفارتهم وتم إرسال برقية إلى المسؤولين البريطانيين في لندن بذلك المضمون غير أن التظاهرة أجريت كما كان مخططا لها.
وكشفت الوثائق أيضا أن دبلوماسين ليبيين اثنين ذهبوا إلى وزارة الخارجية البريطانية بعد منتصف الليل مع إرسالهم تحذير مماثل من عنف محتمل إذا لم يتم وقف التظاهرة، غير أن مسئول الخارجية الذي تلقى ذلك التهديد، لم يعره اهتماما.
وتقول مذكرة الضابط المناوب آنذاك "لا نعير ذلك التحذير اهتماما في الوقت الحالي على الرغم من أن استدعاء مسئولي الخارجية في منتصف الليل أمر غير اعتيادي".. لذا فلم يقم الضابط بإخطار الشرطة أو الداخلية عن مضمون تلك الرسالة التحذيرية.
وقُتِلت فليتشر وأصيب 10 آخرون عندما فتح مسلح نيران مدفعه الرشاش داخل السفارة على المحتجين والشرطة، وساهمت ذلك الحادث لاحقا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والإساءة إلى سمعة ليبيا واعتبارها دولة فاسدة.