رئيس التحرير
عصام كامل

احتقروهم ولا تدافعوا عنهم!


بداية أنا ضد التلصص على الناس والتنصت عليهم تليفونيا أو بوسائل أخرى ولا أوافق على فضح الأسرار.. لكني مع ذلك لا أفهم موقف هؤلاء السادة الذين انتفضوا ليرفضوا ما قام به الزميل الإعلامي والصحفي عبد الرحيم على حينما أذاع مجموعة من التسجيلات التليفونية مثيرة جدا وكاشفة للغاية لعدد من السياسيين.


فهؤلاء السادة المستنكرون لما فعله عبد الرحيم على لم يسبق لهم استنكار إذاعة تسجيلات لعدد من قادة الإخوان ومنهم الرئيس السابق مرسي ذاته، وإذا كان هؤلاء يتحدثون عن مبادئ فنحن نعرف أن المبادئ لا تتجزأ أو لا يمكن إعمالها أحيانا وإبطالها أياما أخرى.

كما أن هؤلاء السادة المستنكرين فعلوا مثل محامي تجار المخدرات والقتلة الذين يطعنون في صحة إجراءات الضبط والتفتيش لتبرئة المتهمين دون أي اهتمام أو اكتراث بالجرائم الفادحة التي ارتكبوها.. وهذا هو بيت القصيد كما يقول الشعراء أو جوهر القضية كما يقول السياسيون.

جوهر القضية الأهم الآن أيها السادة الذين تستنكرون إذاعة التسجيلات التليفونية ليس هو كيف أذاع عبد الرحيم على هذه التسجيلات وإنما ما تضمنته من أمور تكشف حقيقية بعض من قدموا أنفسهم لنا كثوار أطهار أنقياء يضحون من أجل الوطن ومصالح الشعب.. بينما لا طهارة ولا نقاء ولا حرص على الوطن والشعب، ولا ثورية صادقة، إنما ألاعيب صغار ودسائس ومؤامرات صغيرة وحقيرة ونقائص وعيوب فادحة وطعن من الخلف في الرفاق وسلوك أخلاقي مشين.

تلك هي المسألة الأهم لأنها ترشدنا لما يجب أن نفعله وهو احتقار هؤلاء لإنقاذ أنفسنا من شرورهم، وسلمت يا مصر.
الجريدة الرسمية