رئيس التحرير
عصام كامل

عام جديد سعيد


مؤكد سيكون لهذا الدعاء معنى هذا العام، الثورة المصرية تحقق خطوات إلى الأمام كل يوم وجماعة الإرهاب الإخواني مصرة على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.. لن تستطيع إيقاف عملية الاستفتاء على الدستور ولا عملية إيقاف انتخابات مجلس الشعب لأن كل القوى التي خرجت في يونيو تسأل نفسها سؤالا: ماذا لو رجع الإخوان؟ ليس إلا التقتيل والمذابح للشعب كله إذا كانوا في الحكم قتلوا خمسين شابا واعتقلوا ألفين وخمسمائة فماذا سيفعلون إذا عادوا يوما للحكم؟ 


إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ينهي كل التوجسات التي كانت تخشى أن يعود النظام إلى اللعبة القديمة.. التهادن مع الإخوان على حساب التيارات المدنية الأخرى.. لقد أعلن الإخوان الحرب بوضوح على البلاد.. ومنذ خلع مرسي والعمليات الإرهابية مستمرة وتزداد.. وكل هذا يعيدهم إلى كهف التاريخ الحقيقي وليس المزيف بإعلانهم جماعة محظورة.. لا عودة إلى أنصاف الحلول.. تأخر فهمهم للأسف حتى انتهى إلى ذلك.. لم يفهموا يوما أن الثورة هي التي حملتهم للحكم فعادوا الثورة والثوار..

عادوا بقية الشعب التي هي ملايين هادرة.. كل الفرص أهدروها وهم في السلطة والآن يزيدون من فرص ضياعهم النهائي.. هم في الضمير الجمعي للمصريين الآن جماعة إرهابية قبل أن تعلن الحكومة ذلك.. الإخوان للأسف يعيشون في العصور الوسطى ولا يخرجون منها أبدا. الإخوان للأسف لا يرون ما حولهم أبدا.. لا يرون إلا ما يريدون.. هذا هو الدور التاريخي الذي رسمه لهم حسن البنا الذي دشنته إنجلترا ليكون حجر عثرة لكل تقدم في مصر.. وقد كان للأسف..

أي شخص عادي يستطيع أن يقارن بين مصر حين كان الإخوان في الكهوف ومصر بعد أن خرجوا إلى النور سيرى الفارق الرهيب بين أمة متحضرة وأمة متخلفة في كل شيء.. بدءًا من نظافة المدن إلى طراز المباني إلى التعليم إلى الصحة إلى الفن إلى سعر العملة إلى أنواع الأكل إلى نظافة المطاعم وإلى فتنة المقاهي.. إلى كل ما تريد أن تقوله في المقارنة.. قاموا باتفاق مع الأجهزة منذ الرئيس السادات بمحو كل ما هو جميل في تاريخنا ماديا وروحيا..

انظر إلى مباني نص البلد أو المباني القديمة في عابدين أو السكاكيني أو الظاهر أو الدقي أو الزمالك وانظر إلى المباني القبيحة التي اشتركوا فيها مع إدارات الأحياء المرتشية في فيصل أو الهرم أو أي مكان.. نسفوا ذوق الشعب في العمارة والجمال والزي وكل شيء، للأسف لم يكونوا قط ضد الفساد ولا ضد التخلف.. كان النظام السابق يرى فيه طريقه للسيطرة على الشعب وهم لا يخالفونه بل يعملون ليوم يكونون هم فيه النظام.. وفعلوها وفاتهم أنهم لم يأتوا بدلا من النظام السابق بقدر ما سرقوا الثورة..

مشكلتهم لم تكن مع النظام السابق لكن صارت مع الثورة التي لم يقدروها حق قدرها فأطاحت بهم.. نحن في عام جديد.. وهم يريدون أن يكون الدم في الطريق.. ولا يعرفون أن هذا الدم سيطولهم في النهاية وتنتهي البلاد من غمتها.. سيكون عاما جديدا لأنهم سينهارون فيه يوما بعد يوم.
الجريدة الرسمية