الفيس بوك وظاهرة البلاك بلوك
ظواهر غريبة ولكنها فى ذات الوقت خطيرة بدأت تظهر لدينا وهى معظمها مستوردة وتقف وراءها أيادٍ خارجية حتى وإن لم تعلن عن نفسها أو تظهر على نحو مباشر .. وقد تكون فكرة مقتبسة وقد وجدت " الظروف المهيأة " رأينا ذلك فى أحد الأفلام الأجنبية بفرنسا من مجموعة من الأشخاص وهم شخص يرتدى قناعاً على وجهه وبالمناسبة هذا القناع بدأ يظهر فى مصر وهو بنفس الشكل وأنه ظل يناضل ويقضى على كل الفاسدين فى الحكومة وينتقم منهم وأخيراً دمر مجلس العموم من خلال قطار ملغم وقد كان له مريدوه وفى المشهد الأخير خرج مريدوه أو اجتازوا وسط حشود قوات الأمن التى خشيت من التعرض لهم .. فهل ذلك السيناريو يمكن أن يتكرر مع ظاهرة البلاك بلوك ولاسيما أن موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك أصبح الوسيلة الميسرة لتجميعهم وأيضاً للتحريض على هذه الظاهرة وهى يمكن أن تقود إلى المزيد من العنف فى المجتمع .. والأكثر من هذه هو أنها سوف تضيف أحد الأعباء على الجهاز الأمنى الذى أصدر أمراً لكل جهات الضبط بالقبض على من يشتبه فيه من أنه يتبع هذه الجماعة وتسليمه للنيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده على اعتبار أنهم يقومون بأعمال تخريبية ولكن ماذا عن تعاطف وتواصل الناس معهم ووصفهم بأنهم المدافعون عن حقوقهم وأنهم ليس بمذنبين أو ما يستوجب مطاردتهم بشكل رسمى .. ولكن علينا أن ندرك أنهم قد أصبحوا ظاهرة وأن ذلك يتطلب أن تكون هناك معالجة صحية وصحيحة لها ومن المؤكد أن هذه الظواهر يمكن لها أن تختفى بمرور الوقت وبالمعالجة السياسية الصحيحة وعندما يتمكن النظام السياسى من خلال الحوار الذى لا طريق غيره ولكن لابد وأن يكون حواراً مفتوحاً وحواراً توافقياً وليس حواراً إملائياً من طرف واحد وأن يكون حواراً له نتائج ويسعى إلى ليس فقط تسوية أوضاع معينة ولكن خلق أجواء تصالحية وتوافقية .. وما يؤسف له أنه نتيجة الظروف الحالية وحالة التخبط والتعتيم فإن سوء الظن قد يلعب دوراً كبيراً فى زيادة الاستقطاب والعنف حيث اتهم المرصد الإسلامى الكنيسة بأنها هى التى تقف وراء هذه الجماعة ولاسيما وأن هذه الجماعة قد أعلنت أن هدفها ليس الدولة ولكن الإخوان ومؤسساتها وهو بالقطع أمر ليس مطلوباً أو أنه يمكن قبوله لأنه سوف يؤدى إلى كارثة أى أنه سوف يقود إلى الحرب الأهلية التى يمكن القول أنها بدأت مع تشكيل هذه الميليشيات التى سوف تستخدم العنف إن جاز لنا التعبير ولاسيما وأنه على الطرف الآخر أعلن بعض الشباب على الفيس بوك عندما نظروا إلى الأمر من منظور طائفى بالنسبة لجماعة البلاك بلوك بتشكيل كتائب المسلمون لمواجهتها وهكذا تبدأ الخطوات الأولى نحو الحرب الأهلية الطائفية فلم يكن هدف الثورة منذ البداية أن تصل الأمور إلى ذلك الحد أى أن تقود مصر إلى حرب أهلية طائفية بغيضة يمكن أن تشتعل على مواقع التواصل الاجتماعى ولكن الثورة قد وحدت كل فئات الشعب ووجهت ضربة مجهضة للطائفية ولكن فشل ممارسات النظام السياسى والحكومات التى جاءت بعد الثورة مع استخدام العنف قد أدى إلى فتح الباب أمام ظهور هذه الجماعات التى تتخذ من العنف وسيلة لاسترداد حقوقها التى تعتقد أنها مغتصبة وهو ما يضع مصر على بداية طريق غير مرغوب فيه ويقودها للهلاك .