رئيس التحرير
عصام كامل

الجارديان: العراق عانى أكثر الأعوام دموية منذ 2008.. والقادم أسوأ

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية أن العراق عانى العام الماضي من أكثر الأعوام دموية منذ 2008، معربة عن توقعها أن العام المقبل سيكون أكثر دموية من سابقيه مع استغلال الجماعات المسلحة للتوترات الطائفية في البلاد.


وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء، أن تقرير للأمم المتحدة كشف عن أن 8868 عراقيا قد لقوا مصرعهم في أعمال عنف خلال عام 2013، فيما تتوقع منظمة غير الحكومية بأن عام 2014 سيكون أكثر دموية من سابقه مع استغلال الجماعات المسلحة للتوتر الطائفي لزيادة عملياتهم في العراق.

وذكر تقرير الأمم المتحدة الذي أعدته البعثة الأممية في العراق عن أن أكثر من 8800 شخص لقوا مصرعهم خلال العام الماضي بينهم 7818 مدنيا، وبذلك يبلغ عددهم بإضافة الذين لقوا مصرعهم من أفراد قوات الأمن العراقية 8868 فردا، فيما شهر ديسمبر وحدة مقتل 759 شخصا.

وأكد التقرير الذي أعدته هيئة الإحصاء العراقية -منظمة غير حكومية مقرها بريطانيا- هذه الأرقام، متوقعة أن العام الجديد سيكون أكثر دموية من سابقه، حيث أنها تمتلك أرقاما تشير إلى مقتل 7475 مدنيا عراقيا خلال العام المنصرم مقارنة بعام 2008 الذي شهد مقتل 10130 مدنيا.

وقالت المنظمة: "إن تنظيم القاعدة في العراق وجد أرضا خصبة في وسط كل هذا السخط وشن هجمات ضد الحكومة العراقية.. وذلك بقتل أفراد الجيش والشرطة والسياسيين والصحفيين في العراق جنبا إلى جنب مع المواطنين العراقيين من الطائفة الشيعية".

وأضافت أن الستة أشهر الأخيرة من العام الماضي شهدت مذابح لعائلات بأكملها، وهم نيام أو خلال سفرهم إلى الأماكن الشيعية المقدسة، وفي بعض الأحيان يتعرض 5 أو حتى 12 فردا من عائلة واحدة للقتل في وقت واحد"، مستخلصة أن "الأخطاء أصبحت الآن واسعة وعميقة كما الخنادق".

وعزت الصحيفة الارتفاع في إعداد الضحايا والعنف الدموي في البلاد إلى عدة عوامل، بما في ذلك حملة القمع التي شنتها الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة على مخيم احتجاج السنة في شهر أبريل الماضي، حيث قتل 49 شخصا رميا بالرصاص، حيث ولدت هذه الحملة العديد من الهجمات الانتقامية ضد الأهداف الشيعية في بغداد وبقية أنحاء العراق.

ولفتت الصحيفة إلى أنه وسط استياء من الأقلية السنية في العراق والأغلبية الشيعية، تخلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشكل فعال عن سياسة التوازن الطائفي، وقام بسجن السياسيين السنة رفيعي المستوى، وأجبر آخرين على الفرار إلى المنفى، كما قتل 6 من الحراس الشخصيين لأحمد العلواني -أحد قيادات الاحتجاج السنة- في تبادل لإطلاق النار عندما جاءت قوات الأمن لإلقاء القبض عليه الأسبوع الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت ذاته، أعاد تنظيم القاعدة في العراق بناء نفسه بشكل مذهل، وقد اتخذت الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، مستفيدة من تفاقم الطائفية فضلا عن الحرب في سوريا، ونشطط المجموعة بشكل كبير للغاية في محافظات العراق الغربية والشمالية، ويعتقد أنها وراء موجة من الهجمات المنسقة بالقنابل في المناطق الشيعية من العاصمة العراقية.

وأضافت أن مستويات العنف هي الآن قابلة للمقارنة إلى الأيام المظلمة من عام 2008، على الرغم من أعداد القتلى في ذلك الوقت كانت آخذة في الانخفاض بدلا من الارتفاع، وأنها ليست سيئة كعامي 2006 و2007 عندما كانت البلاد على حافة الحرب الأهلية. وأن الأرقام عادت من جديد للتزايد مع رحيل القوات الأمريكية في عام 2011 وتدفق المقاتلين الأجانب إلى العراق.
الجريدة الرسمية